السياحة «التاريخية» وتعزيز الهوية الوطنية
تُعد السياحة قطاعاً يمزج بين الثقافة والاقتصاد، بل والسياسة أيضاً. توليفة لا يُستهان بها على المستوى المحلي، والإقليمي والعالمي أيضاً.
وقد اجتذبت السياحة اهتمام المنظمات المختلفة، لما لها من أهمية، كتعزيز الهوية، وتعظيم الفُرص التجارية، وبالتالي توفير فُرص العمل لدى الدول النامية، والتي كانت، ومازالت، محور اهتمام المنظمات الدولية.
وطبقاً لبيانات الأمم المتحدة المتكررة في المناسبات المختلفة، سواء أكانت في اليوم العالمي للسياحة، أم بمؤتمرات تعزيز فُرص العمل للشباب، تُعد السياحة مدخلاً لتوجيه الاهتمام نحو الثروات الثقافية والطبيعية للدول. وهنا أتوقف لأضيف ضرورة الاهتمام بالثروات غير التقليدية منها، تلك الثروة التي لا تُقدَّر بثمن، ألا وهي ثروة القيمة التاريخية للدول.
أقول ذلك، بعدما لفت نظري تصريح رئيسة وزراء إيطاليا خلال كلمتها بمؤتمر مجلس التعاون حول «شجرة الحياة» بمملكة البحرين... وهي مزار تاريخي يعكس اهتمام المملكة بالتاريخ والبيئة معاً.
أضف إلى ذلك «مسار اللؤلؤ» في البحرين أيضاً، الذي يمنح السائح فرصة الاطلاع على مسار تجارة الأجداد، والاستمتاع بالتجربة... يُحيط به مسار آخر من المتاجر والمطاعم والخطوط التاريخية التي تشجِّع السير على الأقدام، للاقتراب من فترة ما قبل النفط.
خلاصة الأمر، السياحة التاريخية تحتاج إلى مكونات، أبرزها: المكان التاريخي، وتأمين سهولة الوصول له، وتعزيز قِصة المكان عبر الإعلام والمناهج، والحِرص على استمرارية الزيارات، وتوفيرها للجميع.
والعنصر المهم هو الاستفادة من رأي أصحاب المشاريع في تقييم الخدمات المطلوبة والمتاجر المناسبة، لكي نستطيع تعزيز الهوية الوطنية عبر السياحة التاريخية بنجاح... وللحديث بقية.