ترامب يأمر الجيش بحصار نفط فنزويلا ويتأهب لشن عمليات برية واسعة في أميركا اللاتينية
في تصعيد جديد ضمن حملته الشاملة لمكافحة تهريب المخدرات، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، الجيش بفرض حصار على النفط الفنزويلي، وأعلن أنه على وشك البدء بشن ضربات برية ضد أهداف تابعة لكارتلات المخدرات في أميركا اللاتينية.
وخلال تصريحات في ولاية فلوريدا، شدد ترامب على أن العمليات البرية الوشيكة لن تقتصر على فنزويلا، بل ستشمل نطاقاً أوسع في المنطقة، مؤكداً أنه حقق تقدماً كبيراً في تقليص تهريب المخدرات عبر البحر، وأن النسبة انخفضت بأكثر من 96 في المئة.
وأوضح ترامب أن التركيز سينتقل الآن إلى البر. وأضاف أن العمليات البرية ستكون «أسهل وأسرع»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تسعى الآن إلى استهداف البر» بعد نجاح الإجراءات البحرية.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع توجيه ترامب تهنئة لأفراد الجيش الأميركي بمناسبة عيد الميلاد، وخصّه طاقم حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر. فورد» المنتشرة في البحر الكاريبي، في إشارة إلى الدور العسكري المتقدم الذي تلعبه القوات الأميركية في المنطقة.
في سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي أن البيت الأبيض أصدر أوامر للجيش بالتركيز بشكل شبه حصري، ولمدة شهرين على الأقل، على فرض «حصار» على النفط الفنزويلي، في إطار تصعيد الضغوط الاقتصادية على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية تفضّل حالياً استخدام العقوبات والضغط الاقتصادي لتحقيق أهدافها، مع بقاء الخيارات العسكرية مطروحة.
وأشار المسؤول إلى أن الإجراءات المتخذة حتى الآن تضع ضغطاً هائلاً على فنزويلا، محذراً من أنها قد تواجه كارثة اقتصادية بحلول أواخر يناير ما لم توافق على تقديم تنازلات كبيرة للولايات المتحدة.
وذكرت تقارير إعلامية أميركية أن ناقلة النفط «بيلا 1»، وهي ثالث ناقلة تلاحقها القوات الأميركية، غيّرت مسارها بعد تحميلها من فنزويلا وعادت إلى المحيط الأطلسي.
وسلطت مطاردة «بيلا 1» المستمرة منذ أيام الضوء على عدم التطابق بين رغبة ترامب في الاستيلاء على ناقلات النفط قرب فنزويلا والموارد المحدودة لخفر السواحل، التي تنفذ هذه العمليات بالأساس.
وعلى عكس البحرية الأميركية، التي لجأ إليها ترامب حالياً، يمكن لخفر السواحل تنفيذ إجراءات إنفاذ قانون، ومنها الصعود على متن السفن الخاضعة للعقوبات الأميركية واحتجازها.
في المقابل، ردّ الرئيس الفنزويلي بتصعيد سياسي حاد، متهماً الولايات المتحدة بالسعي العلني إلى تغيير نظامه والتوسع العسكري في أميركا اللاتينية.
ونددت كاراكاس باعتراض ناقلات النفط، ووصفت الخطوة بأنها «قرصنة دولية» وانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
كما أكدت الحكومة الفنزويلية أن تصنيفها كمنظمة إرهابية وفرض حصار نفطي شامل يمثلان إعلان حرب اقتصادية، محملة واشنطن المسؤولية الكاملة عن أي تدهور إنساني أو اقتصادي قد يترتب على هذه الإجراءات، في وقت دعا مجلس الأمن الدولي إلى ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد.