الكرد يغيرون ملابسهم!
نظر بعض الباحثين في الشؤون التركية - الكردية بتشاؤم واضح، ويقول د. إبراهيم الداقوق في كتابه «أكراد تركيا» إن مشكلة الأقليات قديمة ومتجذرة في تركيا، فشلت الدولة العثمانية في حلها عندما تأسست على يد القبيلة التي يرأسها «عثمان» تلك الإمبراطورية، التي كانت تضم الشعوب العربية والكردية والفارسية والأرمينية والشركسية والبلغارية والرومانية والصربية واليونانية وغيرها في «دولة موزاييك» غير متجانسة قومياً ولغوياً.
ويضيف د. الداقوق «أن فكرة الوحدة العثمانية المصطنعة أضفت عليها غطاء فوقياً فضفاضاً، فبدت الدولة متجانسة إدارياً من فوق، ولكن تياراتها التحتية كانت تعمل في السر والعلن من أجل تحقيق هويتها القومية طيلة القرون الخمسة الماضية من حياة الدولة العثمانية». (ص 393)
كان العرب والكرد والأرمن من هؤلاء من القوميات المتمايزة عرقياً ولغوياً، إضافة إلى قوميات أخرى تشارك الأتراك في الأصول واللغة كالشركس واللاظ والفازان والداغستان وغيرهم.
حمل الكرد والعرب السلاح، وكان الأرمن أكثر تلك الشعوب ميلاً نحو الاستقلالية وحفظ الهوية القومية، لذلك لم يتعاونوا مع حركة مصطفى كمال أتاتورك، وكانوا يميلون صوب الحلفاء، بأمل تأسيس دولة أرمينية مرتبطة بأرمينيا السوفيتية، دولة تشكل في الأناضول «أرمينيا الكبرى».
ولم يكن «عرب تركيا» بهذه القوة والبروز في ولایتي «الاسكندرون» و«ماردين» وغيرهما، فاكتفوا بالحديث فيما بينهم باللهجة العربية السورية دون أن يعرفوا الأبجدية أو الكتابة العربية، نظراً لعدم وجود الوسائل، وعدم ظهور حركة قومية انفصالية بينهم بعد تأسيس تركيا الحديثة، لأنهم -يضيف الباحث- «انصرفوا إلى حياتهم الجديدة لاسيما في میدان التجارة، بل إن قسماً كبيراً منهم أصبحوا أتراكاً بعد أن نسوا لغتهم العربية».
وكانت النتيجة أن تركيا باتت تقابل حركتين قوميتين تطالبان ب «حق تقرير المصير» هما: الحركة الكردية، والحركة الأرمينية.
يتحدث المؤلف «موسى مخول» عن الأسرة الكردية، وبخاصة الابن البكر في العائلة الذي يُكن الكردي له محبة خاصة، ويخصه بمكانة متميزة كوريث له.
بل يقول الباحث «مخول» إن الكرد يتبادلون فيما بينهم أبناءهم الأبكار أثناء التفاوض على مشكلة كرهائن! ويضيف: «إن رهن الولد الأكبر لديهم أضمن حتى من القسم بالقرآن، والعشيرة قد تقدم على خرق جميع تعهداتها إذا كان رئيسها مرهوناً، ما دام وريثه موجوداً، ولكنها تلتزم بعهودها إذا ما رهن الابن البكر، لأن ذلك قد يعرضها لصراع داخلي بعد موت زعيمها، وينتقل الميراث في حال غياب الأولاد إلى أبناء الأخ للذكر ما للأنثيين».
ويقول المؤلف عن مكانة المرأة الكردية إن الكرد يعتبرون أكثر تسامحاً من جميع الشعوب الإسلامية تجاه المرأة. والنساء الكرديات غير محجبات، ويجلسن مع الجماعة بشجاعة وبدون استحياء، وغالباً ما يشاركن في الحوار. والكردي مشهور باحترامه للمرأة، ولا يعدد زوجاته إلا نادراً.
والمرأة الكردية تستقبل الزوار في غياب زوجها. وهذه بعض ملاحظات الرحالة كلوديوس ریج في كتابه «رحلة ريج إلى العراق» سنة 1820 - بغداد 1951، وكتب أخرى عن المرأة الكردية.
(الأكراد من العشيرة إلى الدولة، موسى مخول، بيروت 2013، ص43 – 44). وتتمتع المرأة الكردية بقسط كبير من الاحترام، وبنفوذ واسع ضمن محيط الأسرة، لكنها لا تتمتع بنفس سلطة الأب، كما أن أوضاع الأسرة الداخلية تتأثر إلى حد كبير بآرائها، ومع هذا فإن الأب هو رب الأسرة، وله المكان الأول، وهو الذي يقرر نوع العمل للابن، وهو الذي يصدر الموافقة على زواج أبنائه. (مخول، ص 42)
ومعظم الكرد من محدودي الدخل فيما يبدو. وتتحدث المراجع عن مستوى دخل الأسرة ومستوى معيشة العائلة الكردية فتصفها بأنه «منخفض جداً إذا قيس بالمستوى المعقول، ويعزى ذلك إلى الدخل المنخفض جداً لسكان الريف».
ويتحدث عن ملابسهن فيقول إن المرأة الكردية مغرمة بالملابس عموماً، وهي تفضل الألوان الزاهية، كما أنها مغرمة أيضاً بالحلي الذهبية والفضية، وبخاصة طاقية الرأس والحزام».
ولكن الشباب رجالاً ونساء، يهجرون الملابس التقليدية تدريجياً ليستعاض عنها بلباس العصر الحاضر.