اقتصاد الرياضة
باتت الرياضة اليوم مشروعاً اقتصادياً متكاملاً، وليست مرتبطة فقط بأنشطة ترفيهية وحركية تُؤدى في أوقات الفراغ. فالرياضة تحوَّلت إلى منظومة اقتصادية واستثمارية متكاملة، لها أثر اقتصادي واجتماعي وثقافي عميق على مختلف المستويات والقطاعات التالية:
1- صناعة ضخمة متعددة الجوانب من بيع حقوق البث التلفزيوني، ورعاية الأندية والبطولات، وتسويق الرياضيين والسياحة الرياضية، والاستثمار في البنية التحتية من ملاعب، وأكاديميات، ومراكز تدريب. 2- مساهمتها في الناتج المحلي والاقتصاد الكُلي: حيث تُسهم الرياضة فيما يقارب 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول. كما توفر آلاف الوظائف في مجال التدريب والإعلام وتنظيم الفعاليات والإدارة الرياضية. 3- ريادتها في الابتكار والتحوُّل الرقمي: كاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الأداء، ومنصات لبث المباريات وبيع التذاكر وتفاعل الجماهير، بجانب تطوير تطبيقات رياضية وصحية ذات عوائد مالية عالية. 4- الرياضة وسيلة للتنمية: من باب تعزيز الصحة العامة، ودمج الشباب وتمكينهم، مع دعم السياحة الداخلية والخارجية من خلال الفعاليات الكبرى.
لذا أصبح تحويل القطاع الرياضي في أي دولة إلى الاحتراف والعالمية مطلباً استراتيجياً يستند إلى خطة متكاملة تشمل التشريع والحوكمة، والاستثمار، والبنية التحتية. فالمطلوب أولاً: تحديث القوانين والتشريعات الرياضية، كإصدار قانون يدعم الاحتراف الكامل للاعبين والأندية، مع خصخصة الأندية، وتحويلها إلى كيانات تجارية، وفتح المجال للاستثمار الأجنبي والرعاية الخاصة لمختلف الرياضات. ثانياً: تطوير البنية التحتية: من إنشاء ملاعب ومرافق رياضية بمعايير دولية، ومراكز تأهيل وتدريب متقدمة، واعتماد أكاديميات وكليات رياضية، ومراكز مخصصة للناشئين. ثالثاً: بناء منظومة الحوكمة الرياضية: من فصل العمل الإداري عن الفني في الأندية، وتفعيل الرقابة المالية والإدارية على الاتحادات، وإنشاء هيئات مستقلة لتقييم الأداء الرياضي. رابعاً: الاحتراف الإداري والفني: من تأهيل الإداريين والمدربين عبر برامج دولية، واستقطاب كوادر فنية ذات خبرة عالمية، مع تمكين الكفاءات الكويتية من العمل بمهنية واستقلالية. خامساً: الاستثمار في اللاعبين والناشئين: عن طريق إنشاء أكاديميات محترفة بالشراكة مع أندية عالمية، واستكشاف واستقطاب المواهب، وإرسالهم للتدريب واللعب بالخارج، وتقديم دعم وحوافز للاعبين الموهوبين للاحتراف الخارجي. سادساً: تطوير البطولات المحلية: من خلال تحويل الدوري إلى دوري احترافي تنافسي بدعم تسويقي قوي من بيع حقوق البث والرعاية بطُرق تجارية مع جذب الجماهير للمشاركة بتجربة رياضية متكاملة. سابعاً: ربط الرياضة بالتعليم والصحة: عن طريق دعم الرياضة المدرسية والجامعية، وربط الأداء الرياضي بالتقدُّم الأكاديمي، وتوظيف الرياضة لخدمة الصحة المجتمعية. ثامناً: الانخراط الدولي: من خلال تنظيم فعاليات وبطولات إقليمية ودولية، وتعزيز تمثيل الدولة في الاتحادات العالمية، والتوأمة مع أندية واتحادات عالمية بالشراكة مع القطاع الخاص. فالرياضة لها ركائز وخطط واستراتيجيات، وإدارة وتمكين للكفاءات، وتحفيز وبناء للقدرات، وجلب وتوطين للخبرات، وتنشيط وجذب للاستثمارات، وتشجيع واستدامة للإنجازات، وتقييم ومحاسبة للإخفاقات... بتطبيق هذه الركائز والقِيم والمستهدفات سنضمن تنويع مصادر الدخل من عوائد اقتصاد الرياضة.