وثيقة لها تاريخ: الشيخ مبارك للإنكليز بغضب: ألزم ما علينا في الحياة حفظ شرفنا وتوقيرنا

نشر في 03-02-2023
آخر تحديث 02-02-2023 | 19:51
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
كما سبق أن شرحنا وأوضحنا في المقالات القليلة الماضية، كانت بريطانيا تسعى إلى منع تجارة السلاح في الخليج، ولذلك نسقت مع الشيخ مبارك حول ذلك، حيث تعهد مبارك خطياً بأن يمنع تجار السلاح الكويتيين من المتاجرة بالسلاح وذلك في عام 1900.

وكانت بريطانيا تراقب السفن وتفتشها، وكان ذلك يتسبب في خسارة لأصحاب السفن وتأخير في تسليم البضائع التجارية وتصريفها في أسواق الخليج، مما أثار حفيظة التجار وتسبب في غضبهم، وبدلاً من أن تغضب بريطانيا على الشيخ مبارك، غضب مبارك منها وبشدة عندما تيقن أن تفتيش سفن تجار الكويت يعرضهم للخسارة، فكتب رسالة طويلة للمقيم البريطاني في الخليج يبدي له فيها استياءه من عمليات التفتيش، مطالباً بإيقافها فوراً بسبب الأضرار الجسيمة.



تبدأ الرسالة بالديباجة المعتادة من تحية وتمنيات، ثم يبدأ الشيخ مبارك بالقول إنه اتجه للإنكليز وتحالف معهم لأن سيرتهم العدالة والاستقامة، ولكنهم الآن بدأوا يحيفون عن العدالة ومعاملة الآخرين بالكرامة والشرف، ويقول نص الرسالة: «إني اعرض لصوبكم العالي ونلتمس حسب المعاملة لنا اللائقة بحقنا وحفظ شرفنا لأننا صفينا لصوبكم من حسن سيرتكم وعدالتكم وحفظكم لشرف ذو البيوت».


ومن الواضح في صياغة الرسالة أن الشيخ مبارك وضع نفسه في مكان تجار الكويت، وأنه يتكلم باسمهم كما لو كان هو المتضرر، وهو أمر يدل على احترامه الشديد واعتزازه الكبير بهم وبتجارتهم وحرصه الكامل على الدفاع عن مصالحهم. وكان مبارك صريحاً مع الإنكليز إذ قال لهم في الرسالة: «الان جاعدين (قاعدين) نرا (نرى) ضد ذلك والزم ما علينا في الحياة حفظ شرفنا وتوقيرنا»، حيث إنه يشير إلى أن السياسة الإنكليزية تغيرت «الان نرا ضد ذلك» ويشدد على أن كرامة أهل الكويت وتجارها وحفظ شرفهم واحترامهم هو أمر مهم جداً، ولا يمكن التنازل أو التغاضي عنه.

بعد ذلك بدأ الشيخ مبارك شرح السبب الذي دعاه لقول كل ذلك، وما هو الدافع الذي دفعه للغضب واستخدام عبارات مليئة بالاستياء، فقال: «اني أعطيت جواب بحسن رضائي وقبولي في ثلاث شروط ومحافظ عليها انشاء الله منها هالقسم الذي نرا منه علينا سوء ظن وتصديع رعيتنا ومغثتهم وتلاف أموال الناس الذي يتحمل في سفائنهم وعليهم فيه صتمياة...».

وقد أوضح الشيخ مبارك أنه وافق على مراقبة نقل السلاح ومنعه من التداول في الخليج، ولكنه لم يوافق على الإضرار بمصالح أهل الكويت والتسبب في خسارتهم، وهو ما يحصل مؤخراً رغم وجود أوراق رسمية من موانئ التصدير تثبت أن البضاعة المحملة في السفن بضاعة مرخصة ورسمية، ولا تتضمن أسلحة مهربة.

وأشار الشيخ مبارك إلى حوادث وقعت في الفترة الأخيرة تعرضت فيها سفن كويتية للخسارة والضرر بسبب التفتيشات الإنكليزية والتأخير الكبير في السماح لها بالملاحة حسب جدولها وبرنامجها. في المقال المقبل سنستعرض إن شاء الله ما قاله الشيخ مبارك عن ثلاثة تجار كويتيين والخسارة التي تعرضوا لها بسبب سوء معاملة الإنكليز لسفنهم التجارية.

back to top