لبنان: استنهاض «ناقص» للشارع... والسعودية أُبلغت بالمسار الجديد بين جنبلاط و«حزب الله»

نشر في 20-01-2023 | 14:06
آخر تحديث 21-01-2023 | 19:34
النواب المعتصمون داخل البرلمان
النواب المعتصمون داخل البرلمان
واصل نواب لبنانيون مستقلون، اعتصامهم داخل القاعة العامة للمجلس النيابي اللبناني في بيروت، لليوم الثالث، بهدف الضغط لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط أزمة اقتصادية وفراغ رئاسي مستمر منذ قرابة 3 أشهر.

واستقطبت خطوة «نواب التغيير» عدداً من نواب الكتل الأخرى، وجرت نقاشات حول كيفية توسيع التحرك وتوجيه الدعوات للناس للنزول إلى الشارع لخلق مزيد من الزخم بعد أن فشلت الخميس الجلسة الحادية عشرة للبرلمان لسد الفراغ الرئاسي.

ومنذ الخميس، شهدت الشوارع المحيطة بالبرلمان، إضافة إلى مناطق مختلفة تحركات احتجاجية خجولة نسبياً، لكنها أعادت إحياء نبض التظاهر.

وتبدو هذه التحركات كأنها محاولة طموحة، لإعادة تهيئة الأجواء والأرضية لإطلاق حركة شعبية واسعة مشابهة لما جرى في «17 تشرين 2019»، لكنها تفتقر إلى مقومات ضرورية.

وفي رد على اعتصام النواب، وجه رئيس المجلس نبيه بري دعوة إلى عقد جلسة للجان النيابية المشتركة يوم الخميس المقبل بدلاً من الدعوة إلى جلسة لانتخاب الرئيس، وهذا بحدّ ذاته يعتبر رفضاً من بري لممارسة المزيد من الضغوط عليه.



وفي الوقت نفسه يقود نائب رئيس المجلس الياس بوصعب مسعى لإقناع النواب بإنهاء اعتصامهم وعقد جلسات حوارية بين الكتل النيابية.

وفي الأثناء، استمر سعر صرف الدولار بالارتفاع متجاوزاً عتبة الخمسين ألف ليرة لبنانية، مما دفع مواطنين إلى قطع للطرقات وإشعال الإطارات في بيروت وصيدا والبقاع احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية.

وفيما تقول مصادر مواكبة، إن لبنان بات في سباق بين التسوية والفوضى، شهدت الساحة السياسية تطوراً سياسياً بارزاً تمثل بزيارة وفد من حزب الله إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، هي الثانية في غضون خمسة أشهر.

وتأتي الخطوة على وقع التوتر الكبير في العلاقة بين حزب الله وزعيم «التيار الوطني الحرّ «جبران باسيل، وتفيد مصادر متابعة للقاء بأن هدف حزب الله من الزيارة التفاوض مع جنبلاط حول التفاهم على رئيس للجمهورية بعدما فقد الأمل من التوافق مع باسيل، الذي يعارض انتخاب سليمان فرنجية بشكل قاطع.

حاول الحزب جس نبض جنبلاط بشأن فرنجية لكن موقف الزعيم الدرزي كان واضحاً بأنه لا يجوز انتخاب فرنجية في ظل معارضة غالبية المسيحيين وغياب أي إجماع إقليمي أو دولي حوله.

طرح جنبلاط خلال اللقاء أفكاراً حول التوافق على مرشح رئاسي توافقي، وهو ما يتطلب استمرار التواصل والتنسيق بين مختلف القوى. وجرى الاتفاق على مواصلة التنسيق في الملفات السياسية والاقتصادية أيضاً.

وتختصر المصادر اللقاء بأنه خطوة في مسار جديد لا يمكن له إلا البحث عن فرص للتوافق مع غالبية القوى، لكن هنا لا بد من متابعة رد فعل التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. واللافت أن زيارة وفد حزب الله إلى جنبلاط حصلت بالتزامن مع زيارة يقوم بها النائب وائل أبوفاعور إلى السعودية.

back to top