«مرايا الروح» يستدعي محطات مهمة من مشوار الفضلي
الإصدار يتضمَّن شخصيات متنوعة أسهمت في تكوين شخصيته وصقل مهنيته
الإصدار يتضمَّن شخصيات متنوعة أسهمت في تكوين شخصيته وصقل مهنيته
يستدعي الزميل حسين عبدالله الفضلي مراحل مهمة في تكوين شخصيته وصقل مهنيته خلال إصداره الجديد «مرايا الروح»، حيث يرى أن لكل مرحلةٍ في حياته خصوصيتها، ومزاياها وذاكرتها، ومشاهدها وشخوصها، ولكل حقبة في حياته ملامحها.
ويتضمَّن الإصدار مجموعة مقالات عن شخصيات متنوعة عاصرها في حياته خلال عمله بالصحافة الكويتية، كنوعٍ من الوفاء ورد الجميل والعرفان لهذه الكوكبة التي تركت أثراً طيباً في نفسه. ويقول في هذا السياق: «في هذا الكتاب حديث مُوجز عن كل رمز من تلك الرموز التي أضاءت حياتي، وأنارت طريقي بمشاعل الحُب والمودة والنصح النافع المفيد. إنه حديث الوفاء، حديث الولاء، حديث الانتماء للأماكن والأشخاص الذين كان لهم بالغ الأثر في مشواري الصحافي، الذي يُوشك أن يصل إلى محطته الأخيرة، ومن ثم فكل كلمة وردت فيه نبعت من العقل والقلب والوجدان».
شارع الصحافة
عن النشأة والمراحل الأولى من الحياة، يسرد الفضلي: «في طفولتنا، في المدرسة، في المراهقة، في العمل، وفي المجالس، هناك وجوه تمرُّ في حياتك، بعضها تتوقف عنده طويلاً، وبعضها عابر يمر مرور الكرام. حتى في السفر قد لا يكون أقرب الناس متوافقاً معك. أقول ذلك وأنا مؤمن به، شديد الاعتقاد بصحته وصِدقه، فذلك ما تؤكده الأيام، وتثبته التجارب والأحداث. ولأن الحديث هنا عن المحطات، فلا بد أن أعرج على محطة خلقت مهنيتي، وقدَّمتني لشارع الصحافة، أعطتني كل الحروف، لكن ليست مبعثرة... حتى إنسانيتي أعادت صياغتها».
ويضيف: «عندما أتحدَّث للآخرين، لا بد أن أتوقف عند محطتين في حياتي؛ المحطة الحالية، وهي صحيفة النهار، ومن خلفها جواد بوخمسين وأبناؤه، الذين لم يتعاملوا معي يوماً كموظف، بل كفردٍ من أفراد أُسرتهم الكريمة. منحوني جل ثقتهم لأتولى إدارة الجريدة. جواد وابنه عماد كانا، ولا يزالان، يقدِّمان كل الدعم والمساندة لي ولجميع الزملاء. أما تلك المحطة التي بدأت فيها حياتي الصحافية، فهي حقبة (الأنباء)، لمؤسسها وعرَّابها خالد المرزوق، فهو مسيرة عطاء خالدة، وما زالت مستمرة في وجوه أبنائه، الذين حملوا راية أبيهم ومعلمهم. حقبة (الأنباء) التي وصلت إليها وأنا أشق طريقي وخطواتي الأولى كانت المدرسة والمعلم والحاضن والبيت والأسرة».
همة الرجال
يفتتح الفضلي إصداره للحديث عن الراحل خالد يوسف المرزوق، مشيراً إلى أنه اسم بارز في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكويتية، لا يمكن أن تنساه قلوب أهل الكويت، ولا يمكن أن يخبو ذكره، أو يضعف فكره، أو يُنسى أثره إذا دار الحديث عن عطاء الرجال، وهمة الرجال، وشرف الرجال.
ويتابع: «خالد يوسف المرزوق لم يكن مجرَّد مواطن كويتي ملك حُب الكويت قلبه، واستحوذ على مشاعره الفياضة، وأحاسيسه المتدفقة، بل كان إنساناً خليجياً عربياً غلبت عليه الإنسانية الحقة، فجعلته مصدراً لنفع القاصي والداني، وسبباً للتعمير والبناء، وعنواناً للأمانة والنزاهة والصدق والوفاء، ليس في المنطقة العربية وحدها، بل على المستوى العالمي كذلك، إذ امتدت أياديه البيضاء، ووصل غيثه العميم إلى بلاد كثيرة ودول متعددة في مختلف الأنحاء، لا فرق بين أدناها وأقصاها من الناحية الجغرافية، لأن عطاء الرجل كان بالفعل عابراً للقارات».
الرجل النموذج
ويكتب الفضلي عن شخصية مرموقة في عالم التجارة والاقتصاد بعنوان «الرجل النموذج» جواد بوخمسين، مشيراً إلى أنه نجم ساطع في سماء المال والأعمال، بلغت شُهرته الواسعة العديد من الأقطار العربية والأجنبية، ووصلت نجاحاته إلى كل الأسماع، ومع ذلك فهو الرجل المتواضع النبيل، الذي يعتز بجده واجتهاده، وبخطواته البسيطة الأولى التي اعتمد فيها على نفسه متوكلاً ومستنداً إلى رب الأرض والسماء.
ويتابع: «عرفت، مثل غيري، اسم جواد بوخمسين، وقرأت عن تاريخه ومسيرته وعصاميته، وسمعت عن أمانته ونزاهته وتميزه، لكن كُنت من بين القلائل الذين اقتربوا منه وتعاملوا معه وجهاً لوجه، فوجدت فيه فوق ما سمعت وأكثر مما قرأت، وجدت أدباً رفيعاً، وذكاء مفرطاً، وأخلاقاً لا يتمتع بمثلها إلا الأصفياء الحاذقون، وأيقنت أكثر من أي وقت مضى، أن بوخمسين باختصارٍ شديد مجمع للخلطة السرية التي تضمن للمرء النجاح في العمل، والنجاح في القيادة، والنجاح في الإدارة، والنجاح بشكلٍ عام».
ويتضمَّن الإصدار مقالاً عن الشيخ مبارك الدعيج، ويقول الفضلي: «إذا أردت أن تجد رجلاً تتجسَّد فيه الأصالة والنخوة والفزعة والأخلاق، فعليك بالشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح. نعم، فهو رجل هادئ عفٌّ، رصين، فكل مَنْ تعامل معه أو ارتبط بعمل معه قدَّر فيه أمانته ونزاهته وطيبة قلبه. لم تزده المناصب إلا تواضعاً، وما أضافت إليه الوظائف إلا حِكمة ورشاداً. الشيخ مبارك الدعيج الصباح لو لم يكن إعلامياً، وقبلها رجل
أمن، لكان وجهاً دبلوماسياً رائعاً، لما يملكه من شخصية متزنة، وأخلاق رفيعة، وقدرة على حُسن الحوار».
ويستذكر الفضلي فترة عمل الدعيج بوزارة الإعلام، قائلاً: «عندما تولَّى بوصباح قطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام عمل على تطوير هذا القطاع، وتفعيله، بعد أن كان شبه جامد، واستطاع من خلال منصبه هذا ترميم العلاقات الإعلامية مع بعض الدول العربية، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الاحتلال العراقي الغاشم. كذلك ساهم الشيخ مبارك الدعيج، وبشكلٍ واضح، في تطوير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عندما تولَّى رئاستها لمدة 16 عاماً، حيث عمل على إضافة خدمات جديدة طوَّرت وفعَّلت الوكالة، وربطتها مباشرة بالمتلقي والمتابع».
ودوَّن في سجل الشخصيات البارزة التي اختارها لتكون مضمون إصداره الجديد، رئيسة تحرير الزميلة «الأنباء» السابقة بيبي المرزوق، أول رئيسة تحرير لصحيفة يومية من العنصر النسائي في الكويت والخليج، وبالمنطقة العربية كلها، بل هي أشهر رئيسة تحرير في أمة العرب، إذا ذُكرت ذُكر معها العزم والإصرار والمثابرة، والركض وراء النجاح الدائم والتفوق المستمر.
كما يكتب الفضلي عن شخصيات أخرى، مثل: فواز خالد المرزوق، وعماد بوخمسين، ونايف الركيبي، وحمد العامر، والشهيد الشاعر محمد المطيري، ويحيى حمزة، ود. منصور الفضلي، وزايد الزيد، وشوكت الحكيم، ومنصور السلطان، وجاسم التنيب، وموسى أبوطفرة.
مدرسة التربية والأخلاق
أهدى الفضلي هذا الإصدار إلى والدته، قائلاً: «أمي... تعبت لنستريح، وجعلت من نفسها سلماً ليكون النجاح حليفنا. كانت حريصة أشد الحرص على لُحمتنا كإخوة. كانت، رحمها الله، مدرسة في التربية والأخلاق. هي مَنْ علَّمتني حُب الناس وشكرهم، وصنائع المعروف... وأنت في عالمك الآخر، أهدي إليك هذا الجهد المتواضع، أوثق به المواقف النبيلة والصداقات الصادقة، شهادات حق لمن يستحقونها حقاً».
ويتضمَّن الإصدار مجموعة مقالات عن شخصيات متنوعة عاصرها في حياته خلال عمله بالصحافة الكويتية، كنوعٍ من الوفاء ورد الجميل والعرفان لهذه الكوكبة التي تركت أثراً طيباً في نفسه. ويقول في هذا السياق: «في هذا الكتاب حديث مُوجز عن كل رمز من تلك الرموز التي أضاءت حياتي، وأنارت طريقي بمشاعل الحُب والمودة والنصح النافع المفيد. إنه حديث الوفاء، حديث الولاء، حديث الانتماء للأماكن والأشخاص الذين كان لهم بالغ الأثر في مشواري الصحافي، الذي يُوشك أن يصل إلى محطته الأخيرة، ومن ثم فكل كلمة وردت فيه نبعت من العقل والقلب والوجدان».
شارع الصحافة
عن النشأة والمراحل الأولى من الحياة، يسرد الفضلي: «في طفولتنا، في المدرسة، في المراهقة، في العمل، وفي المجالس، هناك وجوه تمرُّ في حياتك، بعضها تتوقف عنده طويلاً، وبعضها عابر يمر مرور الكرام. حتى في السفر قد لا يكون أقرب الناس متوافقاً معك. أقول ذلك وأنا مؤمن به، شديد الاعتقاد بصحته وصِدقه، فذلك ما تؤكده الأيام، وتثبته التجارب والأحداث. ولأن الحديث هنا عن المحطات، فلا بد أن أعرج على محطة خلقت مهنيتي، وقدَّمتني لشارع الصحافة، أعطتني كل الحروف، لكن ليست مبعثرة... حتى إنسانيتي أعادت صياغتها».
ويضيف: «عندما أتحدَّث للآخرين، لا بد أن أتوقف عند محطتين في حياتي؛ المحطة الحالية، وهي صحيفة النهار، ومن خلفها جواد بوخمسين وأبناؤه، الذين لم يتعاملوا معي يوماً كموظف، بل كفردٍ من أفراد أُسرتهم الكريمة. منحوني جل ثقتهم لأتولى إدارة الجريدة. جواد وابنه عماد كانا، ولا يزالان، يقدِّمان كل الدعم والمساندة لي ولجميع الزملاء. أما تلك المحطة التي بدأت فيها حياتي الصحافية، فهي حقبة (الأنباء)، لمؤسسها وعرَّابها خالد المرزوق، فهو مسيرة عطاء خالدة، وما زالت مستمرة في وجوه أبنائه، الذين حملوا راية أبيهم ومعلمهم. حقبة (الأنباء) التي وصلت إليها وأنا أشق طريقي وخطواتي الأولى كانت المدرسة والمعلم والحاضن والبيت والأسرة».
الفضلي: حديث وفاء وانتماء للأماكن والأشخاص الذينكان لهم بالغ الأثر في مشواري الصحافي
همة الرجال
يفتتح الفضلي إصداره للحديث عن الراحل خالد يوسف المرزوق، مشيراً إلى أنه اسم بارز في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكويتية، لا يمكن أن تنساه قلوب أهل الكويت، ولا يمكن أن يخبو ذكره، أو يضعف فكره، أو يُنسى أثره إذا دار الحديث عن عطاء الرجال، وهمة الرجال، وشرف الرجال.
ويتابع: «خالد يوسف المرزوق لم يكن مجرَّد مواطن كويتي ملك حُب الكويت قلبه، واستحوذ على مشاعره الفياضة، وأحاسيسه المتدفقة، بل كان إنساناً خليجياً عربياً غلبت عليه الإنسانية الحقة، فجعلته مصدراً لنفع القاصي والداني، وسبباً للتعمير والبناء، وعنواناً للأمانة والنزاهة والصدق والوفاء، ليس في المنطقة العربية وحدها، بل على المستوى العالمي كذلك، إذ امتدت أياديه البيضاء، ووصل غيثه العميم إلى بلاد كثيرة ودول متعددة في مختلف الأنحاء، لا فرق بين أدناها وأقصاها من الناحية الجغرافية، لأن عطاء الرجل كان بالفعل عابراً للقارات».
الرجل النموذج
ويكتب الفضلي عن شخصية مرموقة في عالم التجارة والاقتصاد بعنوان «الرجل النموذج» جواد بوخمسين، مشيراً إلى أنه نجم ساطع في سماء المال والأعمال، بلغت شُهرته الواسعة العديد من الأقطار العربية والأجنبية، ووصلت نجاحاته إلى كل الأسماع، ومع ذلك فهو الرجل المتواضع النبيل، الذي يعتز بجده واجتهاده، وبخطواته البسيطة الأولى التي اعتمد فيها على نفسه متوكلاً ومستنداً إلى رب الأرض والسماء.
ويتابع: «عرفت، مثل غيري، اسم جواد بوخمسين، وقرأت عن تاريخه ومسيرته وعصاميته، وسمعت عن أمانته ونزاهته وتميزه، لكن كُنت من بين القلائل الذين اقتربوا منه وتعاملوا معه وجهاً لوجه، فوجدت فيه فوق ما سمعت وأكثر مما قرأت، وجدت أدباً رفيعاً، وذكاء مفرطاً، وأخلاقاً لا يتمتع بمثلها إلا الأصفياء الحاذقون، وأيقنت أكثر من أي وقت مضى، أن بوخمسين باختصارٍ شديد مجمع للخلطة السرية التي تضمن للمرء النجاح في العمل، والنجاح في القيادة، والنجاح في الإدارة، والنجاح بشكلٍ عام».
ويتضمَّن الإصدار مقالاً عن الشيخ مبارك الدعيج، ويقول الفضلي: «إذا أردت أن تجد رجلاً تتجسَّد فيه الأصالة والنخوة والفزعة والأخلاق، فعليك بالشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح. نعم، فهو رجل هادئ عفٌّ، رصين، فكل مَنْ تعامل معه أو ارتبط بعمل معه قدَّر فيه أمانته ونزاهته وطيبة قلبه. لم تزده المناصب إلا تواضعاً، وما أضافت إليه الوظائف إلا حِكمة ورشاداً. الشيخ مبارك الدعيج الصباح لو لم يكن إعلامياً، وقبلها رجل
أمن، لكان وجهاً دبلوماسياً رائعاً، لما يملكه من شخصية متزنة، وأخلاق رفيعة، وقدرة على حُسن الحوار».
ويستذكر الفضلي فترة عمل الدعيج بوزارة الإعلام، قائلاً: «عندما تولَّى بوصباح قطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام عمل على تطوير هذا القطاع، وتفعيله، بعد أن كان شبه جامد، واستطاع من خلال منصبه هذا ترميم العلاقات الإعلامية مع بعض الدول العربية، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الاحتلال العراقي الغاشم. كذلك ساهم الشيخ مبارك الدعيج، وبشكلٍ واضح، في تطوير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عندما تولَّى رئاستها لمدة 16 عاماً، حيث عمل على إضافة خدمات جديدة طوَّرت وفعَّلت الوكالة، وربطتها مباشرة بالمتلقي والمتابع».
ودوَّن في سجل الشخصيات البارزة التي اختارها لتكون مضمون إصداره الجديد، رئيسة تحرير الزميلة «الأنباء» السابقة بيبي المرزوق، أول رئيسة تحرير لصحيفة يومية من العنصر النسائي في الكويت والخليج، وبالمنطقة العربية كلها، بل هي أشهر رئيسة تحرير في أمة العرب، إذا ذُكرت ذُكر معها العزم والإصرار والمثابرة، والركض وراء النجاح الدائم والتفوق المستمر.
كما يكتب الفضلي عن شخصيات أخرى، مثل: فواز خالد المرزوق، وعماد بوخمسين، ونايف الركيبي، وحمد العامر، والشهيد الشاعر محمد المطيري، ويحيى حمزة، ود. منصور الفضلي، وزايد الزيد، وشوكت الحكيم، ومنصور السلطان، وجاسم التنيب، وموسى أبوطفرة.
مدرسة التربية والأخلاق
أهدى الفضلي هذا الإصدار إلى والدته، قائلاً: «أمي... تعبت لنستريح، وجعلت من نفسها سلماً ليكون النجاح حليفنا. كانت حريصة أشد الحرص على لُحمتنا كإخوة. كانت، رحمها الله، مدرسة في التربية والأخلاق. هي مَنْ علَّمتني حُب الناس وشكرهم، وصنائع المعروف... وأنت في عالمك الآخر، أهدي إليك هذا الجهد المتواضع، أوثق به المواقف النبيلة والصداقات الصادقة، شهادات حق لمن يستحقونها حقاً».