واشنطن تطالب بغداد بتفكيك جميع الفصائل ونزع سلاحها
قابل المبعوث الأميركي إلى العراق، مارك سافايا، إعلان بعض الفصائل العراقية التجاوب مع حصر السلاح بيد الدولة، بالترحيب الممزوج بالتشكيك والمزيد من الشروط.
وكتب سافايا، الذي يتحدر من العراق، على «إكس»، «تعد الخطوات التي أفادت التقارير باتخاذها من قبل جماعات مسلحة عراقية باتجاه نزع السلاح تطورا مرحبا به ومشجعا، وتمثل هذه الخطوة استجابة إيجابية للدعوات والتطلعات التي طالما عبّرت عنها المرجعية الدينية العليا وسائر المراجع الدينية المحترمة»، معبرا عن تقديره «لما تتحلى به المرجعية من حكمة وقيادة أخلاقية وتوجيه مبدئي، ما زال يشكل بوصلة هادية للأمة».
وأضاف المبعوث الأميركي: «غير أن التصريحات والنوايا المعلنة وحدها لا تكفي، إذ يجب أن يكون نزع السلاح شاملا، وغير قابل للتراجع، وأن يُنفَّذ ضمن إطار وطني واضح وملزم، كما ينبغي أن تشمل هذه العملية التفكيك الكامل لجميع الفصائل المسلحة، وضمان انتقال منظم وقانوني لعناصرها إلى الحياة المدنية».
وأردف: «انطلاقا من الدستور العراقي وسيادة القانون، لا يحق لأي حزب سياسي أو تنظيم أو فرد امتلاك أو تشغيل تشكيلات مسلحة خارج سلطة الدولة، وينطبق هذا المبدأ على جميع أنحاء العراق من دون استثناء، وتعود الصلاحية الحصرية لحمل السلاح واستخدام القوة حصريا إلى المؤسسات الاتحادية والإقليمية الشرعية المخولة تنظيم وقيادة وإدارة القوات المسلحة، بما يضمن حماية الشعب العراقي والدفاع عن السيادة الوطنية».
وشدد سافايا على أن «العراق يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، فإما أن يمضي قدما في مسار السيادة والاستقرار والازدهار والوحدة وسيادة القانون، وإما أن يبقى أسير دوامة الانقسام وانعدام الأمن، حيث تستغل الجماعات المسلحة غير الشرعية موارد الدولة لمصالح شخصية وأجندات خارجية، بما يفاقم تقويض سلطة الدولة».
والسبت الماضي، أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، استجابة الفصائل المسلحة العراقية لمساعي حصر السلاح بيد الدولة. وكان سافايا، طالب سابقاً بشكل صريح بإنهاء ملف الفصائل المسلحة ومنعها من المشاركة في الحكومة، فضلا عن توجيهه إنذارات للعراق، وتحذيرا من العودة إلى «دوامة التعقيد».
وتبع إعلان زيدان مواقف رسمية مؤيدة لحصر السلاح من قبل الأمين العام لـ «كتائب الإمام علي»، شبل الزيدي، وأمين حركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، وفصيلي «أنصار الله الاوفياء» و«كتائب سيد الشهداء». في المقابل، رفضت «كتائب حزب الله ـ العراق» نزع سلاحها، وأكدت أن «السيادة وضبط أمن العراق ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها هي مقدمات للحديث عن حصر السلاح بيد الدولة، ونؤكد أن موقفنا يطابق ما ذهب إليه مراجعنا، متى ما تحقق ذلك».
إلى ذلك، نقلت وكالة شفق نيوز العراقية عن مصدر حكومي مطلع قرب زيارة سافايا على رأس وفد أميركي لبغداد، لبحث عدد من الملفات التي تتعلق بطبيعة العلاقة بين واشنطن وبغداد في المرحلة المقبلة، فضلا عن بحث حلول للأزمات.