فلول الأسد تستغل احتجاجات الساحل والجيش يدخل اللاذقية وطرطوس

• قتلى وجرحى في تظاهرات «الفدرالية» وكشف مخطط «سرايا الجواد»
• أنصار غزال يطالبون بالفدرالية وإطلاق الموقوفين... وشعارات مؤيدة للمخلوع
• «الداخلية» تكشف مخطط «سرايا الجواد» وتعتقل متورطين وتضبط أسلحة

نشر في 29-12-2025
آخر تحديث 28-12-2025 | 20:58

في تطور ميداني لافت استغلته فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد لزعزعة الاستقرار في سورية، شهدت منطقة الساحل توتراً أمنياً تزامن مع خروج احتجاجات في اللاذقية وطرطوس وجبلة، استجابةً لدعوة رئيس المجلس العلوي الأعلى الشيخ غزال غزال، للاعتصام تحت شعار «تقرير المصير» والإفراج عن الموقوفين. 
وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن مسلحين من فلول النظام البائد، التي رفضت التحول السياسي والمؤسسي القائم، استغلت الوقفات الاحتجاجية لمهاجمة عناصر من قوات الأمن الداخلي بالرصاص الحي، لافتاً إلى أن الاعتداءات أسفرت عن ارتقاء شهداء وإصابة عدد من عناصر الأمن المكلفين حماية الاحتجاجات.
وخرج المتظاهرون في اللاذقية وطرطوس رافعين شعارات تطالب بالفدرالية والإفراج عن الموقوفين، وردد بعضهم هتافات مؤيدة لغزال، في حين شهدت اللاذقية احتكاكاً بين تظاهرتين، إحداهما مؤيدة لغزال، والأخرى داعمة للحكومة، تدخلت القوات الأمنية للفصل بينهما.
وفي حين رُفعت، خلال الاحتجاجات، شعارات مؤيدة للنظام السابق، أعلنت «الداخلية» تعرض عناصر من قوى الأمن لاعتداءات نفذتها مجموعات مسلحة تابعة لفلول الأسد، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين والشرطيين وتخريب آليات عسكرية ومدنية.
وأشارت مديرية الصحة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 60، جراء اعتداء فلول النظام البائد على قوات الأمن والمدنيين خلال الاحتجاجات في اللاذقية.
وأكدت «الداخلية» رصد عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يُعرف بـ«سرايا الجواد» و«سرايا درع الساحل»، المتورطتين في عمليات اغتيال وتفجيرات سابقة، مشيرة إلى أن هذه العناصر استغلت التظاهرات لإطلاق النار في الهواء وافتعال الفوضى. 
وفي تطور أمني متصل، أعلنت «الداخلية» توقيف أحد أعضاء «سرايا الجواد» في ريف جبلة، وضبط أسلحة وذخائر استُخدِمت في استهداف الجيش والأمن. كما أوقفت قوى الأمن متورطين آخرين في بانياس ودرعا، وضبطت قنابل يدوية وأحبطت أعمالاً تحريضية.
 ومع تصاعد عمليات الاستهداف من قبل المجموعات الخارجة على القانون، أعلنت وزارة الدفاع دخول وحدات من الجيش إلى مراكز في اللاذقية وطرطوس مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي.

وفي تفاصيل الخبر:

شهدت سورية، أمس، تصعيداً أمنياً لافتاً، بالتزامن مع خروج تظاهرات في محافظتي اللاذقية وطرطوس، تلبية لدعوة أطلقها رئيس المجلس العلوي الأعلى، غزال غزال، للاعتصام في مناطق الساحل، تحت شعار «تقرير المصير»، في وقت أعلنت وزارة الداخلية تعرُّض عناصر من قوى الأمن الداخلي لاعتداءات نفذتها مجموعات مسلحة تابعة لفلول الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال الاحتجاجات، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.

وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبدالعزيز الأحمد، في بيان رسمي، بأن مسلحين أقدموا على إطلاق النار خلال الاحتجاجات التي جرت في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية، ودوار المشفى الوطني في مدينة جبلة، موضحاً أن قوى الأمن تدخلت سريعاً واحتوت الموقف، ومنعت تطوره إلى مواجهات مفتوحة.

وأشار الأحمد إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت وجود عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى «سرايا درع الساحل» و«سرايا الجواد»، وهما مجموعتان متورطتان في عمليات تصفية ميدانية وتفجير عبوات ناسفة، واستهداف نقاط أمنية وعسكرية على أوتوستراد M1 خلال فترات سابقة.

ووفق وزارة الداخلية، فإن فلول النظام المخلوع، التي هاجمت الأمن الداخلي، كانت مختبئة في جبال الساحل، مؤكدة أنها استغلت التظاهرات التي دعا إليها غزال للاعتداء على عناصر الأمن الداخلي، مما أدى إلى مقتل شرطي وعدد من المدنيين وإصابة عدد منهم، إضافة إلى إطلاق قنابل يدوية ورصاص من بعض الأبنية على قوات الأمن في دوار الأزهري، وتكسير آليات تابعة للمهام الخاصة والشرطة.

الفدرالية والتقسيم

وخرج المتظاهرون في اللاذقية وطرطوس رافعين شعارات تطالب بالفدرالية والإفراج عن الموقوفين، وردد بعضهم هتافات مؤيدة لغزال، فيما شهدت مدينة اللاذقية احتكاكاً بين تظاهرتين، إحداهما مؤيدة لغزال والأخرى داعمة للحكومة السورية.

وأفادت مصادر محلية بأن قوى الأمن فرضت حواجز بشرية، وانتشرت بكثافة في محيط الساحات، لمنع وقوع اشتباكات مباشرة بين الطرفين.

في المقابل، أعلن وجهاء منطقة القدموس في ريف طرطوس رفضهم أي دعوات لتقسيم سورية أو الذهاب نحو مشاريع انفصالية أو فدرالية، مؤكدين تمسكهم بوحدة البلاد، في موقف عكس انقساماً واضحاً داخل البيئة المحلية حيال الدعوات التي أطلقها غزال.

وكان غزال دعا، في كلمة مصورة، إلى اعتصامات سلمية تمتد من الثانية عشرة ظهراً حتى الخامسة مساءً، واصفاً ما سماه «غضب الكرامة» بأنه بلغ ذروته، وأكد أن المرحلة المقبلة «مفصلية». وتأتي هذه الدعوة في ظل أجواء متوترة أعقبت تفجير مسجد في مدينة حمص، أودى بحياة 8 أشخاص، مما زاد من حالة القلق الأمني في عدة محافظات.

الجيش اللبناني يتبرأ من مأساة غرق لاجئين سوريين على الحدود

سرايا الحسن

وفي تطور أمني متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية توقيف أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد»، التابعة للضابط السابق سهيل الحسن، في قرية دوير بعبدة بريف جبلة، مبينة أن الموقوف باسل جماهيري، اعترف خلال التحقيق بإخفاء أسلحة وذخائر كانت تستخدم في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش، وأن الفرق المختصة صادرت أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة، قبل إحالة المتهم إلى الجهات القضائية المختصة.

وكانت قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية أعلنت، قبل أيام، تنفيذ عملية أمنية نوعية بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب ووحدة من الجيش، استهدفت خلية «سرايا الجواد»، مشيرة إلى أن الخلية متورطة في عمليات اغتيال وتفجيرات، إضافة إلى التخطيط لتنفيذ هجمات خلال احتفالات رأس السنة.

وفي مدينة جبلة، أفاد سكان بانتشار عبارات داعمة للنظام المخلوع على جدران المدارس، تضمنت شعارات تهديدية من بينها «الأسد أو نحرق البلد»، و«سرايا الجواد قادمة»، وترافقت مع حالة استنفار أمني واسعة، كما هاجم مسلحون مجهولون منزل الإعلامي زين بدرة في حي الجبيبات، وأحرقوا سياراته، في حادثة قيد التحقيق.

وامتد التوتر إلى مدينة بانياس، حيث ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على زكريا الشبقي أثناء تفتيش أحد الحواجز الطيارة، بعد ضبط قنابل يدوية ومحادثات تحريضية تستهدف عناصر الأمن. وفي ريف بانياس، أعلنت محافظة طرطوس إصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي، إثر إلقاء قنبلة يدوية على قسم العنازة، بينما باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها لكشف الفاعلين.

الجنوب والحدود

وفي الجنوب السوري، أعلن جهاز الأمن الداخلي توقيف قيادي سابق في فرع «الأمن العسكري» بدرعا، متهم بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين خلال فترة سيطرة النظام المخلوع، ضمن حملة ملاحقة مستمرة لشخصيات أمنية سابقة.

وفي محافظة السويداء، تعيش مدينة شهبا ومحيطها أزمة إنسانية متفاقمة، نتيجة انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ 6 أيام، بعد تضرر الخط الرئيسي 66 كيلو فولت جراء اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن و«الحرس الوطني»، وأدى الانقطاع إلى تعطل خدمات المياه والمرافق الصحية، وسط تحذيرات من عزلة كاملة للمدينة.

وعلى الحدود السورية - اللبنانية، شهدت منطقة نهر الكبير الجنوبي مأساة إنسانية بعد غرق مجموعة من السوريين أثناء محاولتهم العبور بطرق غير شرعية، حيث جرى إنقاذ عدد من الأشخاص، فيما لا تزال عمليات البحث مستمرة عن مفقودين وسط ظروف ميدانية صعبة، ونفى الجيش اللبناني اتهامات بإجبار سوريين على عبور مجرى النهر، مؤكداً تنسيقه مع السلطات السورية في عمليات البحث.

الجيش يدخل اللاذقية وطرطوس 

وبعد تصاعد عمليات الاستهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون، أعلنت وزارة الدفاع دخول وحدات من الجيش إلى مراكز في اللاذقية وطرطوس مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي.

back to top