الفريح: «معجم الدوحة»... ثراء يرسخ مكانة «العربية»
• أكدت أنه يوثق تاريخ الألفاظ وتحولاتها الدلالية عبر 20 قرناً
• بوابته الإلكترونية تضم 300 ألف مدخل و15 ألف جذر لغوي ومليار كلمة
استمراراً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام، أقيم في العاصمة القطرية الدوحة في 22 الجاري حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بمشاركة عضو المجلس العلمي للمعجم التاريخي أ.د. سهام الفريح، وعدد كبير من المشاركين بالمعجم.
وقالت د. الفريح في تصريح لها إن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية الذي انطلق عام 2013 واكتمل قبل فترة وجيزة، يعد أحد أكبر المشاريع اللغوية والعالمية، إذ يوثق تاريخ الألفاظ العربية وتحولاتها الدلالية عبر 20 قرناً من الزمان، ويقف عند أقدم النصوص منذ أن صدرت حتى عصرنا الحديث وفق المعايير الحديثة للمعاجم التاريخية.
وأشارت الفريح الى جهد كبير بذل لتحقيق هذا الانجازعلى مدى نحو 13 سنة، حيث ضمت بوابة المعجم الإلكترونية أكثر من 300 ألف مدخل معجمي و15 ألف جذر لغوي بالإضافة إلى مليار كلمة في المدونة، وأكثر من 15 ألف مصدر في الببلوغرافيا، فهذا كله يعكس ثراء هذا المعجم وأهميته في حفظ تاريخ اللغة العربية. لذا فالمعجم بعد اكتماله يوفر قاعدة معرفية ولغوية تسهم بفاعلية في البحث العلمي، وتطوير التطبيقات اللغوية وفق سياق الذكاء الاصطناعي. وجاء في كلمة الدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي لأبحاث ودراسات السياسات أن هذا المشروع أتاح لمئات الباحثين من أكثر من 15 دولة عربية الإسهام في هذا المشروع النهوضي التنويري، في حين قال عزمي بعلبكي - رئيس المجلس العلمي للمعجم «انه برغم الكثير من التحديات، فإن جهود دولة قطر لرعاية هذا المشروع وتشجيعه واحتضانه، كان لها الأثر الكبير والبالغ في انجازه، وبعد اكتماله بالشكل الذي هو عليه الآن، نستطيع القول إنه يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر».
بدوره، أشار د. عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي للمعجم، إلى أن المشروع لم يستند إلى منهج سابق، بل ابتكرت أدواته من الصفر، وتجاوز كل العقبات حتى وصل إلى هذه المرحلة، مبيناً أن اكتمال المعجم يحتل محطة فارقة ليس فقط للمشروع، بل للغة العربية ذات الحضارة العريقة. وذكر أن هذه الحضارة، وهي تمتلك هذا المعجم، تكون في مصاف اللغات العالمية في عصرنا الحاضر.
وذكر الدكتور رشيد بلحبيب، رئيس اللجنة العلمية للمعجم، أن «هذا المعجم يعد خزانا لمشاريع بحثية لا مثيل لها، حتى أنها لم تخطر على بال القائمين عليه في بداية العمل».