مؤشرات إيجابية لأداء «بتكوين» بداية العام الجديد
مع حفاظها على أسعارها فوق سعر «التنصيف» البالغ 64 ألف دولار
ارتفعت أسعار العملات المشفرة خلال تعاملات، أمس، مع ترقب الأسواق صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الأميركي، الذي انعقد في وقت مبكر هذا الشهر، وجرى خلاله تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وصعدت البتكوين بنسبة 0.7% عند 87761.99 دولاراً، واستحوذت على نحو 58.9% من إجمالي قيمة سوق العملات المشفرة.
وأضافت الإيثيريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1.65% عند 2975.77 دولاراً، فيما زادت الريبل نحو 0.7% عند 1.8639 دولار.
وتبلغ القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة 2.97 تريليون دولار، فيما بلغ إجمالي حجم التداولات خلال الـ 24 ساعة الماضية 98.65 مليار دولار، وفقاً لبيانات «كوين ماركت كاب».
وكشفت شركة إس تي إس ديجيتال، المتخصصة في تداول مشتقات الأصول الرقمية، أن المؤسسات المالية بدأت في تطبيق استراتيجيات تداول الخيارات التي أثبتت نجاحها مع عملة «بتكوين» على العملات الرقمية البديلة، بهدف التحوط من تقلبات الأسعار.
وتوقع خبير العملات المشفرة والأصول الرقمية راشد الخزاعي أن تنهي عملة بتكوين العام الحالي بقوة، موضحاً أنها بالرغم من تراجعها عن أعلى مستوى تاريخي بنسبة تتجاوز 30%، فإنها ما زالت تحافظ على أسعارها فوق سعر «التنصيف» البالغ 64 ألف دولار، وهو مؤشر إيجابي مع بداية عام 2026.
وأضاف الخزاعي، في مقابلة مع «العربية Business»، أن البتكوين كانت قد ارتدت من أعلى مستوى تاريخي لها عند 126 ألف دولار، واليوم الجميع بانتظار إعادة اختبار هذه القمة.
وأشار إلى أن الأهم من المضاربة على وصول بتكوين لقمتها التاريخية هو تحليل احتمالية استمرار الارتفاع بعد إعادة الاختبار، أو الدخول في مرحلة تماسك جديدة بعد الوصول للقمة مجدداً.
وقال الخزاعي إن السوق في المرحلة الحالية تحتاج أكثر المستثمرين الأفراد وقد يكون هذا الرأي معاكساً قليلاً للتحليل السائد، لكن المستثمرين الأفراد بطبيعتهم يعكسون الرأي العام للشريحة الأكبر من المستخدمين للعملات المشفرة، وهي مثل أي تكنولوجيا أخرى تحتاج إلى مستخدمين أو المستثمرين الأفراد وليس الشق الاستثماري فقط.
وأوضح أنه طالما ظلت شريحة المستثمرين الأفراد واثقة في سوق العملات المشفرة وتقنية البلوك تشين كبنية تحتية، فسيبقى هناك طلب مستمر وابتكار دائم.
وذكر أن تركيز المستثمرين المؤسساتيين هو على الجانب الاستثماري وينصب على الأسواق المالية، بينما جانب التكنولوجيا في البلوك تشين يبدو شبه معزول مقارنة بما كان عليه في أعوام 2016 و2017، عندما كان هناك سباق حقيقي في الابتكار وريادة الأعمال في هذا القطاع.
«التركيز اليوم أكبر على المضاربة والاستثمار في العملات المشفرة، بدل الاستثمار في البنية التحتية التي تقف خلفها» وفق الخزاعي.
ولفت إلى تخارج مؤسسات من سوق العملات المشفرة والصناديق المتداولة التي تتبعها، وفي المقابل، تتزايد التدفقات من الأموال المؤسساتية والصناديق السيادية نحو الذهب ومشتقاته.
وبيّن أن خروج الصناديق من العملات المشفرة يكون في شكل كتل «Blocks»، وتأثير المستثمرين المؤسساتيين على السعر كبير ولكنه قصير الأمد.
وأشار الخزاعي إلى تحرك مهم في قطاع العملات المشفرة، وتحديداً في عملة الإيثريوم حيث إنها لأول مرة منذ ستة أشهر، زادت حصة التدفقات الداخلة إلى نظام التخزين في الإيثريوم بمعدل أعلى من التدفقات الخارجة، ما يعني أن حاملي هذه العملة المشفرة يفضلون رهنها فترات أطول بدل تسييلها.