فتور إيراني إزاء تطمينات روسية بشأن هجوم إسرائيلي
• تل أبيب تواصل رسائلها التحذيرية وبوتين قدم مقترحاً لسحب فتيل التصعيد
تتواصل التحذيرات والتلميحات الإسرائيلية بشنّ هجوم جديد على إيران، في قرارٍ ينتظر مزيداً من المشاورات خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين قال مصدر مقرّب من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لـ «الجريدة»، إن الأخير تلقّى ببرود تطمينات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تؤكد أن إسرائيل لن تُقْدم على هجوم جديد في المرحلة الراهنة.
وغداة نشر شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية معلومات تفيد بأن نتنياهو يعتزم تقديم إحاطة لترامب حول التهديدات المحتملة الناجمة عن توسّع إيران في برنامجها للصواريخ البالستية، وسيعرض عليه سيناريوهات قد تستدعي رداً سريعاً، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، أمس، إن الجيش سيضرب أعداء إسرائيل «أينما اقتضت الحاجة، على الجبهات القريبة والبعيدة على حدّ سواء»، في إشارة ضمنية إلى احتمال توجيه ضربة جديدة داخل إيران.
وخلال مراسم تسليم مهام رئيس مديرية التخطيط في الجيش، ذكر زامير أنه «في صميم أطول وأكثر الحروب تعقيداً في تاريخ إسرائيل تقف الحملة ضد إيران»، مضيفاً أن طهران «هي التي موّلت وسلّحت حلقة الخنق حول إسرائيل، ووقفت خلف الخطط الرامية إلى تدميرها».
بدورها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها، إن القلق من إعادة بناء قدرات طهران الصاروخية «ليس مفاجئاً»، موضحة أن الدوافع الإيرانية لإعادة ترميم هذه المنظومات كانت منخفضة نسبياً خلال الأشهر الأولى التي تلت حرب الأيام الـ12 في يونيو الماضي، قبل أن تبدأ بالتصاعد أخيراً، وأن «هناك إدراكاً متزايداً أن الجولة المقبلة مع إيران ستكون أشد وأكثر تعقيداً”.
في المقابل، أفاد مصدر مقرّب من الرئيس الإيراني «الجريدة» بأن بوتين أبلغ بزشكيان، خلال لقائهما قبل نحو عشرة أيام في تركمانستان، أن نتنياهو أكد له شخصياً أن إسرائيل لن تبادر إلى شنّ هجوم جديد على إيران ما لم تُقْدم طهران على مهاجمتها.
وأضاف المصدر أن بزشكيان تلقّى هذه الإشارة ببرود، مؤكداً أن إيران لا تثق بنتنياهو ووعوده، وأن على موسكو ألّا تعوّل على ما ينقله نتنياهو من تطمينات.
وفي حين كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن الاتصالات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف توقفت «قبل أشهر»، في مؤشر عملي إلى أن موافقة ترامب على أي تحرّك إسرائيلي قد تصبح أكثر ترجيحاً في ظل جمود المفاوضات، قال المصدر لـ «الجريدة»، إن بوتين طرح اقتراحاً يهدف إلى نزع فتيل أي تصعيد محتمل حول البرنامج النووي الإيراني.
وينص المقترح على أن تتولى شركة «روس آتوم» الروسية، إلى جانب خبراء من موسكو، جميع عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، بما يتيح لروسيا تقديم ضمانات لواشنطن بشأن سلمية الدورة النووية الإيرانية بالكامل، تحت إشراف مباشر من موسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووفقاً للمصدر، رأى بزشكيان أن الاقتراح الروسي يقدّم حلاً مقبولاً لعقدة جوهرية تعرقل استئناف المفاوضات، في ظل مطالبة واشنطن بوقف جميع عمليات التخصيب داخل إيران، مقابل إصرار طهران على الاعتراف بحقها في التخصيب على أراضيها.
وأضاف المصدر أن الرئيس الإيراني لفت إلى أن إشراف روسيا على عمليات التخصيب داخل إيران قد يسهم في إقناع واشنطن بسلمية برنامج بلاده النووي، في حين أن وجود خبراء روس داخل المنشآت النووية الإيرانية قد يشكّل عامل ردع إضافياً أمام أي محاولة إسرائيلية لاستهدافها مجدداً.
وأشار إلى أن بزشكيان تعهّد بنقل المقترح إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، في حين تقرّر أن يعرض الجانب الروسي مبادرته على إدارة ترامب، في إطار المحادثات الجارية بين الطرفين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا.
من جهة أخرى، أكد المصدر أن بزشكيان وبوتين بحثا أيضاً سبل تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري، مشيراً إلى أن بوتين أبدى اهتماماً بنموذجين من المسيّرات الإيرانية، أحدهما من طراز «شاهد» يعمل بمحرك نفاث، والآخر ذو قدرات شبحية.