«مناورات» صاروخية ودبلوماسية وإعلامية بين إسرائيل وإيران قبل لقاء ترامب ونتنياهو

• إسرائيل تخشى ضربة إيرانية مباغتة
• طهران ترفض ربط «البالستي» بـ «النووي»

نشر في 23-12-2025
آخر تحديث 22-12-2025 | 20:50
حاتمي خلال زيارة لموقع عسكري غرب إيران أمس (إرنا)
حاتمي خلال زيارة لموقع عسكري غرب إيران أمس (إرنا)

بالتزامن مع تصريحات مثيرة أطلقها السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، خلال وجوده في إسرائيل، وتضمّنت تأييده شن هجوم جديد على إيران، بعد أن عَدّ امتلاكها للصواريخ البالستية خطراً استراتيجياً لا يمكن فصله عن سعيها لتطوير برنامجها النووي، أجرت القوات الإيرانية مناورات باستخدام صواريخ بالستية وكروز في عدة مدن، من بينها خرم‌ آباد ومهاباد وأصفهان وطهران ومشهد اليوم.

ووسط توتر إيراني لا يستبعد لجوء واشنطن وإسرائيل إلى شنّ حرب جديدة، بثّت ⁠القناة التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون ‌الإيرانية على «تيليغرام» وشبكة نور نيوز مقاطع ‍فيديو لعمليات إطلاق صواريخ بعدّة مدن امس.

ولاحقاً نفت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية إجراء مناورات جديدة.

وبحسب مصادر سياسية إيرانية، تسعى طهران إلى إظهار جاهزيتها العسكرية من دون الظهور بمظهر الطرف المبادر إلى التصعيد قبيل لقاء نتنياهو وترامب، وهو ما يفسِّر، وفق هذه المصادر، التناقض بين الإعلان عن المناورات ونفيها لاحقاً، في إطار ما تصفه بسياسة «الغموض الاستراتيجي».
 

غروسي: معظم مخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب لا يزال داخل  أراضيها

وأكد قائد الجيش، اللواء أمير حاتمي، أن القوات المسلحة ستردّ بشكل حازم على أي اعتداء على أراضيها، مشدداً على أن طهران «تراقب جميع تحركات العدو».

وقال حاتمي، خلال جولة ميدانية على مواقع بغرب إيران: «معنويات جنودنا على حدود البلاد عالية جداً، وتم تجهيز معداتهم ومنشآتهم وفقاً للخبرات المكتسبة من الدفاع المقدّس الذي دام 12 يوماً، ولمواجهة أي تهديد، بما في ذلك الحروب غير المتكافئة وغير النظامية»، في إشارة إلى الحرب التي شنّتها إسرائيل منتصف يونيو الماضي قبل أن تنضم لها الولايات المتحدة.

ووسط غياب أي مؤشرات على فتح قنوات دبلوماسية بين طهران وإدارة الرئيس دونالد ترامب لمعالجة الخلافات المتشعّبة بينهما، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، رفض إيران تقديم تنازلات بشأن ملف تسلُّحها البالستي. 

وقال بقائي إنَّ برنامج الصواريخ تم تطويره حصرياً للدفاع عن سلامة الأراضي الإيرانية وسيادتها، وإنه غير قابل للتفاوض.

وانتقد «النهج المتناقض الذي تتبعه الدول الغربية»، معتبرا أنّ «برنامج الصواريخ الدفاعية الإيراني يُصوَّر على أنه تهديد، بينما يتم تزويد إسرائيل بكميات كبيرة من الأسلحة الفتاكة». 


صاروخ كروز ينطلق من على متن سفينة إيرانية خلال مناورات في الخليج بداية الشهر الجاري (رويترز) صاروخ كروز ينطلق من على متن سفينة إيرانية خلال مناورات في الخليج بداية الشهر الجاري (رويترز)

مباغتة وتحوّل

في غضون ذلك، كشف موقع أكسيوس أن القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) تخشى من اندلاع مواجهة جديدة بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية، على غرار حرب الـ 12 يوما.

ونقل الموقع عن 3 مصادر أميركية وإسرائيلية مطّلعة، امس، أن تقديرات قيادة «سنتكوم» تشير إلى أن الخطر الأكبر حالياً هو اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران نتيجة لسوء تقدير، حيث يعتقد كل جانب أن الآخر يخطط للهجوم ويحاول استباق ذلك.

ولفت «أكسيوس» إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اتصل بقائد «سنتكوم»، براد كوبر، السبت الماضي، حيث أبلغه أن إسرائيل قلقة بشأن مناورة صواريخ بدأها «الحرس الثوري» قبل بضعة أيام. وأفادت المصادر بأن زامير أكد لكوبر أن تحركات الصواريخ الإيرانية الأخيرة وغيرها من الخطوات العملياتية قد تكون غطاءً لهجوم مفاجئ. وحثّ زامير القوات الأميركية والإسرائيلية على التنسيق الوثيق بشأن الاستعدادات الدفاعية.

وعقب الاتصال، عقد كوبر اجتماعاً أمس في تل أبيب مع زامير وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي لمناقشة الوضع.

ورغم أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها لا تُظهر سوى تحركات القوات في إيران، فإن الأمر يكتسب أهمية، نظراً لأن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحمّل المخاطر أقل بكثير مما كانت عليه في السابق، وذلك بعد عامين من حرب غزة والمواجهة التي خاضها على عدة جبهات إقليمية بموازاتها.

وفي وقت ذكر أحد المصادر أن «احتمالات وقوع هجوم إيراني أقل من 50 بالمئة، لكن لا أحد مستعد للمخاطرة والقول إنها مجرّد مناورة»، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني تأكيده أنه «نرصد مساعي إيرانية لتصنيع صواريخ بالستية بوتيرة عالية».

وأكد المسؤول الأمني أن «التسلح الإيراني سيكون مركزياً بمحادثات رئيس الوزراء ​بنيامين نتنياهو​ والرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​« في الولايات المتحدة الاثنين المقبل. وأوضح أن نتنياهو يعتزم بحث إمكانية توجيه ضربة جديدة لطهران، في ظل مؤشرات أميركية على إمكانية إحداث تحوّل يربط بين التسلح البالستي الإيراني والنشاط النووي، خلافاً للسياسة السابقة التي كانت تركز على الخطر الذرّي.

المخزون النووي

إلى ذلك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أنه وفق تقييم الوكالة، لا يزال معظم مخزون إيران من اليورانيوم المُخصَّب داخل البلد الذي ترفض قيادته كشف حجم الضرر الذي لحق بمنشآتها ومعداتها بعد الضربات الإسرائيلية - الأميركية التي استهدفتها خلال حرب الـ 12 يوماً.

وكان غروسي قال في وقت سابق، دون إدانة الهجمات، إن طهران لا تزال تمتلك المعرفة الفنية، وكميات كافية من اليورانيوم تمكّنها من تصنيع سلاح نووي في المستقبل القريب.

back to top