اليمن: «القوات الجنوبية» تطلق عملية عسكرية في أبين
• «الانتقالي الجنوبي» ينفي التفاوض على الخروج من حضرموت والمهرة
غداة زيارة وفد عسكري سعودي إماراتي إلى مدينة عدن، جنوب اليمن، أعلنت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم، إطلاق عملية عسكرية في محافظة أبين، بعد أيام من سيطرتها على مناطق ومواقع في محافظات حضرموت الغنية بالنفط، ومحافظة المهرة المحاذية لعُمان، وشبوة.
وقالت «القوات الجنوبية»، في بيان، إن عمليتها في أبين، تأتي استكمالاً لعملية «سهام الشرق»، وتهدف إلى «تحييد التهديدات والتحركات لمخطط تحالف الحوثي وتنظيم القاعدة لاستهداف المحافظة».
يأتي ذلك، غداة إعلان هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، أن ما لا يقل عن 32 عسكرياً قتلوا وأصيب 45 آخرون خلال انتشار «القوات الجنوبية» في محافظة حضرموت.
ومساء أمس، استقبل عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ويشغل كذلك منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يشرف على الحكومة اليمنية، قيادة «القوات المشتركة للتحالف العربي»، يتقدمهم من السعودية اللواء الركن سلطان العنزي ومن الإمارات اللواء الركن عوض الأحبابي.
وأشار بيان صادر عن المجلس الانتقالي، إلى أن اللقاء ناقش «سبل توحيد الجهود في مواجهة كل المخاطر التي تهدد أمن المنطقة والإقليم، وتمس المصالح الدولية، وتهدد حرية الملاحة الدولية»، كذلك «آليات تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في بلادنا، وتجفيف منابع تمويله، وتنسيق الجهود مع الشركاء في التحالف الدولي لوقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية، والقضاء على شبكات التهريب».
وقال مكتب رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إن زيارة الوفد السعودي - الإماراتي إلى عدن «تهدف الى تعزيز وحدة مجلس القيادة»، مجدداً دعم «جهود السعودية والإمارات من أجل الحفاظ على وحدة الصف».
وكان العليمي دعا سابقاً الى «خروج جميع القوات الوافدة الى حضرموت والمهرة»، موجهاً انتقادات للإجراءات التي قامت بها «القوات الجنوبية» التي اتهمها بارتكاب انتهاكات.
وقال مصدر في مكتب الرئاسة لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن مناقشات الوفد الخليجي في عدن «ستتناول سبل تصحيح الإجراءات الأحادية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك انسحاب أي قوات تم استقدامها من خارج المحافظات الشرقية».
وكشف ثابت الأحمدي، مستشار مكتب العليمي، أن هدف زيارة الوفد السعودي الإماراتي هي بحث آليات خروج «القوات الجنوبية» من حضرموت والمهرة، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية أن «مسودة خروج قوات المجلس الانتقالي الجنوبي شبه جاهزة»، متحدثاً عن وجود بعض الامور العالقة التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، ومتوقعاً التوصل إلى تسوية في وقت قريب.
في المقابل، نفت مصادر «المجلس الانتقالي الجنوبي» ل«قناة عدن المستقلة» الموالية ل «الانتقالي»، وجود أي «ترتيبات لانسحاب القوات الجنوبية» من حضرموت والمهرة.
وأضافت المصادر أن «أمن واستقرار جنوب اليمن خط أحمر، ويُعد ركيزة أساسية لأمن دول الجوار والمنطقة بأسرها».
وكان اللواء محمد القحطاني، الذي زار حضرموت على رأس وفد سعودي الأسبوع الماضي، جدد «موقف السعودية الثابت تجاه اليمن ومحافظة حضرموت وفرض التهدئة، ودعم الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو إدخال المحافظة في دوامة صراعات جديدة».
وأكد القحطاني ضرورة «خروج جميع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها».
ويطالب «المجلس الانتقالي الجنوبي» باستقلال دولة جنوب اليمن التي حلت بعد الوحدة في 1990 بحدودها السابقة التي تضم كانت تضم محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة، إضافة إلى منح محافظة الضالع التي أُلحقت إدارياً بالجنوب بعد الوحدة، وضعاً خاصاً. وباتت القوات الجنوبية تسيطر نظرياً على هذه المحافظات بعد تحركها الميداني الذي بدأ الشهر الماضي، غير أن المتحدث باسم «المجلس الانتقالي الجنوبي» أنور التميمي قال ل«الجريدة» يوم الخميس الماضي إن قرار إعلان استقلال الجنوب يخضع لعدة اعتبارات وإنه لن يكون هناك إعلان استقلال من دون تنسيق مع دول المحيط العربي.في غضون ذلك، عقدت القيادة التنفيذية العليا بالمجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعاً اليوم، أشاد خلاله ب «الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية، والقيادات المحلية للمجلس الانتقالي، بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتطبيع الأوضاع وحفظ السكينة العامة، ومواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار».
وبحسب بيان رسمي «تناول الاجتماع ما تشهده محافظات الجنوب من اعتصامات شعبية سلمية واسعة للمطالبة بإعلان دولة الجنوب العربي»، حيث «عبّر الزبيدي عن فخره واعتزازه بالحضور الشعبي الكبير والحماس اللافت في مختلف المحافظات، مؤكداً أن المجلس الانتقالي ماضٍ بثبات في مشروعه السياسي والذي بات قريب التحقيق».