أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً

نشر في 27-01-2023
آخر تحديث 26-01-2023 | 19:47
 محمد أحمد العريفان

«مجموعات الغش» فضيحة جديدة شغلت الشارع الكويتي، فهي تمس مجتمعنا بشتى مناحيه، وتحاول القضاء على المجتمع من جذوره بغرسها الجديد.

قد يستهين بعض الناس في المسألة، وقد يطلق عليها بعضهم الآخر مسميات أخرى كالمساعدة! فالمصطلح (المساعدة) بحد ذاته سليم الوصف، لكن ليس كما يقصدونه، لأن ما يتم هو مساعدة على الفساد، مساعدة على الفشل، مساعدة على تخلف مجتمعنا الكويتي الذي لطالما تصدر في مجالات عدة!

التعليم هو أساس تقدم المجتمعات والنهضة به وبمخرجاته نهضة بمكانة الكويت بين الدول الأخرى، في المجالات كافة، فهو الجذر الذي إذا فسد أفسد الشجرة برمتها!

والمجموعات الفاسدة المعينة على الغش كانت موجودة في مجتمعنا منذ سنوات، أذكر وجودها منذ أن كنت طالباً في الثانوية قبل عدة سنوات، وكنت أتساءل: لماذا لا يتم القبض عليهم؟

كنت أرى محاضر الغش للطلبة ليست حلاً طالما قائد المجموعة يسرح ويمرح في المجتمع، لا يهمه مكانة الكويت مقابل الملايين التي يحصل عليها! بالتالي، ولعظم المصيبة يُطلب أن توقع عليهم أقصى العقوبات، ليتحقق الرادع المجتمعي، ولضمان تقليل نسبة احتمالية وجود مثل هذه المجموعات في المستقبل!

فللمشكلة أبعاد كثيرة وتساؤلات عديدة: من موّل مديري المجموعة بالإجابات النموذجية؟ وكيف استطاع الطلبة نقل الإجابات من الهاتف إلى ورقة الاختبار؟ ولو كانت الوسيلة السماعات فكيف دخل بها إلى قاعة الاختبار وخرج بلا رقيب؟ وكيف حصل على السماعة التي يرتفع سعرها في موسم الاختبارات؟ وكيف استطاع طالب الثانوية العامة دفع رسوم دخول المجموعة؟

الآن وبعد القبض على مشرفي المجموعات، نأمل إيجاد أجوبة عن تساؤلاتنا، وكذلك نقول: حتى لو تأخر علاج المشكلة فإنه مفرح لنا، فأن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً!

back to top