الطرق المؤقتة

نشر في 12-12-2025
آخر تحديث 11-12-2025 | 17:49
 هشام عبدالملك النوري

خرجت قبل فترة من بيتي في منطقة حطين، ووجدت أن اتجاه اليمين في الدوار الذي كان مغلقاً لحوالي 3 أسابيع قد افتتح، قلت ما شاء الله، ودخلته لأرى بقية الإنجاز. بنهاية هذا الشارع الذي يلتقي بالشارع الرئيسي بين السلام وحطين كانت الكارثة! إذ فوجئت أني يجب أن أدخل الشارع الرئيسي بزاوية 90 درجة، والأسوأ من ذلك أن الشارع الرئيسي قد اُختصر من ثلاثة خطوط إلى خط واحد. هذا التقاطع يزدحم يومياً بدرجة كبيرة بنهاية الدوام، فلكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث.

خلال تنفيذ طرق وتقاطعات جديدة، يقوم المقاول بفتح طرق بديلة مؤقتة. سألت قبل فترة رئيس المهندسين المسؤول عن تنفيذ أحد المشاريع الكبيرة المعقدة: «كيف توافقون على الطرق البديلة المؤقتة؟» فرد مستغرباً السؤال: «ها!... نطلب المرور للموافقة عليها»، فعلمت وقتها أن المسألة ترجع للمقاول، وأن العقد لا يشتمل على شروط واضحة ومحددة لهذه الطرق البديلة، وربما أنه يشتمل، ولكن لا أحد يعيرها أي اهتمام. وهذا نراه واضحاً في مساراتها حيث تُفاجأ بانتهاء خط سيرك والالتقاء بخط آخر دون أي تنبيه، وذلك بالإضافة للحفر والمطبات التي لا تمثل جزءاً من اهتمامات المقاول، فانتهاء خط السير أو ضيقه أو تداخله مع خط آخر أصبح حالات طبيعية يعاني منها المواطن خلال تنفيذ مشاريع الطرق الجديدة.

في شوارع وطرق فرنسا وسويسرا تتم أعمال صيانة وتغيير تقاطعات واتجاهات على مدار السنة، وخلال ذلك يتم تحويل المسارات الأساسية، ووضع مسارات مؤقتة بتنظيم رائع وتخطيط واضح. تقود سيارتك براحة تامة وبأمان وثقة من عدم وجود مفاجآت، والعلامات المرورية واضحة وفي مكانها المناسب، والخطوط الأرضية باللون الأصفر للتنبيه، وفي الليل تلمع من إضاءة السيارة. لا يوجد شعور بالضيق من الطرق البديلة فيما عدا تخفيض السرعة عن المعتاد في الطريق الأساسي.

طوال سنوات أتساءل، أليس ضمن المئات والآلاف من السيارات التي تعاني من الطرق المؤقتة موظفون ومديرون ووكلاء ووزير يقودون سياراتهم يشاهدون ما يحدث؟ هل يذهبون في إجازات إلى أوروبا وأميركا ويشاهدون ويستعملون الطرق البديلة؟ أنا واثق أنهم يقومون بزيارات ميدانية، ويحضرون ندوات ودورات تخصصية في دول أوروبية وغيرها، فلماذا لا نرى نتائج ذلك مطبقة في عقود وزارة الأشغال؟ أنا لا أرى صعوبة في صياغة عقود يكون أحد أهدافها الرئيسية خلال التنفيذ هو راحة المواطن! أو ليست هذه العقود تنفذ أساساً لراحته عند الانتهاء من إنجازها؟ فلماذا لا تصاغ هذه العقود لتكون منذ البداية حتى النهاية لراحته؟

الحل:

• مراجعة شاملة لعقود وزارة الأشغال لتكريس مبدأ الراحة والسلامة والاطمئنان للسائق خلال جميع الأعمال التي تنفذ. ومنها، تعبيد كل الطرق البديلة المؤقتة وعدم الاستهانة بوجود معوقات، تخطيط الطرق ووضع العلامات التحذيرية في الأماكن المناسبة، وعدم إعادة فتح الطرق حتى تتوفر جميع مبادئ الراحة والسلامة.

• مراقبة من الوزارة للتأكد من تطبيق هذا المبدأ على كل الطرق المؤقتة سواء كانت قصيرة أم طويلة.

* مدير سابق في شركة نفط الكويت

back to top