وجهة وطن: اسكت يا إخوانجي
تجتهد منظومة الذباب الإلكتروني هذه الأيام في الترويج لفكرة خاطئة مفادها أن أي شخص ينتقد أو يعترض على أي ممارسة أو قرار هو بالتأكيد "إخوانجي" أي منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين... ولا يميز مروجو هذه الفكرة الخاطئة ما إن كان الشخص المنتقد إسلامياً أو علمانياً، شيوعياً أو رأسمالياً، بل تمتد مظلة فكرة "أخونة" أي رأي مخالف ليشمل حتى أصحاب الآراء الفنية البعيدة عن المعترك السياسي.
ولست في مبحث نقد أو تأييد فكر جماعة الإخوان المسلمين في هذه الزاوية، ولكن لتسليط الضوء على الفكرة الخاطئة بإسباغ صفة "الإخوانجي" على أي رأي مخالف، والتي غالباً تتم قولبتها من الذباب الإلكتروني المسلط ضد أي فكرة تستهدف الإصلاح أو التقويم.
مثلاً، تتحدث عن ضعف جودة الخدمات كتباطؤ الرعاية السكنية أو فوضوية خطط التعليم أو حتى الزحام المروري... فيقال لك: "اسكت يا إخوانجي"!
أو تبدي مخاوفك تجاه أوضاع المالية العامة وتنامي إصدارات الدين العام دون خطة تنموية أو "صفرية" تنفيذ المشاريع الكبرى أو محدودية كفاءة الإنفاق فيأتيك الرد الذبابي المعتاد: "اسكت يا إخوانجي"!
وحتى الحديث عن قضية فلسطين وجرائم الصهاينة فيها، بات عند الذباب الإلكتروني مسألة "إخوانجية" وليست من القضايا الإسلامية والقومية، بل الوطنية أيضاً، كون الكويت أصلاً في حالة حرب مع العصابات الصهيونية.
نسب كل تعبير عن رأي أو نقد أو توجيهه على أنه من عمل الإخوان المسلمين - وهو حقهم مثلهم مثل أي جماعة أخرى - لا يهدف إلى شيطنة الإخوان وحدهم، بل هدفه أخبث وأعمق، وهو تقويض وقمع أي رأي إصلاحي آخر، مهما كانت خلفية صاحبه الفكرية أو السياسية.