شوشرة: الفاينل

نشر في 19-12-2025
آخر تحديث 18-12-2025 | 18:06
 د. مبارك العبدالهادي

انطلق قطار الاختبار لغالبية صفوف الطلبة في مختلف المراحل التعليمية، على أن يتبعهم طلبة الصف الثاني عشر، فضلا عن طلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وجامعة الكويت، ولعل هذا الأمر حوّل العديد من الأسر الى حالة من الاستنفار، لحين انتهاء هذه الرحلة التي تمتد أياماً من المتابعة والمراقبة والدراسة الحثيثة لحصد أعلى الدرجات، خاصة لطلبة المدارس الذين يسعون لجمع أكبر عدد من الدرجات التي تؤهلهم للفصل الثاني بحالة من الراحة والاستقرار للحصول على نتيجة عالية من النسب، وكل ذلك ينعكس على مدى تحقيق الطالب للاستفادة من الدروس التعليمية منذ انطلاقة العام الدراسي، وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلها المعلّمون والمعلمات في مختلف المراحل الدراسية، لاستيعاب الطلبة المواد بسهولة ويُسر، فضلا عن دعم الأسر لأبنائهم في هذه الأيام الفاصلة لمستقبلهم، ومحاولة خلق أجواء مريحة وتعزيز الثقة بنفوس أبنائهم الذين يجب أن يعلموا جيدا مدى المسؤولية الملقاة على عاتقهم حتى يحصدوا نتائج طيّبة ومشرّفة، ولعل هذا الدور منوط بصورة أكبر لطلبة «التطبيقي» والجامعة، وهم مسؤولون عن أنفسهم ويعلمون جيدا مدى ذلك، لكونهم أمام مرحلة قادمة تؤهلهم لمستقبل واعد في حياتهم العملية بعد التخرُّج، خاصة في ظل وجود مناهج تعليمية لا تحتاج إلى ذلك الكم الكبير من الخوف والقلق، لكونها أكثر وضوحا وبساطة.

وعلى هؤلاء الطلبة أن يعلموا جيدا أنهم هم الذين يصنعون مستقبلهم بالمزيد من البذل والجهد والمثابرة، دون الانشغال بأمور لا تغني ولا تسمن من جوع، ومن دون وضع مبررات يتغنى بها عادة الفاشلون الذين ما إن يرسبوا حتى يضعوا سلسلة من الحجج غير المنتهية المدى.

وفي حقيقة الأمر، أنهم طوال الفترة الدراسية خارج نطاق التغطية سوى أجسام حاضرة في المحاضرات، وعقول غائبة عن الشرح والمتابعة، والبحث عن السبل التي تؤهلهم للنجاح فقط دون التفكير بجمع نسبة عالية عبر درجات تؤهلهم لذلك، بل تجدهم في حيرة من أمرهم في الاختبارات النهائية، لأنهم وجدوا أنفسهم أمام صفحات تحتوي على المقررات الدراسية، ولكنها بالنسبة لهم صفحات بيضاء بسبب أدمغتهم الفارغة، وهذا كله بسبب تخلّيهم عن مسؤوليتهم الحقيقية تجاه أنفسهم وعدم إدراكهم لأهمية الدراسة التي يتباهون بأنهم وصلوا الى الكليات أو المعاهد، بينما هم في حقيقة الأمر مجرد أجسام تذهب وتعود بلا نتائج محققة، لعل الحظ يلعب دوره، وينجحون بالمصادفة، كما يعتقدون في ظنهم.

إن المسؤولية التعليمية تتطلب جهدا متواصلا من المثابرة والجهد والاجتهاد حتى يصل الطالب إلى مبتغاه ويحقق الهدف الأسمى، ويتوّج بالحصول على أعلى الدرجات والنجاح للاستمرار في مراحله التعليمية المختلفة، تمهيدا لمستقبل واعد في مرحلة ما بعد الدراسة التي سيكون نتاجها ما تمخّض عن دراسته من تخصصات يحتاجها سوق العمل لاستكمال مرحلة البناء والتقدم والازدهار والاستفادة من خبراتهم في خدمة الوطن.

آخر السطر:

مَن يطمح لمستقبل واعد عليه البذل حتى يحقق أحلامه 

back to top