لا نملك غير التمني

نشر في 01-01-2026
آخر تحديث 31-12-2025 | 19:43
 حسن العيسى

لا نملك غير التمني للعام الجديد، تمنّي الصحة والخير والأمان والطمأنينة للنفوس القلقة.

كان عام 2025 سيئاً بكل معاني الكلمة، فإذا كانت الحياة الإنسانية بطبيعتها تفرض القلق والحيرة على الإنسان، فإن واقعاً مضينا فيه زاد من معاناة مجهول يخبئه القدر لا تدري ماذا قد يحدث لك أو لبشر تعرفهم.

إذا كان كافكا يرى أن على الكاتب أن يكون الفأس التي تكسر الحجر المتجمد فينا، فإن الكاتب قد يصبح بلا فأس لتكسر الجمود حين تغيب الحرية.

دائماً في عالمنا العربي، حكاية جوزيف كي في قصة المحاكمة لهذا الكاتب صالحة لهذا الزمن الثقيل.. "الرجل يقول لجوزيف كي: لا يُسمح لك بالانصراف. لقد اعتُقلت حقاً... هكذا يبدو. ثم سأل كي: ولماذا أنا؟. لسنا مكلفين بالرد بأن نقول لك هذا. اذهب إلى حجرتك وانتظر...".

العام الفائت والأعوام التي سبقته كانت زمناً ومضى، افتقدنا أحباباً غادروا بقطار النهاية، ولم يتركوا لنا غير الذكريات، وغداً كلنا سنصبح لمحة من ذكريات غيرنا. في ترجمة شعرية لأشهر القصائد الإنكليزية "للدكتور عبدالصاحب مهدي علي"، ينقل المؤلف رؤية شكسبير للزمن وتقلباته: 

"... كالموج في جريه للشاطئ الحصب

تمضي دقائقنا والعمر يختزل

إذ موجة تقتفي أخرى وفي دأب

بعضها يسابق بعضاً علّها تصل"

هل الزمن دقائق وساعات وأيام، أم هو نهر هرقليطس الذي لا نسبح به مرتين، أم هو أمر غير موجود أساساً، وكل وعينا به هو وعي إنساني بأحداث تمضي بنا إلى نهايات محتمة لا نملك تغييرها؟!

من الكتاب السابق يترجم المؤلف تلك الفقرات للشاعر توماس كامبل "... لماذا تحكم علينا أقدارنا بسرعة الرحيل عن هذا العالم؟ لماذا تفقد الحياة بهجتها وتغدو مملّة، ونقترب من شلالات الموت فيزداد إحساسنا بسرعة تياره وشدة انحداره... هل هناك مَن يغيّر سرعة الزمن ليكون أكثر بطئاً في حين أحبابنا يرحلون عنّا الواحد تلو الآخر ولا يبقى لنا بعدهم سوى كبد مفجوع...؟!".

هل مضى الزمن ومضى عام وسيمضي هذا العام الجديد؟

ليس لنا غير الأمل للغد، مثلما كانت الذكرى للأمس.

back to top