مؤتمر بالدوحة لتشكيل «قوة غزة» واغتيال ثاني أرفع قيادي عسكري في «حماس»

• واشنطن تضغط على الأوروبيين للمشاركة
• تل أبيب تستبعد موافقة السيسي على لقاء نتنياهو

نشر في 14-12-2025
آخر تحديث 13-12-2025 | 19:02
فلسطينيان يسيران وسط مياه أمطار قرب خيام للنازحين في خان يونس أمس الأول (شينخوا)
فلسطينيان يسيران وسط مياه أمطار قرب خيام للنازحين في خان يونس أمس الأول (شينخوا)

مع تكثيف واشنطن جهودها للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة، كشف مسؤولان أميركيان لوكالة «رويترز»، أمس، أن القيادة الوسطى الأميركية ستنظم مؤتمراً في الدوحة بعد غد «الثلاثاء»، لوضع خطة لإنشاء قوة دولية لإرساء الاستقرار في القطاع الفلسطيني.

وأضاف المسؤولان أنه من المتوقع أن يشارك ممثلو أكثر من 25 دولة في المؤتمر، الذي سيبحث هيكل القيادة والمسائل الفنية واللوجستية المرتبطة بالقوة المقترح نشرها بتفويض أممي في القطاع الفلسطيني.

ورجح المسؤولان إمكانية نشر القوات الدولية في وقت مبكر من يناير المقبل. وأشارا إلى أن القوة الدولية ستنتشر في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل أولاً، وأكدا أنها لن تُقاتل عناصر «حماس».

وخلافاً لاستبعاد قيام القوة الدولية بمهمة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، صرح السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز بأن مجلس الأمن فوض تلك القوة ب«نزع سلاح غزة بكل الوسائل الضرورية، ما يعني استخدام القوة».

عائلات أسرى إسرائيليين قُتلوا في رفح تندد بـ«نتنياهو الوضيع»

وقال والتز إن «من الواضح أن هذا سيكون موضع نقاش مع كل دولة»، مضيفاً أن المناقشات بشأن قواعد الاشتباك جارية.

رؤية وضغوط

وفي وقت يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية تقدم بعملية السلام في غزة، قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر إلى مارالاجو، مقرّ الرئيس الأميركي الخاص في ولاية فلوريدا، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن «هناك الكثير من التخطيط الهادئ الذي يجري خلف الكواليس في الوقت الحالي للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ونريد ضمان سلام دائم ومستمر».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر قولها إن مسؤولين أميركيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين بأنه في حال لم تُرسل الدول الأوروبية جنوداً للمشاركة في قوة غزة، أو لم تدعم الدول التي تفعل ذلك، فإن «الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من القطاع». 

وفي وقت لاتزال هناك فجوات كبيرة بين واشنطن وتل أبيب بشأن تطبيق المرحلة الثانية من خطة السلام التي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً بالتزامن مع تقدم بمهمة نزع سلاح القطاع، زادت حدة الانتقادات الداخلية ضد الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل، إذ أعربت عائلات ستة أسرى ظهروا في فيديو أخذ لهم وهم أحياء في غزة قبل أن يقتلوا على يد حراسهم مع تقدم جيش الاحتلال في حي السلطان برفح، عن غضبها واستيائها من نتنياهو ووصفته ب«الوضيع».

ومع استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الأحوال الجوية والأمطار ونقص الخيام وأدوات الحماية لنحو 1.5 مليون نازح في مناطق القطاع المحاصر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدعو سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تطبيق قرار محكمة العدل الدولية بإدخال المساعدات إلى غزة. وأكد القرار مسؤولية الأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية حتى الوصول إلى حل شامل.

في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الأميركية القرار ب«المسيس وغير الجاد»، مضيفة أنه يُظهر «الانحياز ضد إسرائيل»، معتبرة أن فكرة إجبار أي دولة على العمل مع منظمة بعينها تمثل «انتهاكاً صارخاً للسيادة».

في هذه الأثناء، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور إيطاليا حالياً، من أن السلطة المتمركزة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لن تقبل أو تتعامل مع مخططات إسرائيل في فصل غزة عن الضفة، بما فيها القدس، أو إعادة احتلال القطاع أو اقتطاع أي جزء منه.

من جهة أخرى، أفاد مسؤول إسرائيلي، أمس، بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ليس لديه نية حالية لعقد لقاء مع نتنياهو، مشيراً إلى أن ذلك لن يحدث إلا إذا طرأت تغييرات جوهرية على سلوك إسرائيل خصوصاً فيما يتعلق باستبعاد خيار تهجير سكان القطاع الفلسطيني باتجاه الأراضي المصرية. 

وأكد المسؤول، أن «هذا الموقف يأتي رغم الجهود التي يبذلها نتنياهو بالتعاون مع إدارة ترامب لترتيب قمة ثنائية على هامش دفع اتفاق لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى القاهرة».

غارات وأضرار

ميدانياً، قتل فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في جباليا النزلة شمال غزة، فيما شنّت مقاتلات حربية غارات على شرقي شرقي رفح بالتزامن مع قيام قوات إسرائيلية بنسف مبانٍ في خان يونس.

من جهة ثانية، أعلن المكتب الحكومي بغزة، أن المنخفض الجوي الأخير أدى لمقتل 11 فلسطينياً وفقدان واحد بفعل انهيار عدة مبانٍ وغرق 53 ألف خيمة بشكل كلي أو جزئي، وتسبب بخسائر أولية مباشرة بلغت 4 ملايين دولار. وأمس، أكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 1092 مريضاً توفوا أثناء انتظار الإجلاء الطبي من غزة.

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف رائد سعد، الرجل الثاني في الجناح العسكري ل «حماس»، ويشغل حالياً منصب نائب القائد العسكري ومسؤول التصنيع، وكان سابقاً رئيس شعبة العمليات.

back to top