جورج خباز: «يونان» تجربة مختلفة وسعيد بجائزة أفضل ممثل في «البحر الأحمر»

نشر في 13-12-2025 | 16:50
آخر تحديث 13-12-2025 | 16:50
جورج خباز
جورج خباز

قال الفنان اللبناني جورج خبّاز إن فيلم «يونان» شكّل بالنسبة له تجربة مختلفة على المستويين الفني والإنساني، موضحاً أنه لم يتعامل معه بوصفه مجرّد دور سينمائي، بل بوصفه مساحة للتأمل والمواجهة مع أسئلة ظلّت ترافقه لسنوات.

وحصد خباز عن فيلمه «يونان» جائزة أفضل ممثل من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» في دورته الخامسة، كما نال مخرج الفيلم أمير فخر الدين جائزة أفضل مخرج عن الفيلم نفسه.

وأكد خباز لـ«الجريدة» أن انجذابه إلى المشروع بدأ منذ اللحظة الأولى التي قرأ فيها السيناريو، لما يحمله من هدوء داخلي وشاعرية بعيدة عن المباشرة، معتبراً أن هذه اللغة السينمائية نادرة في زمن يميل إلى السرعة والضجيج.

وأضاف خبّاز أن شخصية «منير» كانت قريبة منه بشكل لافت، إذ وجد فيها انعكاساً لمرحلة عمرية مليئة بالتساؤلات حول الذاكرة والانتماء والشعور بالاقتلاع. وتوقّف عند الفكرة المحورية في الفيلم، والمتعلقة بأن تفقد الأم قدرتها على التعرّف إلى ابنها، واصفاً إياها بأنها استعارة عميقة عن الإنسان حين يشعر بأن جذوره بدأت تتلاشى، أو حين يصبح الوطن فكرة بعيدة أكثر منه مكاناً ملموساً، لافتا إلى أن هذه الأسئلة لا تخص شخصية واحدة بقدر ما تعبّر عن حالة إنسانية عامة.

وأوضح الفنان اللبناني أن الصمت كان أحد أبرز عناصر التحدي في «يونان»، مؤكداً أن الفيلم اعتمد على الصورة والحالة أكثر من الحوار، وهو ما تطلّب منه اشتغالاً مختلفاً على الأداء، مؤكداً أن السينما في جوهرها لغة بصرية، وأن الممثل مطالب أحياناً بأن يعبّر بعينيه وحضوره أكثر مما يعبّر بالكلمات، خاصة وأن هذا النوع من الأدوار يختبر صدق الممثل وقدرته على الإصغاء للشخصية من الداخل.

وتحدّث خبّاز عن ظروف التصوير، مشيراً إلى أن المكان لعب دوراً أساسياً في تشكيل الحالة النفسية للفيلم، سواء في الجزيرة ذات الطبيعة القاسية أو في مدينة هامبورغ التي انتقلت إليها الأحداث لاحقاً.

وقال إن العزلة التي فرضها المكان كانت ضرورية للاندماج مع الشخصية، وإنها منحته فرصة نادرة للابتعاد عن الإيقاع اليومي والاقتراب أكثر من عالم «منير» الداخلي.

وأشار إلى أن العمل ضمن فريق دولي متعدّد الجنسيات أضفى على التجربة بعداً إضافياً، لافتاً إلى أن اختلاف الثقافات واللغات لم يكن عائقاً بقدر ما كان عنصر إثراء.

وذكر أنه خضع لتدريب مكثف على اللغة الألمانية استعداداً للدور، مؤكداً أن هذه التجربة فتحت أمامه باباً جديداً لفهم مجتمع مختلف والتفاعل معه فنياً.

وعن مسيرة الفيلم في المهرجانات، عبّر خبّاز عن اعتزازه بالانطلاقة العالمية من مهرجان برلين، ثم بالمشاركات اللاحقة التي حصد خلالها العمل عدداً من الجوائز، مشيراً إلى أن وجود الفيلم في مهرجان البحر الأحمر كان له وقع خاص، لا سيما أن المهرجان كان من الداعمين الأساسيين للمشروع من أجل خروجه للنور.

back to top