بالعربي المشرمح: فعلاً نحن غير!!

نشر في 27-01-2023
آخر تحديث 26-01-2023 | 19:41
 محمد الرويحل

لم نعد نعرف لماذا كل هذا العبث يحدث لنا، وكل هذه الأزمات التي نعيشها ما زالت عالقة دون حل؟

لم نعد نعرف ما علاقتنا بالصراع العبثي الدائر في أروقة السياسة؟ وما ذنبنا وذنب الوطن لنجني دماره؟

لم نعد نعرف لماذا شوارعنا محفرة وتتطاير منها الحجارة رغم ما نملك من إمكانات جعلتنا نعمر شوارع دول أخرى شعوبها تتغنى بعطايانا؟

لم نعد نعرف لماذا المواطن ينتظر أكثر من نصف عمره ليحظى بسكن ملائم رغم وفرة الأراضي ورغم أننا نعمر مدناً إسكانية بخدماتها لدول أخرى؟

لم نعد نعرف لماذا التعليم والصحة والازدحام والتوظيف والبدون وغيرها من القضايا ملازمة لحياتنا عقوداً طويلة دون أي حلول لها رغم تعاقب الحكومات والمجالس عليها، وكأن هناك من يقف وبقوة لاستمرارها؟

لم نعد نعرف لماذا الفساد والهدر والهبات أصبحت عادة وثقافة لا يخجل فاعلها من أن يتفاخر بها أو أن يرتبط اسمه بها؟

لم نعد نعرف لماذا لا تكترث الحكومة ولا المجلس لوضع حلول لكل ما نعانيه من أزمات وقضايا باتت تؤرقنا، ونتحلطم منها في مجالسنا واجتماعاتنا، وحتى تغريداتنا، رغم تيقننا من سهولة حلها وتوافر الإمكانات لحلها؟

في كل بلد هناك تنافس سياسي وخصومات في الأفكار والاجتهادات بين أناسها، إلا أنهم جميعاً يسعون إلى ازدهار ورفاهية أوطانهم وشعوبهم، إلا نحن فالتنافس ليس سياسيا بل هو عبثي وفجور في الخصومة، ولّد كراهية لدى المتخاصمين، حتى أنهم كرسوا كل إمكاناتهم لانتصار أحدهم على الآخر دون الاهتمام بالوطن والمواطنين، الأمر الذي جعلهم يتفرغون لمعاركهم العبثية على حساب النهضة والتنمية.

يعني بالعربي المشرمح:

نحن غير في كل شيء، فما يجب أن يُفعل نقوم بنقيضه، وما يفعله الآخرون من أجل أوطانهم وشعوبهم نحن نفعل عكسه، ونستغل أزماتنا ومشاكلنا لصراعاتنا الشخصية ومصالحنا الذاتية دون أي اكتراث لحلها، والرقيب وطننا ورفاهية شعبنا، لذلك لا يمكن أن تستمر حكومة أو يبقى مجلس مع هذا الصراع الذي تجذر، وهو الأمر الذي لن تحل معه مشاكلنا، ولن تنتهي أزماتنا، وستبقى الحال كما هي ما دمنا «غير».

back to top