حكومتنا ومجلسنا في قصيدة أحمد شوقي

نشر في 03-02-2023
آخر تحديث 02-02-2023 | 18:37
 ناجي الملا

الحكومة المستقيلة لا تتحمل أرق نسمات النقد والمساءلة والاستجواب حتى بدت كأنها المقصودة في إحدى قصائد شوقي المشهورة:

روّعوه فتولى مغضبا

أعلمتم كيف ترتاع الظّبا

خُلقت لاهية ناعمة

ربما روعها مر الصّبا

وأما النواب فهاموا في هوى ظبية لعوب أخرى شغفتهم عشقاً ولسان حالهم يلهج:

يا غزالا أهِل القلب به

قلبي السفح وأحنى ملعبا

نعم إنه غزل الناخبين وعشق الكراسي، فكان لا بد من طرح أعذب وأكذب القصائد المتمثلة بإسقاط القروض التي ستُسكر عذوبتها الجماهير لندخل في حفلة زار تغص بكل زاعق وناعق ويقدم فيها العقل استقالته، هكذا بدا لنا المشهد!!!

الأشد مأساوية في هذه الملهاة أنه في حفلة الزار الوحشية تم تقديم كل الأمل والتفاؤل بالعهد الجديد كقربان على مذبح المصالح الشخصية، وتناثر الحُلم الذي تخلَّق في رحم الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أوفت الحكومة بوعودها من عدم التدخل فيها وعدم المشاركة في التصويت على اختيار رئيس مجلس الأمة ولجان المجلس، ناهيك عن تقديم برنامج عمل الحكومة بمعايير محددة كميا وزمنيا لأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية حسب المادة (98) من الدستور التي تجاهلتها الحكومات المتعاقبة، وإيقاف الحكومة للأسلوب المهين بربط الحصول على المصالح الشعبية والخدمات حتى العلاج في الخارج عن طريق توسط النواب لضمان وجودهم في البرلمان، كل هذا الحلم تهشَّم إن لم نقل تكسر وفارقنا التفاؤل الذي أزهر مع العهد الجديد، وتسللت إلى نفوسنا وحشة العهد السابق.

ما الحل؟ وكيف تذاب الجلطة التي ربما تسد شرايين العمل الإصلاحي وتعوق تحقيق الرغبة الأميرية بالإصلاح التي جسدها الخطاب الأخير الذي تلاه سمو ولي العهد نيابة عن صاحب السمو أمير البلاد؟

أرى أن تقوم القوى الاجتماعية بكل منظماتها وتجمعاتها والنشطاء في كل مجال بوضع برنامج عمل للحكومة القادمة، وهذا الأمر الطبيعي كما ذكرنا في مقالات سابقة وتقديمه مفصَّلا لحل كل الأزمات والمشكلات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية ليكون البوصلة التي تُرَشِّد اختيار الحكومة، كما أن البرنامج إذا انبثق من قوى المجتمع سيكون المعبر عن الإرادة العامة المبنية على العقلانية والمنهج العلمي بعيداً عن المطالب الشعبوية الجوفاء والوعود الفارغة، وكل أشكال الخداع الانتخابي مما يسحب البساط من تحت أرباب حُواة السرك الانتخابي، ويعزز موقف نواب العقلانية وأصحاب الطرح العلمي المنضبط، وقبل ذلك سيضع للحكومة الكتالوج المفصل لكيفية تشغيل جهاز الإصلاح والتطوير الذي يتمثل في برنامج العمل بعد أن يأتي هذا البرنامج بطبيعته بالمؤهلين من الوزراء وكل الأجهزة الإدارية الملائمة.

وقد اجتهدت في بعض المقالات السابقة بوضع برنامج عمل للحكومة، أتمنى أن يكون هو المنطلق، انظر مقالي بتاريخ 2022/10/7.

back to top