سورية: تحركات تركية ضد «قسد» وإسرائيل تلوّح بحرب حتمية

• فيدان يتهم عبدي بالمماطلة مع الشرع... ونتنياهو يصف مبعوث ترامب ب «خادم أردوغان»

نشر في 11-12-2025
آخر تحديث 10-12-2025 | 18:40
الشرع يتوسط طاقم وزارة الخارجية في دمشق أمس (سانا)
الشرع يتوسط طاقم وزارة الخارجية في دمشق أمس (سانا)

بعد ساعات من تهديد وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، بالدخول في حرب حتمية مع سورية، لوّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس، بالتدخل لإخضاع القوات الكردية، التي تسيطر على معظم شمال شرقي سورية، لحكومة دمشق المركزية.

ووسط حديث عن مهلة تنتهي بنهاية العام الحالي لتطبيق اتفاق 10 مارس، اتهم فيدان قوات سورية الديموقراطية (قسد) بالمماطلة وعدم إبداء أي استعداد لتنفيذ الاتفاق، الذي وقعه قائدها مظلوم عبدي مع الرئيس أحمد الشرع، مشدداً على فتح جميع المعابر الحدودية مع سورية، خصوصاً تلك الواقعة في محيط نصيبين مقابل القامشلي مرهون باستكمال هذا الاتفاق ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سورية بإدارة الدولة، ووصول الحكومة المركزية إليها​​​​​​​. 

وعلى الأرض، أفادت وسائل إعلام تركية عن رفع الجيشين السوري والتركي الجاهزية استعداداً لشن عملية في حال عدم التزام «قسد» بتنفيذ اتفاق الاندماج بحكومة دمشق، مشيرة إلى توجه قوافل عسكرية مشتركة عبر 3 طرق منفصلة إلى حلب ودير الزور، بالتزامن مع زيارة رئيس أركان الجيش التركي، الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو، ونائبه الفريق أول ليفنت أرغون، إلى دمشق، يومي الجمعة والسبت الماضيين، ولقائه الرئيس السوري ووزير دفاعه مرهف أبو قصرة، ورئيس الأركان اللواء علي النعسان.

إطلاق نار خلال جولة إسرائيلية لدبلوماسي أميركي في جنوب سورية... وقذائف على مطار المزة

وفيما تفقد بيرقدار أوغلو مركز العمليات التركي - السوري، أفادت مصادر بأن وحدات الجيش التركي انتشرت في 3 نقاط على طول الحدود، واتخذت تدابير مشددة في منبج، والقامشلي، وعين العرب، ورأس العين، وتل أبيض، وطريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4).

وتناقلت منصات التواصل في تركيا ادعاءات بأن الجيش أنشأ عدداً من المستشفيات الميدانية في إطار الاستعداد لعملية عسكرية ضد «قسد» سيتم إطلاقها بالتعاون مع الجيش السوري، إذا لم تعلن تنفيذ اتفاق 10 مارس.

براك و7 أكتوبر

في السياق، اتهم مسؤول إسرائيلي رفيع، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سورية توماس براك، ب «الدفاع عن المصالح التركية»، مؤكداً أن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتبره عنصراً يتصرف بعداء تجاه إسرائيل».

وأشار المسؤول إلى أن «نتنياهو يرى أن براك يتأثر بشكل كبير بالمصالح التركية في سورية، ويتصرف كسفير يخدم أنقرة والرئيس رجب طيب أردوغان»، وفق موقع والاه العبري.

وعبّر نتنياهو عن غضبه الشديد من تأكيد براك خلال «منتدى الدوحة» أن «ما نجح في هذه المنطقة أكثر من أي شيء آخر هو الملكية».

وقال نتنياهو، خلال لقائه السفير وولز، «لقد فقد براك صوابه تماماً ويفضل الملكية على الديموقراطية ويخدم المصالح التركية في المنطقة».

وللمرة الثانية خلال أيام، نفى نتنياهو التوصل إلى اتفاق أمني مع سورية، مع إقراره بوجود اتصالات جرت برعاية براك.

في الأثناء، أكد وزير الشتات الإسرائيلي أن الحرب مع سورية حتمية، وكتب شيكلي، على منصة إكس، في تعليق على تسجيلات يظهر فيها جنود سوريون يهتفون لغزة خلال الاحتفال بسقوط نظام الأسد، «الحرب حتمية».

يأتي ذلك مع تأكيد صحيفتي يديعوت أحرونوت ومعاريف أن جيش الاحتلال يستعد لتنفيذ هجوم مفاجئ من جنوب سورية، قد يشبه في طبيعته عملية 7 أكتوبر 2023 في غزة. وأشارت الصحيفتان إلى «إمكانية محاولة نحو 40 مركبة عبور الحدود من نقطتين أو ثلاث نقاط انطلاقاً من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل».

وبحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية، فإن «إيران تعمل من خلال جماعات مسلحة على التحضير لهجوم واسع من الجنوب السوري، يهدف إلى فتح جبهة ضغط جديدة على إسرائيل».

خان أرنبة 

وجاءت تصريحات شيكلي في ظل تصاعد التوتر على الحدود، بعد حادث إطلاق الجيش الإسرائيلي النار والقنابل الدخانية بشكل مباشر على مدنيين سوريين  في خان أرنبة بالقنيطرة، تزامناً مع جولة ميدانية أجراها سفيرا الولايات المتحدة وإسرائيل لدى الأمم المتحدة مايك وولز وداني دانون في المنطقة.

وأصيب سوريان على الأقل جراء ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه «إطلاق نار تحذيري» على تظاهرة في خان أرنبة احتجاجاً على وجود قواته ونشاط طائراته المسيّرة في أجواء المنطقة.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن الحادثة سبقتها «إخلالات بالنظام ورشق بالحجارة» باتجاه جنوده أثناء اعتقال عنصر من حركة الجهاد الإسلامي، مما دفعهم إلى إطلاق نار في الهواء والانسحاب إلى مواقع آمنة.

ودخل وولز ودانون إلى القنيطرة القديمة خلال الجولة مرتدين معدات حماية، وأجريا تقييماً ميدانياً للوضع، وخلال عودتهما إلى المركبات وقع إطلاق نار على بعد مئات الأمتار فقط من موقعها.

وفي دمشق، أفادت قناة الإخبارية الرسمية عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة بالعاصمة أمس. وأفادت وكالة سانا لاحقاً بأن السلطات عثرت على أربع منصات لإطلاق الصواريخ، دون تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك أو الموقع الدقيق لمنصات الإطلاق.

وذكرت «رويترز» في نوفمبر أن الولايات المتحدة تعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق، للمساعدة في تهيئة الظروف لاتفاقية أمنية تتوسط فيها بين سورية وإسرائيل.

وتقع القاعدة الجوية عند مدخل أجزاء من جنوب سورية يُتوقع أن تشكل منطقة منزوعة السلاح في إطار اتفاقية عدم اعتداء مستقبلي بين إسرائيل وسورية.

back to top