لماذا هذا الصمت؟

نشر في 24-12-2025
آخر تحديث 23-12-2025 | 20:07
 حسن العيسى

ثلاث أو أربع صفحات في معظم صحف الأمس كانت لتغطية الخبر الكبير عن توقيع مشروع ميناء مبارك، خبر يفترض أن يفرحنا ونهلل له كما يريد هذا الإعلام الذي يكرر نفسه دائماً، صور المسؤولين من أعضاء الحكومة وغيرهم زينت الصفحات الملونة، الحمد لله لم يكن هناك صور للوزراء ببشوت في عدد من الصور الرسمية في جرائدنا الرسمية التي تنقل لنا الأخبار الرسمية للدولة الرسمية.

قبل هذا الخبر الكبير، كانت هناك أخبار كبيرة نقلها لنا الإعلام الرسمي في بلد الرسمية، كانت كلها تضخم وتصرخ فينا عن انطلاقات، لم تكن انطلاق مراكب فضائية تجوب السماء للكشف عن مجرات وكواكب، بل انطلاق قطار السكك الحديدية، وانطلاق تسكين الوظائف... الله يوفقهم في إمبراطورية الانطلاقات، فبهذه القفزات الاقتصادية عبر هذه المشروعات التي لا ندري متى تتحقق على أرض الواقع، وكيف يمكن تنفيذها مع بيروقراطية الدولة الرائعة، التي تتخذ عادة قرارات مصيرية تمس حياة البشر ثم "تتوهق" (تتورط) في نتائج تنفيذها، وتظهر أن تكلفتها في الواقع أكثر بكثير مما كان يتصور المسؤولون، لنا الأمل أن دولة الانطلاقات الكبرى ستتخطى عقدة "التلش" من بين دول الخليج.

حسب تقارير "الشال" وكتابات محمد البغلي، ومن واقع معاناة المواطنين في زيادة معدلات التضخم تظهر الكويت بأنها في ذيل القائمة بمعدلات النمو من بين دول الخليج، مثل هذا الكلام يولد الحسرة في نفوس الكهول والعجائز الذين كانوا يتذكرون أن الكويت كانت يوماً ما "عروس الخليج"، وأنها كانت تمثل في الستينيات وحتى منتصف السبعينيات القمة من بين شقيقاتها الخليجيات في التنمية والحرية.. ماذا حدث؟... لربما أصابتها عين ما صلت على النبي، فانتهينا إلى هذا الحال، حال في مكان راوح وخلفاً در. 

يبقى هناك كثير من الأمور لم توضحها الحكومة ولم يرد ذكرها تماماً في إعلام الصور التبجيلية، أهمها تكلفة هذا الميناء، وجدواه الاقتصادية المتوقعة، ومن سيقوم بإدارته في الغد، وما إذا كان سيوفر فرص عمل للشباب القادمين لسوق العمل... كثير من الأمور بحاجة للشفافية... لماذا هذا الصمت الرسمي؟!

back to top