احتجاجات صومالية ضد إسرائيل... وبكين تعارض الانفصال
القاهرة تدعو مجلس السلم الإفريقي للاجتماع ومقديشو تطلب دعم أنقرة
قبيل انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة الاعتراف الإسرائيلي باستقلال الإقليم الصومالي الانفصالي، شهد «صوماليلاند»، الذي أعلن نفسه دولة مستقلة، تظاهرات حاشدة، أمس، ضد الخطوة الإسرائيلية، مع رفع أعلام فلسطين كرمز على التضامن القوي مع القضية الفلسطينية.
وخرج المتظاهرون في مدن رئيسية، مثل لاس عود، رافضين الانفصال عن الصومال الأم، ومتهمين الدولة العبرية بالتدخل في الشؤون الداخلية الصومالية لتقسيم الوحدة الوطنية.
وهتف المحتجون بشعارات تؤكد وحدة الصومال وشعبها، مطالبين بإنهاء التعاون مع تل أبيب، وسط مخاوف من تصعيد التوترات الداخلية في الإقليم الذي يسعى إلى الانفصال منذ سنوات الحرب الأهلية التي تعود لعام 1991.
وفي حين خرجت احتجاجات حاشدة في مقديشو ضد «العدوان الإسرائيلي»، وللتأكيد على الاستعداد لـ «الدفاع عن استقلال البلاد ووحدتها»، أفادت تقارير بأن الرئيس الصومالي حسن محمد استهل جولة خارجية لحشد الدعم لبلده بزيارة تركيا، التي سينتقل منها إلى جيبوتي، في إطار جهود تهدف إلى عقد قمة منظمة الإيغاد الإفريقية بهدف التصدي للتحرك الإسرائيلي.
معارضة صينية
ومع توالي ردود الفعل العربية والإسلامية المنددة بالخطوة الإسرائيلية، انضمت الصين، التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، إلى معارضتها.
وحثت وزارة الخارجية الصينية السلطات فيما يسمى بـ «صوماليلاند» على التوقف فوراً عن أنشطتها الانفصالية والتآمر مع قوى خارجية.
ووسط مخاوف من تدخلات خارجية تهدد وحدة الصومال واستقرار منطقة القرن الإفريقي برمّتها، أكدت بكين دعمها للوحدة الصومالية وسيادة الحكومة المركزية في مقديشو، محذرة من أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى عدم الاستقرار الإقليمي وتعوق التعاون الاقتصادي مع شرق إفريقيا.
مصر وأذربيجانإيران تحذر من محاولات الاحتلال لتفكيك المنطقة والحوثي يتعهد بالتصدي العسكري له
وفي ظل تشكل تيارات إقليمية تسعى لمواجهة التحرك الإسرائيلي الذي يمس منطقة نفوذ تاريخية لتركيا ومصر، طالب وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، بعقد جلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الإفريقي، لبحث التطور الخطير، ولتأكيد وحدة وسلامة الأراضي الصومالية، ورفض الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وأكد عبدالعاطي، في كلمة خلال مشاركته في الجلسة الوزارية لمجلس السلم والأمن الافريقي، التي عقدت افتراضيا لمتابعة تطورات الأوضاع في شرق الكونغو الديموقراطية، على «رفض مصر التام للاعتراف الإسرائيلي بما يسمى بصوماليلاند، باعتباره انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ويقوض أسس السلم والأمن الاقليمي والدولي، وبصفة خاصة في منطقة القرن الإفريقي».
وأمس، أكدت أذربيجان دعمها الكامل لسيادة الصومال الفدرالية، ووحدتها وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً، موضحة أن الاعتراف بـ «صوماليلاند» يتعارض مع قواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
إيران والحوثي
في موازاة ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاعتراف الإسرائيلي بأنه «لا معنى له وليس له أي أساس».
وقال بقائي، في تصريحات أمس، إن «الاعتراف بجزء من دولة مستقلة وجزء من الأراضي الصومالية من قبل جهة وجودها غير شرعي أيضاً، جاء في اتجاه تفتيت الدول الإسلامية وتفكيك المنطقة وتقسيمها، ومن أجل جعل المنطقة بلا دفاع في مواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف بقائي: «لقد عارضت دول المنطقة بالإجماع هذا الإجراء». ورفضت بيانات منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي الإجراء بشكل واضح.
وشدد الدبلوماسي الإيراني على أن «الإجراء هو أكثر من مجرد محاولة وراء فصل جزء من دولة إسلامية مستقلة والمنطقة، لكنه يتماشى مع استراتيجية زعزعة استقرار المنطقة كلها، بما في ذلك غرب آسيا والقرن الإفريقي، والبحر الأحمر».
وليل الأحد ـ الاثنين، حذّر زعيم «أنصار الله» اليمنية، عبدالملك الحوثي، من أن أي وجود إسرائيلي في «صوماليلاند» سيُعتبر «هدفاً عسكرياً» لقواته.
وحذّر زعيم المتمردين في اليمن من أن الخطوة الإسرائيلية تحمل عواقب وخيمة على أمن المنطقة، وقال إن الاعتراف «موقف عدائي يستهدف الصومال ومحيطه الإفريقي، وكذلك اليمن، والبحر الأحمر، والدول المطلة على شواطئه».
تقديرات إسرائيلية
على الجهة المقابلة، أشارت أوساط عبرية إلى أن مسؤولين إسرائيليين برروا خطوة الاعتراف بـ «صوماليلاند» بأنها تعزز قدرات تل أبيب الجوية في مواجهة جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن وحليفتها إيران بمنطقة استراتيجية مطلة على ساحل البحر الأحمر عند مضيق باب المندب.
وفي وقت حذّر زعيم المعارضة يائير لابيد من أن الاعتراف الذي أعلن عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال إنه يأتي في سياق روح اتفاقات إبراهام للتطبيع، سيسبب سلسلة توترات إقليمية كبيرة.
وتزامن ذلك مع نشر تقديرات إسرائيلية، نقلا عما وصفته بمصادر عربية، تفيد بأن الدول الخليجية التي لم تطبع نقلت رسالة حازمة إلى تل أبيب، تحذّرها من أن خطوتها تسهم في تأجيج تفتيت المنطقة وزعزعتها، وتبعدها عن مسار السلام، متسائلة عن موقفها في حال دعم دول المنطقة للحركات الفلسطينية المسلحة بالضفة الغربية المحتلة وغزة.