بوحمد يستحضر الذاكرة والمكان في معرض «بين البحر والبر»

نشر في 17-12-2025 | 16:05
آخر تحديث 17-12-2025 | 16:05

افتُتح بمتحف الفن الحديث، معرض الفنان جاسم بوحمد، بعنوان: «بين البحر والبر»، بحضور مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وائل الجابر، ورئيسة قسم التصميم والإخراج الفني سارة خلف، وعدد من كبير من الفنانين.

وبهذه المناسبة، قال بوحمد إن المعرض يمثل استعادة لمسيرته الفنية الممتدة على مدى ستين عاماً، مشيراً إلى أن المعروض جزء مُختار من أعماله، ولا يشمل الأعمال القديمة.

وأوضح أن المعرض قُسِّم إلى فئتين رئيسيتين؛ الأولى تناولت ثيمة البحر، والثانية ركَّزت على البادية، لافتاً إلى أن الأعمال المعروضة تعود إلى عام 2010.

وذكر أنه استخدم في تنفيذ لوحاته خامة الإكريليك على القماش، وأنه وظَّف تقنية «الإير برش» في بعض الأعمال، معرباً عن شكره وتقديره لكل مَنْ حضر وسانده في هذه التجربة الفنية.

وجاء في كلمة أمانة المجلس بالكتالوج التعريفي: «لقد أولى (الوطني للثقافة)، منذ تأسيسه، عناية خاصة لدعم الحِراك الثقافي والفني، انطلاقاً من قناعاته بأن الثقافة ليست ترفاً، بل هي جوهر التنمية، وركيزة أساسية في بناء المجتمعات الواعية القادرة على الإبداع والتجديد. إن المجلس الوطني، وهو يمضي بخُطى واثقة نحو المستقبل، يضع نصب عينيه مسؤولية رعاية المشهد الثقافي والفني، وتوسيع آفاقه، ليشمل جميع فئات المجتمع، ويمنح الشباب المبدعين فُرصاً للتعبير عن ذواتهم، والمشاركة في صياغة الحاضر وصناعة المستقبل. نؤمن بأن الفنون والثقافة لغة عالمية تتجاوز الحدود، ومن هذا الإيمان تنطلق رؤيتنا، لتكون الثقافة جسراً للتواصل، ومصدراً للإلهام، ورافداً أساسياً للتنمية الإنسانية الشاملة».

تقدِّم لوحات الفنان بوحمد المعروضة قراءة بصرية هادئة للحياة اليومية، حيث يلتقط لحظات إنسانية بسيطة، لكنها مشبَّعة بالمعنى والحنين. يظهر الإنسان في أعماله قريباً من بيئته، منسجماً مع البحر أو الأرض أو المجلس، وكأن الصورة توثق علاقة حميمة بين المكان والذاكرة.

وفي بعض اللوحات، يحضر البحر كمساحةٍ للتأمل والانتظار، فيما تعكس أخرى تفاصيل العمل أو الجلوس بهدوء، في مشاهد يغلب عليها السكون والصفاء. ويمنح اختيار الإضاءة الناعمة وتوازن الألوان إحساساً بالدفء والطمأنينة، ويقود المتلقي إلى التوقف أمام اللحظة، لا الحدث. وتبدو هذه الأعمال أقرب إلى حكايات صامتة، لا تفرض معنى مباشراً، بل تترك المجال للمشاهد ليستحضر ذاكرته الخاصة، ويُعيد اكتشاف جمال التفاصيل اليومية، في قراءةٍ بصرية تحتفي بالبساطة والإنسان والمكان.

back to top