شهران على تهدئة غزة... مهمة لم تكتمل ومأساة تتكشف

• اعتراض عربي وإسلامي يبعد بلير عن «مجلس السلام» وساويرس يبرز مجدداً

نشر في 10-12-2025
آخر تحديث 09-12-2025 | 18:46
فلسطينيون يرشقون قوات إسرائيلية بالحجارة في مخيم قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ ف ب)
فلسطينيون يرشقون قوات إسرائيلية بالحجارة في مخيم قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ ف ب)

مع اتمام تهدئة غزة شهرها الثاني على التوالي، وفي وقت تكثف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهودها للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطتها، التي لم تكتمل بشأن إنهاء النزاع، تكشفت جوانب جديدة لحجم المأساة التي تعيشها المنطقة جراء الحرب التي استمرت عامين، إذ أظهرت آخر الإحصاءات الفلسطينية أن نحو 6 آلاف و20 عائلة في القطاع أبيدت بالكامل ولم ينج منها سوى فرد واحد.

وكشفت بيانات رسمية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على شطب أكثر من 2700 عائلة من غزة من السجل المدني الفلسطيني منذ بداية حربها على القطاع.

وذكر المكتب الحكومي، التابع ل «حماس» في غزة، أن الاحتلال ارتكب 738 خرقا خلال 60 يوما من اتفاق وقف النار، مشيراً إلى أن مستوى الالتزام بالبنود الإنسانية والإغاثية التي يتضمنها الاتفاق، الذي بدأ تنفيذه في 10 أكتوبر الماضي، لا يتجاوز 38%.

وفي وقت خلَّفت حرب الإبادة نحو 68 مليون طن من الأنقاض التي تعادل وزن حوالي 186 مبنى «إمباير ستيت» الشاهق في الولايات المتحدة، كثفت «حماس» جهودها لانتشال رفات آخر جثمان إسرائيلي لا يزال داخل القطاع، فيما أكدت حركة الجهاد أنها سلّمت كل الأسرى والجثامين التي كانت لديها وأغلقت الملف، ودعت الوسطاء إلى الضغط على سلطات الاحتلال لتنفيذ تعهداتها في الاتفاق.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يستعد لزيارة الولايات المتحدة في 29 الجاري، أمام «الكنيست»، إن الربع الأول من القرن الحالي اتسم بتهديد الإسلامي الراديكالي للغرب، وان إسرائيل هي الأمل في مواجهته.

وشدد نتنياهو على أنه يتمسك بما يصفه ب «المهمة المقدسة» لإعادة آخر المحتجزين في غزة، مع الاقتراب من إنهاء المرحلة الأولى والانتقال إلى الثانية التي أكد أنها تقوم على «تجريد حماس والفصائل من سلاحها بالكامل».

وفي اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، والذي تعمل واشنطن على ضم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إليه، يسعى الأول إلى حسم الملفات الساخنة، خاصة مستقبل غزة والضربة المحتملة ل «حزب الله».

وجاء ذلك في وقت أظهر استطلاع جديد أن غالبية الإسرائيليين يخشون انخراط بلادهم في حرب جديدة خاصة مع «حزب الله» اللبناني أو إيران أو كليهما، إضافة إلى احتمال تجدد القتال مع «حماس» خلال العام المقبل.

ومع تشكل ملامح المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، أفاد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية بأنه من المتوقع أن يعلن البيت الأبيض سلسلة من «القرارات المهمة» في الأسابيع المقبلة، تتعلق بتنفيذ مبادرة ترامب.

وأضاف المسؤول الأميركي، في تصريحات لموقع والا، أن إدارة ترامب مصممة على التوصل إلى نموذج حكومة مؤقتة في غزة، قائم على تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراط بلا انتماء سياسي، ستكون مسؤولة عن التشغيل اليومي للخدمات العامة والأنشطة البلدية لسكان القطاع.

وأمس، أفادت «فايننشال تايمز» بأن اعتراضات من بعض الدول العربية والإسلامية والجهات الفلسطينية أبعدت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن دور له جرى الحديث عنه في إدارة غزة. 

وتحدثت أوساط عبرية عن قيام الملياردير المصري نجيب ساويرس بزيارة غير معلنة لإسرائيل، وقالت إن ذلك يأتي في ظل استمرار طرح اسمه ضمن الشخصيات المرشحة للمشاركة في «مجلس السلام»، المفوض من الأمم المتحدة بالإشراف على المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.

من جانب آخر، صعدت سلطات الاحتلال اقتحاماتها لمناطق شمال الضفة الغربية، فيما أعلنت قوات «الشاباك» أنها كشفت بنية تحتية للفصائل تضم عبوات ناسفة وصواريخ وأدوات مساعدة بطولكرم، وأوقفت عددا من الفلسطينيين، وسط تحذيرات أمنية إسرائيلية من فوضى أمنية وانفجار دموي جراء هجمات المستوطنين على المناطق العربية.

back to top