«حزب الله» يفضل الحرب على نزع السلاح ويحذر من «ذوبان الأقليات»
• الجيش اللبناني يفتش للمرة الأولى منزلاً بحثاً عن أسلحة بطلب من «الميكانيزم»
بالتزامن مع سعي الحكومة اللبنانية إلى اعتماد حلول دبلوماسية لتفادي التصعيد الإسرائيلي، والتركيز على التعاون مع الولايات المتحدة لمنع تل أبيب من شن حرب جديدة على لبنان، رفع الأمين العام ل «حزب الله» نعيم قاسم سقف مواقفه السياسية ضد نزع سلاح الحزب، مشيراً إلى استعداد الحزب للذهاب إلى حرب للحؤول دون تسليم السلاح.
وفي كلمة متلفزة، قال قاسم إن «حصرية السلاح بالصيغة المطروحة مطلب أميركي - إسرائيلي»، وأعاد طرح مبدأ «الاستراتيجية الدفاعية» المرفوض من عدة قوى سياسية لبنانية قائلا: «حزب الله مستعد لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني، وموافق على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته، لكن ليس مستعداً لأي إطار للاستسلام لأميركا وإسرائيل».
وبعد دعوات إيرانية للحزب إلى إعادة تقييم استراتيجيته واتخاذ مواقف أكثر حدة، قال قاسم: «فلتعلم أميركا، سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن ينزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان».
وأبرز ما جاء في كلام قاسم، حسب مراقبين، كان محاولة الحديث عن «ذوبان الأقليات»، واستحضار هواجس الأقليات خصوصاً المسيحيين، واستعادة عصب الطائفة الشيعية التي بدأت تتململ من سياسات الحزب، ولفت الأمين العام في هذا السياق إلى الأوضاع في سورية، وقال: «مع الاستسلام لن يبقى لبنان وهذه سورية أمامنا».
وأضاف: «مع إسرائيل لا مكان للمسلمين والمسيحيين في لبنان، وبرّاك يريد ضم لبنان إلى سورية فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سورية أو تهاجر»، في إشارة إلى تصريحات المبعوث الأميركي توم براك المتكررة عن ضم لبنان إلى سورية. ورأى مراقبون أن قاسم يحاول بهذا الخطاب إعطاء انطباع عن اصطفافات جديدة في المنطقة تأخذ طابعاً بين الأكثرية السنية والأقليات الأخرى.
وللمفارقة، تزامنت تصريحات قاسم مع قيام الجيش اللبناني للمرة الأولى بتفتيش منزل على خلفية الاشتباه في وجود أسلحة داخله بعد ان كان يرفض هذا الامر سابقاً. وفي التفاصيل، طلبت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) صباح أمس من الجيش اللبناني الدخول إلى المنزل وتفتيشه، وبالفعل نفّذت قوة من الجيش عملية التفتيش داخل المنزل المذكور.
وحسب مصادر محلية، فإن قوة الجيش لم تعثر على أي أسلحة، لكن الجانب الإسرائيلي أصر على مواصلة البحث والتفتيش، غير أن الأهالي اعترضوا، ما أدى إلى تدافع بينهم وبين عناصر الجيش اللبناني، عندها قامت إسرائيل بإصدار إنذار لإخلاء المنزل قبل قصفه، ما دفع الجيش للدخول مجدداً والتفتيش. ويُظهر هذا التطور بوضوح المعادلة التي تسعى إسرائيل إلى فرضها وتكريسها.
وفي موازاة هذا التصعيد، تلقى لبنان نصائح دولية بأن يطلب تمديد عمل الجيش لنزع السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني مع التعهد بمواصلة العمل بجدية لنزع السلاح بما في ذلك داخل الأملاك الخاصة والمنازل، قبل انتهاء المهلة في يناير المقبل، على قاعدة أن إعلان لبنان إنجاز المهمة وإخلاء المنطقة بالكامل من السلاح، وهو أمر مستحيل عملياً، سيقابل بتصعيد إسرائيلي مؤكد.
وفي الوقت نفسه، تتواصل التحركات الدبلوماسية الأميركية لإقناع لبنان بتوسيع المفاوضات مع الإسرائيليين على المستوى المدني، مع إمكانية انضمام مدنيين جدد إلى التفاوض، بمن فيهم شخصية من الطائفة الشيعية، وسط محاولات لإقناع «الثنائي الشيعي»، لا سيما حزب الله، بالانخراط في تسوية سياسية شاملة، ما يسهم في تجنيب لبنان أي حرب جديدة.