«المخادع الكبير».. اعترافات على حافة الموت

عرض جديد للكاتب المصري محمد هاشم في مهرجان دنفر للفنون المسرحية

نشر في 18-12-2025 | 15:49
آخر تحديث 18-12-2025 | 15:49
عبر أمسيةٍ مسرحية افتراضية خطفت الأنظار، قدَّم الكاتب المصري– الأسترالي محمد هاشم أحدث أعماله الدرامية (المُخادِع الكبير)، في إطار مهرجان مسرحي رقمي احتضنته مدينة دنفر بولاية كولورادو بالولايات المتحدة. وجاء العرض ليؤكد حضور هاشم المتفرِّد في اكتشاف المناطق المعتمة من النَّفس البشرية، ورصد الطبقات المنسية في التاريخ الأسترالي، من خلال كتابة مسرحية تمتد بين الواقع والأسطورة، والسيرة والاعتراف.
شارك هاشم في المهرجان عبر منصة مسرح مركز الفنون الموسيقية في دنفر، حيث قُدِّم العرض بإخراج آمي فينبرغ، وبأداء قوي للممثلين جيسيكا زاماروت ورؤوف زيدان. ويجسِّد الثنائي الشخصيتين المحوريتين في حوارٍ طويل يُشكِّل البنية الكاملة للنص، ويقود المتلقي إلى عالمٍ داخلي متوتر ومشحون بالأسئلة.

جذور القصة
يمضي هاشم في مسرحيته الجديدة (المخادع الكبير) نحو منطقة إنسانية ونفسية شائكة، مستلهماً شخصية حقيقية مجهولة الهوية من العالم السفلي الأسترالي. ويأتي هذا العمل امتداداً لنجاح عرضه السابق (جاليبولي: قصة لم تُروَ)، مواصلاً مشروعه في إعادة قراءة التاريخ الخفي للمجتمع الأسترالي.

تعاون أدبي
تعمَّق النص عبر تعاون هاشم مع الكاتب الأسترالي البارز رايموند موني، أحد أبرز الأصوات في أدب الجريمة والسجون. أمدّ موني هاشم بوثيقةٍ نادرة عن مجرم يُدعى هوليوود جورج، فكانت السيرة نقطة انطلاق لبناء العالم الدرامي للمسرحية.
تدور أحداث «المُخادِع الكبير» في غرفة مستشفى، حيث يرقد جورج في لحظات حياته الأخيرة على حافة الموت، ويبدأ اعترافاً مطولاً أمام ممرضة غامضة، وفي هذا الفضاء الضيِّق تتكثف الأسئلة حول الذنب والندم والعنف والذاكرة، لتضع المشاهد أمام شبكة من الحقائق المراوغة.

إيحاءات كلاسيكية
يحمل العمل المسرحي المميز إشارات درامية مستوحاة من كلاسيكيات عالمية، مثل: «موت بائع متجول» لآرثر ميلر، و«الشريط الأخير لكراب» لصمويل بيكيت، وفيلم «المريض الإنكليزي». يمزج هاشم هذه التأثيرات في بنية سردية خاصة تُبرز هشاشة الإنسان في صوته الأخير.
وتعكس المسرحية اهتمام هاشم بالطبقات الشعبية الأسترالية ولغتها اليومية، وبالعلاقة بين السرد الإجرامي والهوية الوطنية التي بُنيت على سِيَر الخارجين عن القانون.

فضاء دولي واسع
ويأتي تقديم العمل ضمن مهرجان مسرحي افتراضي يمنح «المُخادِع الكبير» فرصة للوصول إلى جمهور متعدد الثقافات، محتفظاً بروح العرض الحي، وموسعاً دائرة التفاعل مع قِصَّة تتقاطع فيها الأسئلة الإنسانية مع العوالم المظلمة للتاريخ الخفي.
 

 المسرحية تكشف هشاشة الإنسان أمام ماضيه من واقع سير المجرمين والسجناء

back to top