استقرار النفط مع تراجع مخاوف الإمدادات وترقب «أوكرانيا»
• «الوطني»: زيادة المعروض وتباطؤ توقعات الاقتصاد العالمي يضغطان على الأسعار
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.64 دولار، ليبلغ 61.97 دولاراً للبرميل في تداولات أمس الثلاثاء، مقابل 63.61 دولارا للبرميل في تداولات الاثنين، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية استقرت أسعار النفط صباح اليوم الأربعاء، عقب انخفاضها بنحو 1 بالمئة في الجلسة السابقة، بعد أن حدت المخاوف من تجاوز العرض الطلب من المكاسب، بينما يترقب المستثمرون التقدم المحرز في محادثات السلام الروسية الأوكرانية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات، أو 0.1 بالمئة، إلى 62.01 دولارا للبرميل، وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58.32 دولارا للبرميل، مرتفعا 7 سنتات، أو 0.1 بالمئة.
وقال سوفرو ساركار، كبير محللي الطاقة في «دي بي إس بنك»، «تشهد أسواق النفط حاليا حالة من عدم الاستقرار، مع دعم طفيف من انخفاض المخزونات الأميركية وفق تقرير معهد البترول الأميركي»، مضيفا: «سيترقب المتعاملون أي مؤشرات من أي تقدم أو عدمه في محادثات السلام الأوكرانية، في حين تعد سياسة خفض أسعار الفائدة الأميركية محركا رئيسيا آخر للاقتصاد الكلي، الذي قد يدعم أسعار النفط».
البرميل الكويتي ينخفض 1.64 دولار ليبلغ 61.97
وأفادت مصادر في السوق، نقلا عن بيانات معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، بأن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت 4.78 ملايين برميل الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين 7 ملايين، ومخزونات المشتقات النفطية 1.03 مليون.
في غضون ذلك، تتوقع الأسواق أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية في اجتماعه اليوم، لدعم سوق العمل الذي يشهد تباطؤا، ومن شأن خفض أسعار الفائدة أن يعزز الطلب على النفط، من خلال تحفيز النمو الاقتصادي.
وفي حين يتجه سوق النفط نحو فائض متوقع، أشارت مذكرة صادرة عن بنك «آي إن جي» إلى أن الإمدادات الروسية لا تزال تشكل خطرا، وتابع: «على الرغم من أن أحجام الصادرات النفطية الروسية المنقولة بحرا تحافظ على مستويات جيدة، فإن هذه البراميل تواجه صعوبة في إيجاد مشترين»، مضيفا أن إنتاج النفط الروسي سيبدأ بالتراجع إذا لم يتسن العثور على مشترين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده وشركاءها الأوروبيين سيقدمون قريبا للولايات المتحدة «وثائق مُنقحة» بشأن خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا، بعد جهود دبلوماسية مكثفة على مدى أيام.
ويمكن أن يؤدي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على الشركات الروسية، مما قد يتيح زيادة في إمدادات النفط المقيدة.
تصدير كردستان
وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، لقناة رووداو التلفزيونية الكردية، اليوم الأربعاء، إنه تم تصدير أكثر من 13 مليون برميل من النفط من إقليم كردستان العراق منذ استئناف تدفق النفط عبر خط الأنابيب الذي يربط بين العراق وتركيا في سبتمبر، بمتوسط تصدير يومي يتراوح بين 200 و208 آلاف برميل.
توقعات «الأميركي»
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الثلاثاء، أن يبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط هذا العام مستوى قياسيا أكبر مما كان متوقعا في السابق، مع تزايد التكهنات بتخمة المعروض العالمي.
ورفعت الوكالة توقعاتها لإنتاج النفط في 2025 بمقدار 20 ألف برميل يوميا في المتوسط إلى 13.61 مليونا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. ومع ذلك، خفضت الإدارة توقعاتها لإجمالي الإنتاج في 2026 بمقدار 50 ألفا إلى 13.53 مليونا.
ويعزز رفع توقعات إنتاج النفط الأميركي هذا العام الرأي القائل إن سوق النفط في طريقه إلى فائض في المعروض، بعد أن قالت الوكالة الدولية للطاقة الشهر الماضي إن السوق العالمي يواجه العام المقبل فائضا أكبر ربما يصل إلى 4.09 ملايين برميل يوميا.
ورفعت إدارة معلومات الطاقة، وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، تقديراتها للطلب على النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 20.6 مليونا لعام 2025، وتوقعت أن يكون الطلب ثابتا لعام 2026.
وقالت إن أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي القياسي ستبلغ في المتوسط 65.32 دولارا للبرميل في 2025، بزيادة عن تقديراتها الشهر الماضي البالغة 65.15 دولارا، وسيبلغ متوسط أسعار خام برنت القياسي العالمي 68.91 دولارا للبرميل في 2025، وهو أعلى من 68.76 دولارا الذي توقعته في نوفمبر.
وحسب تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني، تواصل أسعار النفط التحرك في نطاق منخفض عند مستويات الستين دولاراً للبرميل خلال الشهر الماضي، إذ تشكّل التطورات الجيوسياسية العامل الرئيسي في دعم الأسعار رغم وفرة المعروض. وتشير التوقعات إلى تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط الخام نتيجة التراجع الاقتصادي في أبرز الدول المستهلكة، مثل الولايات المتحدة والصين. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن ينمو الطلب بمعدل لا يتجاوز 800 ألف برميل يومياً خلال عامي 2025-2026، وهو أقل بكثير من المعدلات التاريخية، في وقت يُرجَّح فيه أن يفوق نمو المعروض هذه الزيادة، مدعوماً بالإنتاج القوي من الأميركتين ودول منظمة «أوبك+».
وأكدت منظمة «أوبك+» مؤخراً قرارها بتعليق زيادات الإنتاج في الربع الأول من عام 2026 لمواجهة ضعف الطلب الموسمي والحد من تراكم المخزونات. وبالنظر إلى المستقبل، وفي غياب أي اضطرابات جيوسياسية أوعقوبات تؤثر على تدفقات النفط، أو نمو اقتصادي عالمي يفوق التوقعات، يُرجَّح أن يبلغ متوسط أسعار النفط مستويات منتصف الستين دولاراً، مع تزايد المخاطر نحو الاتجاه الهبوطي.
وتسجل أسعار النفط سلسلة خسائر مستمرة منذ أربعة أشهر، إذ فشلت في تجاوز نطاق 60-65 دولاراً للبرميل، وسط ضعف الطلب وزيادة المعروض من منتجي منظمة «أوبك+» وغيرهم.
كما تراجع هامش المخاطر الجيوسياسية في الأشهر الأخيرة، مع نجاح إدارة الرئيس الأميركي في التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، ومساعيها لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
ويبدو أن انخفاض الأسعار كان عاملاً مؤثراً في قرار منظمة «أوبك+» خلال نوفمبر، الذي تم تأكيده مطلع ديسمبر، بتعليق زيادة الإنتاج في الربع الأول من 2026، مبررة ذلك ب»الموسمية الشتوية».
ووسط هذه التطورات، اقترب منحنى العقود الآجلة لخام برنت من حالة «كونتانغو»، إذ تكون الأسعار الفورية أقل من المستقبلية، ما يشير إلى توقعات بزيادة المعروض.
كما ارتفع صافي مراكز المضاربة البيعية في الأسابيع الأخيرة ليقترب من مستويات قياسية، مع تراجع صافي مراكز الشراء إلى أدنى مستوى لها هذا العام في الربع الثالث.
من المتوقع أن يبقى نمو الطلب على النفط ضعيفاً في المدى القريب، متأثراً بضعف الاقتصاد العالمي نتيجة التوترات التجارية الناتجة عن الرسوم الجمركية وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة.
ورغم أن وكالة الطاقة الدولية رفعت توقعاتها لنمو الاستهلاك العالمي في تقريرها لشهر نوفمبر إلى نحو 800 ألف برميل يومياً في المتوسط لعامي 2025 و2026، فإن المعدل يبقى أقل بكثير من المستويات التاريخية.
في المقابل، حافظت منظمة الأوبك على تقديراتها القوية لنمو الاستهلاك عند 1.3 مليون برميل يومياً هذا العام و1.4 مليون برميل يومياً العام المقبل، مشيرة إلى أن وقود النقل والبتروكيماويات يمثلان المحرك الرئيسي لهذا النمو.