في المرمى: مشروع جيد ولكن
افتتاح استاد نادي الفحيحيل الجديد يمثل خطوة طال انتظارها من أبناء المنطقة العاشرة، وهو بالتأكيد حدث رياضي واجتماعي يحمل الكثير من المعاني، فهذا المشروع الذي طال انتظاره ليس مجرد ملعب كرة قدم، بل هو استحقاق تأخر كثيراً لنادٍ يمثل منطقة عريقة وجمهوراً يفتقد أبسط مقومات البنية التحتية الرياضية اللائقة.هذا الاستاد أو المشروع المتكامل، باعتبار أنه يضم صالة متعددة الأغراض، بالإضافة إلى مبان أخرى للإدارة وبعض الألعاب الفردية، لا يمثل فقط إضافة بنية تحتية، بل هو رسالة بأن كل الأندية تستحق الاهتمام والتطوير، وأن العدالة في توزيع المشاريع الرياضية باتت أكثر ضرورة وحضوراً ولو متأخرة، وأن البنية التحتية الحديثة ليست حكراً على أندية معينة دون غيرها.
وهنا لابد أن نؤكد أن الاستاد الجديد أو المشروع يستحق الإشادة من حيث الفكرة والتنفيذ بعد سنوات من التعطيل، فبالإضافة إلى أنه يمثل بارقة أمل حقيقية لتطوير النادي، هو بلا شك سيُحدث نقلة نوعية على مستوى النادي فنياً وتنظيمياً، فوجود منشأة بهذا الحجم والإمكانيات سيسهم في استقطاب اللاعبين، وتحفيز الناشئة، وتوفير بيئة تدريب مناسبة بمواصفات حديثة، كما سيمنح الجماهير بيئة أفضل لممارسة ودعم الرياضة، وهو ما كان يفتقده الفريق سنوات طويلة، حيث ظل متنقلاً بين الملاعب غير المؤهلة للتطور.
لكن، كما في كل المشاريع لدينا، لا بد أن تكون هناك «لكن»... فبالرغم من كل الإيجابيات، من الواضح أن الاستاد لم يُخطط له على أساس استراتيجي يستوعب الطموحات المستقبلية، فالسعة الجماهيرية محدودة ولا تتماشى مع متطلبات الاتحاد الآسيوي أو الفيفا لاستضافة بطولات قارية أو دولية.
ومع ذلك، خرج علينا أحد المسؤولين ليصرّح بثقة بأن المشروع سيساعد في ملف استضافة كأس آسيا! هذا التصريح وحده كافٍ ليضع علامات استفهام بالجملة: هل اطّلع المسؤول على اشتراطات استضافة المباريات القارية؟ هل يعرف سعة الاستاد؟ هل يدرك أن هناك معايير دقيقة تتعلق بالبنية التحتية، والمرافق، والسعة، وحتى الموقع الجغرافي؟ أم أنه فقط يردد عبارات للاستهلاك الإعلامي؟
بنلتي
لأهل الفحيحيل مبروك الاستاد الجديد، لكن نأمل ألا يتحول إلى مزار للصور التذكارية ومكان لحفلات التكريم... نريد ملعباً تُرفع فيه رايات الفوز، لا تُرفع فيه فقط تقارير الصيانة السنوية.
وللمسؤولين شكراً على الاستاد... لكن لا تخلونا نضحك على أنفسنا! خلّونا نستخدمه بالشكل الصحيح، ونخطط على المدى البعيد، بدل ما نعيش وهم الاستضافات الكبرى، وإحنا زين عندنا مواقف السيارات!