كفن واسع للأحلام!
إبداعات عديدة لمن حولنا في مجالات مختلفة، بعضها نقرأه عابراً في مواقع التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال ما قرأته لأحد الأحبة في حسابه الشخصي على «سناب شات»، ربما يصنف خاطرة، أو نثراً، أو تعبيراً موجزاً، لكنه في حقيقته مرآة صادقة ومعبرة عن حال كثيرين في هذه الحياة التي تمضي بنا مسرعة ونحن نيام!«لا أريد شيئاً، فطوال حياتي وأنا أركض ولم أصل إلا إلى الشيخوخة، أيها النساجون لا أحتاج إلا كفناً واسعاً لأحلامي»... كلمات لم تعجبني فقط، بل استوقفتني طويلاً أتأمل معانيها، فيها من العمق ما يغني عن صفحات ومن الصدق ما يعجز عن حمله الكثير من الكتب، رأيتها صرخة هادئة لمن أنهكهم السعي في اتجاهات ولم يحصدوا سوى تعب الطريق.
أمنيات ترافقنا في كل لحظة، وآمال بأن ترى النور في أي وقت، نعيش سرابا رغم وضوح الواقع وصراحته القاسية، لكننا نغض الطرف عن كل ما نعتقد أنه يربكنا، ويطلق جرس الإنذار للانتباه، والأقسى أننا نكتشف بعد مرور العمر، وفي نهاية المشوار، أن الأحلام حين يتم تأجيلها، تحتاج إلى وداع خاص، يليق بها، بما تحمله من آهات وصور وذكريات، ودموع لم تستأذن صاحبها قبل الرحيل!
الإبداع الحقيقي لا يقاس بزخرفته أو بشكله، بل بقدرته على ملامسة ما بداخلنا بسهولة دون إطالة مملة أو تعقيد منفر، في بضع كلمات مختصرة وصادقة، تلخص مشاعرنا وما نعجز عن قوله، ولا أستطيع إلا أن أقول: «رغم أنك يا بوعبدالله كتبت وأبدعت، إلا أنك لم تنتبه لدلة القهوة المرافقة للكلام، والتي كانت تتحرق شوقاً أمامك للمزيد من الذكريات، فقد احتضنت هذه الأحاسيس بلهفة ومحبة، لأنها تعرف كل الحكاية»!