الكثبان الرملية تغزو تركمانستان

نشر في 27-12-2025
آخر تحديث 27-12-2025 | 20:18
No Image Caption

لطالما اعتمد سكان قرية بوكورداك النائية في تركمانستان على صحراء قره كوم في توفير موارد عيشهم، مستغلين كل شبر قابل للزراعة في معركة مستمرة مع الطبيعة في مواجهة التصحر... لكن البعض يخشون خسارة هذه المعركة.

قال كاكاباي بايميدوف، وهو متقاعد من سكان المنطقة في لقاء نشرته وكالة "أ ف ب"، أمس، إن الكثبان الرملية الكبيرة بدأت في السنوات الأخيرة تتمدد باتجاه أراضي القرية، في حين أجبرت رمال الصحراء الآخذة في التقدم السكان على الانتقال إلى مناطق أخرى.

وأشار بايميدوف إلى أن الوضع "صعب جداً" بالنسبة لمن يعيشون في المناطق الواقعة ضمن نطاق هذه الصحراء المعروفة باسم "غوملي" باللغة التركمانية.

وقال "كانت قرية بوكورداك تقع على تلة في شمال هذا المكان. ثم، بسبب زحف الصحراء، اضطررنا إلى الانتقال إلى مناطق أقل ارتفاعاً".

ولطالما شكلت الرمال والسهوب جزءاً من الحياة في آسيا الوسطى، لكنّ العلماء يحذرون من أن تغير المناخ والأنشطة البشرية الأخرى تُسرّع من وتيرة التصحر وتدهور الأراضي

وتغطي صحراء قره كوم أكثر من 80 في المئة من تركمانستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة مجاورة لإيران وأفغانستان.

وقال العالم التركماني محمد دوريكوف "إذا لم تتم إدارة الغطاء النباتي والتربة بشكل سليم، فإن سطح الأرض يصبح عرضة للتآكل بسهولة، مما يؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية وتكوّن الكثبان الرملية".

وأشار إلى أن إزالة الغابات تُعدّ سبباً رئيسياً آخر لهذه الظاهرة، في حين أن موجات الجفاف الشديدة والرياح الجافة التي يُغذيها تغير المناخ تضاعف المشكلة.

وتُعدّ آسيا الوسطى معرضة بشكل خاص لمخاطر تغير المناخ، إذ ارتفع معدل درجات الحرارة في المنطقة بنحو ضعف المعدل العالمي منذ عام 1991. 

وفي مواجهة هذا الواقع، تسعى سلطات تركمانستان، وهي دولة معزولة سياسياً يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، إلى الحد من التصحر من خلال حملة تشجير واسعة النطاق.

وأعلنت الحكومة في الصيف الماضي أنه تمت زراعة 162 مليون شجرة خلال الأعوام العشرين الماضية.

back to top