وجهة وطن: الكويت والإمارات

نشر في 15-12-2025
آخر تحديث 14-12-2025 | 18:48
 محمد البغلي

لم تكن خسارة منتخبنا الوطني لمباراته الأخيرة أمام منتخب الإمارات في بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة مجرد خسارة لمباراة كرة قدم، بل رسالة مهمة تشير إلى مجموعة من الإخفاقات بداية من الرياضة وصولاً إلى الإدارة العامة.  

ومع أنني لست مختصاً بالتحليل الرياضي، لكنني حرصت عند متابعة المباراة على تسجيل مجموعة من الملاحظات كون المباراة مع الإمارات لها طبيعة خاصة، فهي من ناحية تعد الديربي الخليجي الوحيد في المجموعة التي تضم أيضاً الأردن ومصر، ومن ناحية أخرى تمثل فرصة لتأهل منتخبنا لدور الثمانية من البطولة.

منذ بداية المباراة لعب المنتخب الإماراتي بطريقة بدت ناعمة وهادئة، ضمنت لهم ترابط خطوط الدفاع والوسط والهجوم مع تمريرات ذكية تستكشف مواطن الضعف في خطوط منتخب الكويت الوطني، وهي كثيرة، تمهيداً لاختراقها، وهو ما تم بالفعل عندما سجل يحيى الغساني هدفين متتاليين في ظرف دقيقتين في شباك الأزرق الكويتي. 

بعد الهدفين المباغتين تلاعب الإماراتيون بالكويت، وسيطروا على الملعب، ولم يفلح الأزرق في تسجيل هدف التقليص لتعديل النتيجة، ولا محاولات نجومه يوسف ماجد ويوسف ناصر ومحمد دحام من منع سطوة خمينيز ولوكاس والغساني وبقية الكتيبة الإماراتية التي استفادت من الثغرة غير المبررة التي تركها لاعب الكويت سلطان العنزي بطرده من الملعب، حيث سجلت الإمارات هدفها الثالث الذي ضمن تأهلها للدور الثاني بعد خسارة منتخب مصر أمام المتصدر الأردن. 

أمام الإمارات بدا منتخب الكويت ضائعاً في الملعب، بلا شخصية ولا قيادة ولا روح، إذ سلم منتخبنا زمام المباراة للإمارات التي تلاعبت بفريقنا الوطني بعد أن كشفت الثغرات وتمكنت من التغلل فيها. ومع تجاوز مسألة أداء لاعبي المنتخب الوطني في المباراة أو البطولة عموماً فهم ضحية لسوء واقع رياضي وإداري عام، فإنه من اللافت أن منتخب الكويت حل كالعادة في الترتيب الأخير بالمجموعة وبتصنيف عالمي متدهور، ومع ذلك لم يتحمل أحد المسؤولية، لا مدرب المنتخب ولا اتحاد كرة القدم ولا هيئة الرياضة، بل إنه حتى مجلس الوزراء، الذي كان يقدم تعهدات بإصلاح الرياضة - لا تنفذ بالعادة - بعد كل إخفاق لمنتخب كويتي، اجتمع الأربعاء الماضي دون أن يتطرق للرياضة لا من قريب ولا بعيد. 

في الرياضة وكذلك في القطاعات الأخرى الاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها سيستغل الآخرون ضعفك وثغراتك ومكامن الخلل لديك لفرض سيطرتهم وتفوقهم... فهنيئاً للمنتخبات العربية التي قدمت عروضاً قوية في البطولة، مع تمنياتي لممثلي الخليج السعودية والإمارات ببلوغ الدور النهائي لنشاهد «ديربي» خليجياً عالي المستوى، أما نحن فلا عزاء لنا لا في منتخبنا ولا في رياضتنا ولا في إدارتنا فعلتنا داخلية.

back to top