ترامب وزيلينسكي لحسم مصير دونباس ومستقبل زابوريجيا
بوتين: أوكرانيا لا تستعجل السلام وسنحقق أهدافنا بالقوة
في محاولة جديدة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ نحو 4 سنوات، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ولاية فلوريدا، في وقت صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجته، ملوّحاً بتحقيق أهدافه «بالقوة» إذا فشلت المساعي السلمية.
وعقد اللقاء في مقر إقامة ترامب، وسط أجواء مشحونة بفعل الهجمات الجوية الروسية المكثفة التي استهدفت كييف ومناطق أخرى، وأدت إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن أجزاء من العاصمة الأوكرانية.
ووصل وفد زيلينسكي إلى فلوريدا في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بحسب نائب وزير الخارجية سيرهي كيسليتسيا، الذي نشر على منصة إكس، لطائرة تحمل اسم ترامب وعلّق عليها بعبارة: «مساء الخير يا فلوريدا».
وقال زيلينسكي إن هذه الضربات تمثل «ردّ روسيا الحقيقي على جهود السلام»، مؤكداً أنه سيناقش مع ترامب مصير إقليم دونباس المتنازع عليه، ومستقبل محطة زابوريجيا النووية، إلى جانب ملفات أمنية وضمانات ما بعد الحرب.
وأوضح أن خطة السلام، المؤلفة من 20 نقطة، اكتملت بنسبة تقارب 90 بالمئة، لكنها لا تزال تصطدم بخلافات جوهرية، في مقدمتها مسألة الأراضي.
ويُنظر إلى لقاء فلوريدا على أنه اختبار حاسم لقدرة واشنطن على دفع مسار تسوية، في وقت تتزايد المخاوف الأوروبية من أن يؤدي أي فشل إلى إطالة أمد الحرب وتعميق الانقسام حول مستقبل أوكرانيا وأمنها.
وتصرّ موسكو على تنازل أوكرانيا عن كامل إقليم دونباس، بما في ذلك المناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف، بينما ترفض أوكرانيا ذلك، وتطالب بتجميد الحدود عند خطوط القتال الحالية.
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، اقترحت واشنطن إنشاء منطقة اقتصادية حرة في حال انسحاب أوكرانيا من أجزاء من الإقليم، إلا أن تفاصيل هذه الفكرة لا تزال غامضة.
وفي حال تعثرت التعديلات على المقترح الأميركي، لمّح زيلينسكي إلى إمكانية طرح الخطة كاملة على استفتاء شعبي، مشترطاً موافقة روسيا على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً لتهيئة الأوضاع لإجراء التصويت، رغم أن استطلاعات رأي حديثة تشير إلى احتمال رفض الناخبين الأوكرانيين لأي تنازلات إقليمية واسعة.
على الجانب الآخر، قال الرئيس الروسي إن أوكرانيا «ليست في عجلة من أمرها لتحقيق السلام»، مؤكداً أن موسكو ستحقق أهدافها بالقوة إذا تعذّر الحل السلمي. وجاءت تصريحاته عقب هجوم روسي واسع بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأعلن «الكرملين» أن القوات الروسية سيطرت على عدة بلدات في منطقتي دونيتسك وزابوريجيا، إلا أن الجيش الأوكراني نفى هذه الروايات، مؤكداً أن القتال لا يزال محتدماً، وأن قواته تواصل عملياتها الدفاعية، في ظل صعوبة التحقق المستقل من تطورات الميدان.