واشنطن تحدد يناير المقبل لبدء المرحلة الثانية في غزة

• الاحتلال ينتقد 14 دولة غربية دعته لوقف الاستيطان... وساعر يكذِّب وقف عباس لرواتب الأسرى
• وفد «حماس» يختتم زيارة لبغداد... وبابا الفاتيكان يصف أوضاع الفلسطينيين بعبارات غير مسبوقة

نشر في 26-12-2025
آخر تحديث 25-12-2025 | 19:53
منزل هدمته جرافة إسرائيلية في نابلس أمس الأول  (شينخوا)
منزل هدمته جرافة إسرائيلية في نابلس أمس الأول (شينخوا)

استبق المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة لمناقشة عدة ملفات شائكة مع الرئيس دونالد ترامب، الاثنين المقبل، بإبلاغ الوسطاء بشأن اتفاق غزة وأن مرحلته الثانية ستبدأ في يناير المقبل، في حين نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر أن المرحلة الحساسة التي تتضمن بنوداً في مقدمتها استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع الفلسطيني، لن تبدأ قبل إعادة آخر جثة إسرائيلية محتجزة.

وأوضحت الهيئة الرسمية أن هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة والوسطاء بشأن إعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين، ضمن الترتيبات المرتبطة بالمرحلة الثانية، مضيفة أن التفاهمات تشمل مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن واشنطن أبلغت «حماس» أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون خلال الأسابيع المقبلة، رغم تحفظات إسرائيلية تتعلق بملفات عالقة.

وفي وقت تضغط واشنطن لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، نقلت هيئة البث عن مصادر مطلعة أن إسرائيل لا تعارض تشكيل حكومة تكنوقراط في غزة خالية من «حماس» والسلطة الفلسطينية.

وجاء الرد الإسرائيلي بعد أن سلّم الوسطاء إسرائيل تشكيل هيئة التكنوقراط الفلسطينية التي ستكلف بإدارة القطاع ضمن خطة ترامب المؤلفة من 20 بنداً.

وذكرت المصادر أن هناك اتصالات مكثفة بين أميركا والوسطاء للإعلان عن تشكيل القوة الدولية استعداداً لنشرها في القطاع، لافتة إلى أن لقاء ترامب ونتنياهو في فلوريدا سيحسم خطوات المرحلة الثانية.

شريط وتكذيب

وفي حين تخشى الدولة العبرية من أن يضغط ترامب للانتقال إلى المرحلة الثانية دون نزع سلاح «حماس» في ظل وجود تعارض بين موقف حكومة نتنياهو والترتيبات الأميركية حول اتفاق وقف النار، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً داخل القطاع المنكوب لحماية المستوطنات ولن تغادر غزة أبداً.

وأكد كاتس مجدداً أن «حماس» يجب أن تتخلى عن السلاح وأن تقوم قوة الاستقرار الدولية التي تعمل واشنطن على تشكيلها لنشرها في القطاع على تفكيك بنيتها العسكرية وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها».

وأوضح كاتس أن تصريحاته متطابقة مع ما أدلى به في وقت سابق وأنه سيظل يرددها من دون أن يعني ذلك أنه يدعو إلى إعادة الاستيطان اليهودي في القطاع فوراً.

نتنياهو يتمسك بآخر جثة... وكاتس يتعهد بشريط أمني داخل القطاع لحماية مستوطنات الغلاف

ومع إصرار حكومة نتنياهو على استبعاد إعادة غزة تحت حكم السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية، اتهم وزير الخارجية جدعون ساعر مرة أخرى رئيس السلطة محمود عباس بالكذب بشأن الإصلاحات الداخلية التي أنهت السياسة التي يصفها الاحتلال بـ«الدفع مقابل القتل»، والتي كانت تمنح مزايا مالية لعائلات منفذي الهجمات ضد الإسرائيليين والأسرى داخل السجون والمعتقلات. واعتبر ساعر أن عباس «يستمر بالكذب حول إنهاء سياسة السلطة المشوهة بدفع رواتب لهؤلاء الإرهابيين البغيضين وعائلاتهم، عبر إخفاء تلك المدفوعات تحت مسميات أخرى للمتقاعدين وعناصر الأمن»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«محاسبة السلطة الفلسطينية» على هذه السياسة.

وأشار ساعر إلى تصريح عباس التي أدلى بها أمس الأول وأكد خلالها «الوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار، وأسرانا البواسل، وجرحانا، وعائلاتهم الصامدة، هو التزام وطني وأخلاقي راسخ».

«حماس» وبغداد 

على الصعيد الإقليمي والدولي، اختتم وفد قيادي من «حماس»، أمس، زيارة إلى بغداد، عقد خلالها سلسلة لقاءات مع عدد من القادة والمسؤولين والشخصيات السياسية العراقية. 

وناقش الوفد مع المسؤولين العراقيين مجريات تطبيق اتفاق وقف النار، إلى جانب المستجدات السياسية والميدانية والتطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة وجرائم الاحتلال في الضفة الغربية والقدس. وتناولت المباحثات سبل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وصولا إلى استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

إدانة الاستيطان

من جانب آخر، دعت 14 دولة، في بيان مشترك إسرائيل إلى وقف التوسّع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، محذّرة من أن مواصلة البناء الاستيطاني تقوّض فرص التوصل إلى تسوية سياسية وتنتهك القانون الدولي.

وأدانت الدول ومن بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وكندا، قرار الكابينيت الإسرائيلي المصادقة على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، معتبرةً الخطوة تصعيداً خطيراً.

في المقابل، رفض وزير خارجية الاحتلال الإدانة ووصف الانتقادات الغربية بأنها «خطأ أخلاقي وتنطوي على تمييز ضد اليهود».

استنكار بابوي

إلى ذلك، احتشد الآلاف في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة، للاحتفال بعيد الميلاد، بينما وجه بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر انتقادات بعبارات مباشرة غير معتادة لأوضاع الفلسطينيين في غزة بأول قداس للاحتفال منذ توليه البابوية.

وقال لاوون، في كاتدرائية القديس بطرس، إن «ولادة المسيح» المتواضعة «تظهر أن الله نصب خيمته بين شعوب العالم»، متسائلاً: «كيف لنا، إذاً، ألا نفكر في الخيام في غزة، المعرضة منذ أسابيع للمطر والرياح والبرد؟».

غارات ونسف

ميدانياً، توغلت عشرات الدبابات الإسرائيلية تجاه قرية قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وعنيف بغطاء من الطائرات المسيرة. كما نفذ جيش الاحتلال عملية نسف واسعة بخان يونس وقصف مدفعي على مخيمي البريج ودير البلح وسط القطاع. وقُتل فلسطيني وأصيب آخرون بنيران إسرائيلية، في بيت لاهيا شمال القطاع غداة تعهد نتنياهو بالرد على إصابة ضابط جراء انفجار عبوة ناسفة في مركبة عسكرية برفح.

back to top