«هجوم بونداي» مستوحى من «داعش» ومنفذاه تدربا في الفلبين

• ألبانيزي يشيد بشجاعة الأحمد ويرفض ربط الاعتداء بالاعتراف بدولة فلسطينية

نشر في 16-12-2025 | 10:56
آخر تحديث 16-12-2025 | 19:46
ألبانيزي يزور الأحمد في المستشفى (أ ف ب)
ألبانيزي يزور الأحمد في المستشفى (أ ف ب)

ذكر رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، اليوم، أن المسلحين اللذين هاجما احتفالاً بعيد «حانوكا» اليهودي، على شاطئ بونداي في سيدني، الأحد الماضي، استلهما هجومهما من تنظيم داعش، فيما قالت الشرطة الأسترالية إن المنفذين، وهما ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد (24 عاماً)، المتحدرين من الهند كما تبين، سافرا إلى الفلبين قبل الهجوم.

ووفقاً لمكتب الهجرة الفلبيني، وصل الرجلان إلى البلاد قادمين من سيدني في 1 نوفمبر، وبقيا حتى 28 من الشهر نفسه، مبيناً أن ساجد أكرم دخل البلاد بجواز سفر هندي ونجله المولود في أستراليا بجوازه الأسترالي. وأفاد المكتب بأن الرجلين أبلغا بأن وجهتهما هي مدينة دافاو في جزيرة مينداناو جنوب الفلبين، وأن عودتهما إلى سيدني بدأت برحلة جوية من تلك المدينة.

ويشير ذلك إلى احتمال تلقيهما تدريبات هناك على يد جماعات متشددة تنشط في جنوب الفلبين، بينها جماعتان على الأقل بايعتا «داعش»، وهما «ماوتي غروب» و«أنصار الخلافة في الفلبين»، إلى جانب جماعة أبوسياف التي تعد الأعنف. 

وسبق للشرطة الأسترالية أن أعلنت العثور على علمين لتنظيم داعش مصنوعين يدوياً، إلى جانب عبوات ناسفة بدائية الصنع، داخل سيارة منفذي الهجوم. 

وخضع نافيد أكرم لتحقيق من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية الأسترالي لمدة ستة أشهر، ابتداء من أكتوبر 2019، بسبب صلاته بشخصين أُودعا السجن لاحقاً. وقالت السلطات الأسترالية إن الجهاز لم يعثر على أدلة تفيد بتطرفه أو تخطيطه لأي عمل عنيف أو معادٍ للسامية، ولم يكن مدرجاً على أي قائمة مراقبة.

وقال ألبانيزي: «يبدو أن الدافع كان أيديولوجية تنظيم داعش. إنها الأيديولوجية التي كانت موجودة منذ أكثر من عقد، والتي قادت إلى فكر الكراهية هذا، وفي هذه الحالة إلى الاستعداد لارتكاب جريمة قتل جماعي».

وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي العمالي بأحمد الأحمد (43 عاماً)، وهو أسترالي مسلم من أصل سوري، تدخّل خلال الهجوم وانتزع سلاح أحد المهاجمين، واصفاً إياه بالبطل القومي، ومثنياً على أعماله التي تعد مثالاً على الشجاعة والإنسانية، وقال للصحافيين بعد زيارة الأحمد الذي مكث في المستشفى بعد إصابته بأربع طلقات نارية: «أحمد الأحمد بطل أسترالي حقيقي. فهو متواضع جداً»، وأضاف: «لقد قرر التحرك، وألهمت شجاعته جميع الأستراليين».

وتحدثت وسائل الإعلام الأسترالية عن أفعال شجاعة أخرى قام بها مدنيون خلال الهجوم. وذكرت صحيفة «سيدني مورنيغ هيرالد» أن كاميرا مثبتة في سيارة أظهرت زوجين يواجهان نفس المهاجم لدى نزوله من سيارة مسلحاً، حيث أجبراه على الاستلقاء أرضاً وأسقطا سلاحه من يديه. وبعد ذلك ترنح المهاجم عائداً إلى الرصيف. وأظهرت صورة التقطتها طائرة مسيرة لاحقاً الزوجين وقد لقيا حتفهما على الرصيف.

واصطف عشرات الناس في وقت مبكر اليوم على شاطئ بونداي في سيدني، لتأبين الضحايا الـ 15 ومؤازرة المصابين في أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ حوالي 30 عاماً. وخلال التجمع، حث السفير الإسرائيلي أمير ميمون الحكومة الأسترالية على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أرواح اليهود في أستراليا، مشيراً إلى أن هجوم الأحد يعد أسوأ حلقة في سلسلة من الجرائم المعادية للسامية التي شهدتها البلاد أخيراً.

وقال ميمون: «الأستراليون اليهود وحدهم يُجبرون على ممارسة شعائرهم الدينية في الخفاء، تحت حراسة كاميرات المراقبة»، وتساءل: «ماذا يمكن توقعه عندما تُكتب شعارات في جميع أنحاء أستراليا على جدران المعابد اليهودية والمباني والمنشآت العامة، تدعو إلى موت إسرائيل والموت للجيش الإسرائيلي، ثم تُضرم النيران في السيارات؟».

وشهدت أستراليا خلال فترة حرب غزة سلسلة من الحوادث المعادية للسامية، ما دفع رئيس جهاز المخابرات في البلاد إلى إعلان أن مكافحة معاداة السامية تمثل أولويته القصوى فيما يتعلق بالتهديدات التي تهدد الأرواح.

وربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الهجوم وإعلان ألبانيزي الاعتراف بدولة فلسطينية، وسماحه بتظاهرات داعمة للفلسطينيين، غير أن ألبانيزي قال إنه لا يرى أي صلة بين الأمرين، مضيفاً أن الأغلبية العظمى من دول العالم ترى أن الحل القائم على دولتين هو الطريق الصحيح للمضي قدماً.

back to top