في المرمى: استشارة على المقاس!

نشر في 16-12-2025
آخر تحديث 15-12-2025 | 17:54
 عبدالكريم الشمالي أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم تشكيل لجنة استشارية جديدة، تضم عدداً من الأسماء الوطنية ذات الخبرة، أمثال المدرب الوطني جواد مقصيد وكابتن الأزرق السابق سعد الحوطي، وغيرهما من أصحاب التجربة في الملاعب. ووفقاً لبيان الاتحاد، فإن مهمة هذه اللجنة ستكون «دراسة وتقييم مشاركات المنتخبات الوطنية، ووضع الحلول والخطط المناسبة، ورفعها للجهات العليا».
حتى هذه النقطة، لا خلاف على أن الخطوة في ظاهرها جيدة، خصوصاً إذا ما أُحسِن تنفيذها وتم الاستماع فعلياً لما سترفعه اللجنة. لكن الغريب – والمثير– أن رئيس اللجنة الاستشارية سيكون... رئيس الاتحاد نفسه، نعم، رئيس الجهة التي تحتاج إلى التقييم والنقد سيكون هو نفسه من يترأس من يقيّمونه! وكأن الأب الذي يعاني ابنه من وعكة صحية قرر أن يترأس فريق الأطباء لعلاج ابنه، ويشارك في تقييم حالته وتقرير العلاج بنفسه.
المنطق يقول إن من يقع تحت التقييم يجب أن يكون بعيداً عن اللجنة التي تقيّمه، وإلا فإننا نعيد إنتاج نفس السياسات، ونغلفها بعبارات مثل «التطوير» و«الاستشارة»، دون أي تغيير حقيقي، لكن اتحاد الكرة أراد أن يختصر الزمن ويختزل الاستشارات، وبدلاً من أن ينتظر تقرير اللجنة، قرر أن يترأسها ويكتب الملاحظات بنفسه ويعتمدها بنفسه ويرفعها لنفسه! نحن أمام مشهد يُذكّرنا بمسرحيات من نوع «المتهم بريء حتى يثبت براءته». 
إذا كانت النية صادقة يجب أن تكون اللجنة الاستشارية مستقلة، وأن تعمل بحرية، وتكون لها الجرأة في كشف الخلل دون خوف أو مجاملة. أما أن يُطلب منها تقديم تقييم لرئيسها، فهذه وصفة جاهزة لـ «استشارة بلا طعم ولا لون» ونحن نربأ بنجومنا السابقين القبول بالمشاركة في ذلك.

بنلتي

يبدو أن اتحادنا لا يريد استشارة... بل يريد أن يستشير نفسه بنفسه، فالغاية ليست التقييم الحقيقي، بل الإيحاء بوجود حراك وتطوير و«حلول تُدرس بعناية»، بينما الحقيقة أن اللعبة لا تزال تُلعب بنفس اللاعبين، وبنفس الخطة العقيمة، والمدرجات تفرغ، والنتائج تتحدث عن نفسها.
back to top