إدارة تُدار بالكاميرا!

نشر في 18-12-2025 | 18:09
آخر تحديث 18-12-2025 | 20:02
 عبدالله حمود الغريب

أصبحت الكاميرات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خصوصاً في المؤسسات الحكومية. لكن عندما تتحوَّل الاجتماعات إلى مجرَّد مسرحٍ للقطات، فإن الهدف الرئيسي من هذه الاجتماعات يتلاشى. فبدلاً من أن تكون منصة لصُنع القرارات الفعَّالة، تتحوَّل إلى عرضٍ إعلامي يركِّز على الظهور أكثر من التركيز على النتائج.

هذا التحوُّل يهدِّد القيمة الحقيقية التي ينبغي أن تسعى إليها الإدارات الحكومية، حيث تُصبح الأولوية للصور البراقة بدلاً من الحلول الجادة. تتجلَّى المشكلة في استبدال النقاشات العميقة بالتسويق الإعلامي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات سطحية لا تعكس الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.

الاجتماعات التي يُفترض أن تكون مساحة لتبادل الأفكار والابتكارات تتحوَّل إلى مشهدٍ يُظهر المسؤولين في أفضل حالاتهم، مما يجعلهم ينسون أن الهدف هو تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين.

إذا استمرَّت الأمور بهذا الشكل، فإننا سنشهد تراجعاً في فاعلية الأداء الحكومي، حيث لا تُعطي القرارات المطروحة قيمة حقيقية، بل تبقى مجرَّد شعارات.

لذا، يجب على القيادات الحكومية أن تُعيد التفكير في كيفية إدارة الاجتماعات. ينبغي أن تكون هذه الاجتماعات منصات حقيقية لصُنع القرار، تركِّز على المعالجة الفعَّالة للقضايا المُلحَّة، بدلاً من محاولة الظهور في صورة مثالية.

يجب أن تُبنى الاجتماعات على أُسس من الشفافية والمشاركة الفعلية، حيث يتمكَّن الجميع من المساهمة بأفكارهم ونقاشاتهم.

إن العودة إلى جوهر العمل الإداري هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق التنمية المستدامة، وإعادة الثقة في المؤسسات الحكومية. إذا لم نعد إلى هذا المسار، فسنظل نعيش في دوامة من الصور الفارغة والقرارات غير الفعَّالة.

back to top