النفط مستقر وسط تعطُّل إمدادات فنزويلا ومخاوف تخمة المعروض

نشر في 15-12-2025
آخر تحديث 15-12-2025 | 19:52
احد محطات التنقيب
احد محطات التنقيب

استقرت أسعار النفط، اليوم، إذ وازن المستثمرون بين أثر تعطُّل الإمدادات الناجم عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مقابل المخاوف من فائض المعروض، وتأثير احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتاً أو 0.25 في المئة إلى 61.27 دولاراً للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.26 في المئة إلى 57.59 دولاراً للبرميل.

وانخفضت العقود الآجلة للخامين بأكثر من 4 بالمئة في الأيام القليلة الماضية، على خلفية توقعات فائض النفط العالمي عام 2026.

وقال جون إيفانز، المحلل لدى «بي. في. إم»: «كان من الممكن أن يؤدي الانخفاض التدريجي في أسعار النفط وتسجيل أدنى مستوياتها منذ بداية الشهر في جميع أسواق العقود الآجلة الرئيسية الأسبوع الماضي إلى مزيدٍ من التسعير السلبي لولا تصعيد الولايات المتحدة للموقف فيما يتعلق بفنزويلا».

وانخفضت صادرات فنزويلا من النفط بشكلٍ حاد منذ احتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط في وقت سابق، وفرضت عقوبات جديدة على شركات الشحن والسفن التي تتعامل مع الدولة المنتجة للنفط الواقعة في أميركا اللاتينية، وفقاً لبيانات شحن ووثائق ومصادر بحرية.

وتراقب السوق عن كثب التطورات وتأثيرها على إمدادات النفط، وأفادت «رويترز» بأن الولايات المتحدة تخطط لاعتراض المزيد من السفن التي تحمل النفط الفنزويلي في أعقاب عملية احتجاز ناقلة النفط، مما يزيد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.

وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن طموح بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال محادثات استمرت 5 ساعات مع المبعوثين الأميركيين في برلين الأحد.

وذكر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف: «تم إحراز تقدُّم كبير»، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وقد يُسهم اتفاق سلام محتمل في زيادة إمدادات النفط الروسية، الخاضعة حالياً لعقوبات من الدول الغربية.

وقال تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث «إن. إل. آي»: «تأرجحت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا بين التفاؤل والحذر، في حين تتصاعد التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة، مما يثير مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات».

وذكرت مصادر في قطاع الشحن، أنه من المرجح أن تظل تكلفة شحن النفط مرتفعة في النصف الأول من عام 2026 مع تقادم الأسطول العالمي وارتفاع عدد السفن التي تتعرض لعقوبات غربية، إلا أن الرسوم قد تتراجع في النصف الثاني من العام الجديد.

ووفقاً لبيانات ومصادر في القطاع، ارتفعت تكلفة شحن النفط في الأسابيع القليلة الماضية إلى حوالي 130 ألف دولار في اليوم لناقلات النفط الخام الكبيرة جداً، وسط ارتفاع الطلب من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها. وعلاوة على ذلك، تراجع المعروض من السفن المتاحة بسبب فرض عقوبات على بعض السفن لنقلها النفط من إيران وروسيا وفنزويلا.

وقال يان ريندبو، الرئيس التنفيذي لمجموعة الشحن الدنماركية نوردن: «إنها سوق قوية جداً الآن».

وأدت العقوبات الدولية المفروضة على روسيا وتحويل الشحن بعيداً عن البحر الأحمر، بسبب هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى تعطيل طرق شحن، مما أجبر السفن على القيام برحلات أطول لإيصال الخام إلى المصافي.

وقدَّر عمر نوكتا، المحلل لدى بنك جيفريز الأميركي، أنه من المتوقع أن يرتفع معدَّل استخدام أسطول ناقلات النفط العملاقة العام المقبل إلى 92 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2019، من 89.5 في المئة عام 2025.

back to top