«داعش» يطل بحلب وإدلب... وواشنطن ترسم خطوطاً لنتنياهو في سورية
الأسد يتعلم الروسية ويعود لطب العيون
بعد ساعات من الاعتداء الذي استهدف قوة أميركية سورية مشتركة في تدمر ومثّل تحدياً أمنياً وسياسياً بالغ الخطورة لحكومة دمشق الانتقالية، استهدف تنظيم «داعش» عناصر أمنية في إدلب وحلب بهجومين منفصلين أمس.
وأعلن التنظيم المتطرف عبر منصاته مسؤوليته عن هجوم استهدف دورية لقوات الأمن، التي وصفها بـ»المرتدة»، على طريق معرة النعمان في محافظة إدلب ما أسفر عن مقتل 4 عناصر شرطية وإصابة آخرين.
وفي حادث آخر، أقدم مسلحون من «داعش» يستقلون دراجة نارية على إطلاق نار استهدف عناصر من «الفرقة 80» في محيط مدينة دارة عزة وعلى الطريق الواصل بينها وبين دير سمعان في ريف حلب الغربي، وأسفر الهجوم عن إصابة أحد العناصر الأمنية، بينما فرّ المهاجمون.
حملة ودعم
ووسط تقارير عن عودة نشاط خلايا متفرقة للتنظيم بشكل متزامن، أطلقت قوى الأمن السورية بالتعاون مع «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن حملة أمنية ضد «داعش».
وأفاد مسؤول في وزارة الداخلية بأن الحملة جاءت بعد الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في تدمر وأدى إلى مقتل 3 أميركيين، هم جنديان ومترجم مدني وإصابة عناصر من القوات الأميركية والسورية.
وتحدث المسؤول السوري عن حملة أمنية جارية «في البادية السورية، خصوصاً حول مدينة تدمر، لملاحقة الخلايا النائمة، بالتعاون مع قوات التحالف. وأضاف أن الحملة أسفرت حتى الآن عن اعتقال ثلاثة أشخاص يُشتبه بارتباطهم بهجوم السبت الماضي.
وليل الأحد - الاثنين، بعث الرئيس السوري أحمد الشرع برقية تعزية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً تضامن دمشق مع عائلات الضحايا.
وذكرت الرئاسة أن الشرع «شدّد على إدانة سورية لهذا الحادث المؤسف، وعلى التزامها بالحفاظ على الأمن والسلامة، وتعزيز الاستقرار في سورية والمنطقة».
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية السورية أن وزيري خارجية سورية أسعد الشيباني والولايات المتحدة ماركو روبيو اتفقا خلال اتصال هاتفي على أن هجوم تدمر هو محاولة لزعزعة العلاقة الوليدة بين البلدين.
وجاء الهجوم بعد مرور شهر تقريباً على إعلان سورية توقيعها اتفاق تعاون سياسي مع التحالف ضد «داعش».
الشرع يعزي ترامب بضحايا هجوم تدمر... والشيباني وروبيو يؤكدان أن العملية محاولة لزعزعة العلاقات الوليدة
وتوغل وخطوط
إلى ذلك، قامت لجنة تقصي حقائق أممية بزيارة مناطق حوض اليرموك بريف درعا الغربي ولقاء الأهالي بها للاطلاع على الانتهاكات الإسرائيلية بالمنطقة الحدودية بعد نحو 3 أسابيع من المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الأهالي في بلدة بيت جن في ريف دمشق.
وتزامن ذلك مع توغل دورية عسكرية إسرائيلية لريف القنيطرة الشمالي وإقامتها حاجزاً أمنياً عبر 4 آليات عن مفرق عين البيضة حيث استوقفت السيارات والمارة لإجراء عمليات تفتيش دون ورود معلومات عن اشتباكات أو خسائر بشرية.
وأتت أحدث الانتهاكات الإسرائيلية بالتزامن مع لقاء مرتقب بين المبعوث الأميركي توم براك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب يتوقع أن يحدد خلاله الأول خطوطاً حمراء بشأن النشاط الإسرائيلي في سورية، حيث تؤكد إدارة ترامب أن الشرع يحاول بسط الاستقرار في الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية وترغب في تجنب أي إجراءات ترى أنها تقوض حكمه.
وبحسب تقارير عبرية سيركز براك على الملف السوري وإمكانية إبرام اتفاق أمني بين الدولة العبرية ودمشق خلال مناقشته التي ستشمل عدة قضايا إقليمية أخرى. وفي تصريحات بعد لقاء نتنياهو، قال براك إنه أجرى حواراً بنّاء حول الأمن والاستقرار الإقليميين. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ايال زامير أمس إن الجيش يتموضع في نقاط متقدمة في لبنان وسورية وغزة لإقامة 3 مناطق أمنية في ماطق التماس معها.
اضطرابات السويداء
على صعيد آخر، قُتل شاعر وناشط سياسي يدعى أنور فوزات في محافظة السويداء نتيجة إطلاق نار من جانب مجهولين، في ما يُعتقد أنها عملية اغتيال سياسي على خلفية انتقاده الفصائل العسكرية المهيمنة في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية والتي لم تعد تخضع منذ يوليو الماضي لسلطة دمشق.
حياة الأسد
من جهة ثانية، كشف تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد وأسرته يعيشون حياة هادئة مترفة في موسكو، بعد مرور عام على سقوط نظامه.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة أن الأسد طبيب العيون المتدرب في لندن، عاد إلى حياته المهنية السابقة كطبيب عيون في موسكو.
ويشير التقرير إلى أن الأسد يتعلم اللغة الروسية ويعيد تحديث معلوماته الطبية، بينما أبناؤه يتكيفون مع حياة مترفة في العاصمة الروسية، مليئة بالتسوق في المتاجر الفاخرة والانغماس في التعليم.
ووفقاً لمصدرين مُطّلعين على الأمر، تقيم العائلة في الأغلب في حي روبليوفكا الراقي، وهو مُجمّع سكني مُغلق يقطنه نخبة موسكو.
وهناك، من المرجح أن يختلطوا بشخصيات بارزة مثل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي فرّ من كييف عام 2014 ويُعتقد أنه يقيم في المنطقة.