«سبائك الكويت»: أكبر ارتفاع سنوي منذ 1979
سجَّلت أسعار الذهب قفزة قوية، لتبلغ مستويات قياسية جديدة خلال تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 4550 دولاراً للأونصة، قبل أن تغلق عند 4531 دولاراً للأونصة، مدفوعةً بتزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذٍ آمن، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتنامي توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية.
وقال تقرير متخصص صادر عن شركة دار السبائك الكويتية، الأحد، إن المستثمرين يواصلون متابعة التطورات المرتبطة بالحظر الأميركي على شحنات النفط الفنزويلية، إلى جانب استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وما يُصاحبه من ارتفاع مستويات القلق في الأسواق العالمية. وأضاف التقرير أن الأسواق تتوقع خفضين مُحتملين لأسعار الفائدة الأميركية بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام المقبل، بدعم من تراجع معدلات التضخم، وتحسُّن نسبي في بعض مؤشرات سوق العمل، رغم الانقسام القائم بين مسؤولي المجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الأميركي حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وأوضح أن الذهب حقق مكاسب تجاوزت 70 في المئة منذ بداية العام الحالي، مسجلاً أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 1979، مدعوماً بمشتريات قوية من البنوك المركزية، واستمرار التدفقات الإيجابية إلى صناديق المؤشرات المتداولة.
وذكر أن الفضة سجلت أداءً لافتاً خلال العام، حيث تجاوزت مكاسبها 170 في المئة، بعد فترة من التذبذب تأثرت خلالها بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية، قبل أن يعود الزخم بقوة بدعم من الطلب الصناعي المتزايد، لا سيما من قطاع الطاقة الشمسية، إلى جانب الطلب الاستثماري النشط.
ولفت إلى أن الاستطلاعات الحديثة أظهرت أن 57 في المئة من المستثمرين الأفراد يتوقعون تجاوز أسعار الفضة مستوى 100 دولار للأونصة خلال عام 2026، في حين يرى خبراء أن المجال لا يزال مفتوحاً لمزيد من المكاسب مع التحذير من احتمالية حدوث تصحيحات طبيعية نتيجة الارتفاعات المتسارعة.
وقال تقرير «دار السبائك» إن بعض البنوك والمؤسسات الكبرى تبدي قدراً من الحذر مع اقتراب الأسعار من مستويات تاريخية، إلا أن التوقعات العامة لا تزال تميل إلى بقاء الزخم قائماً خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن التقديرات التحليلية تعكس صورة متوازنة نسبياً، حيث يرجح بعض المحللين دخول الأسواق في فترة استقرار أو تراجع محدود خلال منتصف العام قبل استئناف الاتجاه الصاعد، في حين يرى آخرون أن الطلب المرتبط بالبنية التحتية التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة سيبقى عاملاً داعماً رئيساً لأسعار المعادن النفيسة.
في المقابل، حذَّر بعض المحللين من أن دورة الازدهار الراهنة في أسواق السلع تُعد طبيعية، وقد تتبعها مرحلة انكماش لاحقة قبل عودة موجات الصعود من جديد.
ومن الناحية الفنية، لفت إلى أن المؤشرات لا تزال ترجح استمرار الاتجاه الصاعد للذهب والفضة مع وجود مستويات دعم قد تشكِّل نقاط ارتكاز مهمة في حال حدوث أي تصحيح سعري.
وأكد أن هذه المستويات تعكس استمرار توجه المستثمرين إلى الذهب والفضة كأدوات للتحوط وتنويع المخاطر، في ظل بيئة عالمية تتسم بعدم اليقين، وتزداد فيها أهمية إدارة المحافظ الاستثمارية بحذر وتخطيط طويل الأمد.
وعن السوق المحلي، أفاد تقرير «دار السبائك» بأن التحرُّكات العالمية انعكست على السوق الكويتي، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 44.30 ديناراً (135 دولاراً)، وغرام 22 بلغ 40.61 ديناراً (124 دولاراً)، فيما سجل كيلو الفضة 875 ديناراً (2868 دولاراً)، مدعوماً بارتفاع الأسعار العالمية وتقلبات أسواق العملات.
وتُعد الأونصة إحدى وحدات قياس الكتلة، وتُستخدم في عدد من الأنظمة المختلفة لوحدات القياس، وتسمَّى أيضاً الأوقية، وتساوي 28.349 غراماً، فيما تساوي باعتبارها وحدة قياس للمعادن النفيسة 31.103 غراماً.