هيا الغانم: أسعى لتمثيل المجتمع بصدق في أعمالي

• شاركت في «البحر الأحمر» بفيلمها القصير «مكان ثاني»

نشر في 17-12-2025 | 16:06
آخر تحديث 18-12-2025 | 21:15

قالت المخرجة الكويتية هيا الغانم إن فيلمها القصير «مكان ثاني»، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ينطلق من علاقة شخصية بالمكان والبحر، موضحة أن العمل يقدّم حكاية كويتية معاصرة تُروى من منظور طفولي، حيث يصبح البحر مساحة للهروب والتأمل والبحث عن الذات.

وأضافت أن الفيلم يتتبع قصة الطفلة «دانا» وهي في العاشرة من عمرها، يائسة لكنها جريئة، تهرب من منزلها المضطرب على ساحل بنيدر في الكويت، هرباً من غضب والدتها، وبحثاً عن إحساس حقيقي بالذات، لافتة إلى أن رحلة الطفلة على الشاطئ تعبّر عن بحث مبكر عن الانتماء.

وأوضحت الغانم أن اختيار منطقة بنيدر لم يكن قراراً بصرياً فقط، بل نابع من ارتباط شخصي عميق بالمكان، مشيرة إلى أن البحر يمثّل عنصراً أساسياً في السرد، وأنها أرادت أن تحكي قصة كويتية تدور على الساحل وتعكس علاقة الإنسان بالمكان من دون مباشرة أو افتعال.

ولفتت إلى أن اختيار بطلة الفيلم وبقية الممثلين جاء بعد عدة تجارب أداء، لكنها ركّزت على اختيار شخصيات تشبه الأدوار المكتوبة، مؤكدة أن التشابه الإنساني بين الممثل والدور كان الأهم بالنسبة لها، حتى يأتي الأداء طبيعياً ومتسقاً مع روح الفيلم الهادئة.

وأكدت أن العمل مع فريق أساسي مكوّن بالكامل من النساء كان أفضل تجربة خاضتها في مسيرتها، مضيفة أن الأجواء اتسمت بالثقة والاهتمام بالتفاصيل والاحترام المهني، وهو ما انعكس بشكل مباشر على سير العمل، وساعد على تجاوز تحديات الإنتاج.

وأشارت إلى أن الصعوبات التي واجهت الفيلم كانت مرتبطة بطبيعة صناعة السينما المستقلة في الكويت، موضحة أن معظم العاملين معتادون على الإنتاجات التجارية، مؤكدة أن التصوير خلال يومين فقط، وفي البحر وتحت الشمس، شكّل تحدياً تم تجاوزه بالتواصل القوي داخل الفريق.

وقالت الغانم إنها ممتنة للدعم الذي حصل عليه الفيلم من «نتفليكس» والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، موضحة أن هذه الفرصة منحتها إمكانية تصوير فيلم مستقل داخل الكويت، وتقديم صورة مختلفة عن المكان والمجتمع، بطريقة لم تُعرض من قبل.

وأضافت أنها تعمل حالياً على تطوير فيلم روائي طويل بعنوان «طريق 250» وتدور أحداثه أيضاً في بنيدر، لافتة إلى أن المشروع حصل على دعم تطوير من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومختبر البحر الأحمر للأفلام الروائية الطويلة.

واختتمت حديثها بالتأكيد أن هدفها الأساسي هو تمثيل مجتمعها بصدق، قائلة إن القصص التي تكتبها والطريقة التي تُخرج بها أفلامها تسعى إلى إبراز خصوصية الإنسان الكويتي وعمقه الإنساني بعيداً عن الصور النمطية.

back to top