إسرائيل تنزع نصف سلاح غزة وتشرعن 19 مستوطنة بالضفة

• الوسطاء جاهزون لإدارة انتقالية للقطاع... والحية يبحث «المرحلة الثانية» في إسطنبول

نشر في 22-12-2025
آخر تحديث 21-12-2025 | 19:12
 قداس عيد الميلاد في كنيسة «العائلة المقدسة» بمدينة غزة ليل السبت ــ الأحد (أ ف ب)
قداس عيد الميلاد في كنيسة «العائلة المقدسة» بمدينة غزة ليل السبت ــ الأحد (أ ف ب)

في ظل اتهامها بالمماطلة والتذرع بحجج واهية لتبرير عدم الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أفادت أوساط عسكرية بإسرائيل بأن جيش الاحتلال أنهى تقريباً عمليات التمشيط في منطقة انتشاره خلف ما يعرف بـ «الخط الأصفر»، وأتم نزع السلاح في نحو 52 في المئة من مساحة القطاع الخاضعة لسيطرته أمس.

جاء ذلك في وقت حضت الدول الوسيطة باتفاق وقف النار طرفي النزاع على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس.

وأكد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، في بيان عقب اجتماعه مع ممثلي مصر وقطر وتركيا، في ميامي، ليل السبت ـ الأحد، أن النقاشات تناولت تقييم تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، التي أسفرت عن تقدم ملموس شمل توسيع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، واستعادة جثامين رهائن، وتنفيذ انسحابات جزئية للقوات الإسرائيلية، إلى جانب خفض مستوى الأعمال العدائية.

سموتريتش يصف إقرار المستوطنات بأنه إحباط «الدولة الإرهابية»... وبن غفير يقترح بناء سجن محاط بالتماسيح للفلسطينيين

وبحسب البيان، ركزت المباحثات على التحضيرات للمرحلة الثانية من الاتفاق، مع التشديد على أهمية ضمان الاستمرارية والتنسيق والرقابة الفعالة. 

وأعربت الدول الأربع عن دعمها الإسراع في إنشاء وتفعيل «مجلس السلام» ليعمل كإدارة انتقالية تشرف على المسارات المدنية والأمنية وجهود إعادة الإعمار، إضافة إلى سبل إقامة هيئة حاكمة موحدة تتولى حماية المدنيين والحفاظ على النظام العام بالقطاع. 

كما تناولت المناقشات إجراءات الاندماج الإقليمي، بما في ذلك تسهيلات تجارية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه والموارد المشتركة، باعتبارها عناصر أساسية لتعافي غزة، وتحقيق الاستقرار الإقليمي والازدهار على المدى الطويل.

وختم البيان بالتأكيد على أن مشاورات إضافية ستستمر خلال الأسابيع المقبلة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية، وتعزيز التنسيق بين الأطراف المعنية، بما يسهم في تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق استقرار دائم في قطاع غزة.

تحركات دبلوماسية

وجاء اجتماع ميامي في ظل تحركات دبلوماسية متزامنة، حيث أفادت وكالة «رويترز» بأن رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن عقد لقاءً في إسطنبول مع وفد رفيع من «حماس» برئاسة خليل الحية، ركّز على الخطوات المطلوبة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ومعالجة العقبات التي تعيق استكمال تنفيذه.

على الجهة المقابلة، حذر السيناتور الأميركي الجمهوري، ليندسي غراهام، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس من أن «حماس وحزب الله لا ينزعان أسلحتهما، بل يعيدان تسليح نفسهما وإنتاج المزيد من الأسلحة»، مشيراً إلى أن انطباعه هو أن الحركة الفلسطينية تحاول ترسيخ سلطتها في غزة «لا التخلي عنها». 

واعتبر غراهام أن «هذه نتيجة غير مقبولة»، لافتا إلى أنه جاء إلى إسرائيل قبل اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب الاثنين المقبل بهدف محدد وهو ضمان أن يكون عام 2026 «عام السلام والقضاء على الشر».

استيطان وتماسيح

في غضون ذلك، وافق الائتلاف اليميني الحاكم في الدولة العبرية بزعامة بنيامين نتنياهو على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية وغير مسبوقة من قبل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ما يرفع عدد المستوطنات التي جرت الموافقة عليها خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 69 مستوطنة. وقال سموتريتش إن الخطوة تهدف إلى تكريس الاستيطان وإحباط قيام دولة إرهابية فلسطينية.

وبحسب وزير المالية، يشمل القرار إعادة مستوطنتي «غنيم» و«كديم» إلى «خريطة الاستيطان»، بعد نحو عشرين عاماً على إخلائهما في إطار خطة «فك الارتباط» عام 2005. في موازاة ذلك، كشفت أوساط عبرية أن مصلحة السجون الإسرائيلية تدرس بناء سجن أمني جديد للفلسطينيين محاط بالتماسيح وفقا لمقترح تقدم به وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير خلال اجتماع عقد أخيراً.

وأفادت القناة الـ13 العبرية بأن السجن، وفق مقترح بن غفير، سيُبنى في منطقة «حامات غادر» في الجولان السوري المحتل، في حين ستُجلب التماسيح خصوصاً إلى السجن، وسيبنى سياج توضع فيه لمنع هروب السجناء.

يأتي ذلك في وقت يدفع بن غفير وحزبه «القوة اليهودية» باتجاه تمرير مشروع قانون ينص على إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي صوّت الكنيست في نوفمبر الماضي بالقراءة الأولى عليه.

إلى ذلك، قتل 3 فلسطينيين في استهداف القوات الإسرائيلية حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بينما وقعت عملية اقتحام عديدة في مدن ومخيمات الضفة الغربية التي شيعت شابا سقط برصاص الاحتلال إلى مثواه الأخير في نابلس.

وفي وقت حذرت «حماس» من أن خروقات الاحتلال تفاقم الكارثة والمأساة الإنسانية، أعلن الدفاع المدني وفاة أربعة فلسطينيين جراء انهيار منزل متضرر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 18 قتيلا، نتيجة انهيار 46 مبنى في محافظات القطاع منذ سريان وقف النار في 10 أكتوبر الماضي.

من جهة ثانية، أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في خان يونس إيقاف جميع العمليات الجراحية المجدولة والطارئة بسبب نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية، محذراً من احتمالية خروجه عن الخدمة بشكل كامل في حال استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية والمعدات الطبية.

على صعيد آخر، ترأس بطريرك اللاتين في القدس بييرباتيستا بيتسابالا، قداس عيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة بمدينة غزة، إيذانا ببدء الاحتفالات التي ستقتصر على الصلوات فقط. ووصف بيتسابالا إلى القطاع برفقة وفد صغير في زيارة ميلادية سنوية لتفقد الأوضاع الحالية للمسيحيين بغزة بعد عامين من حرب الإبادة.

back to top