الصداقة مع النفس
كيف تكون صديق نفسك؟ سؤال مهم يجب أن يطرحه كل منا، إن أراد أن يتصرف بعفوية وصدق وتلقائية!
فالسؤال ربما يبدو من البديهيات بأن تجيب بأنك منسجم مع نفسك، ما يعبّر عن صداقة قائمة، أو قد يجيب البعض بأن السؤال لا محل له ليجيب عنه!
وأطلب منك التريث فقط حتى تكمل قراءة هذه المقالة.
صادق نفسك، فكرة مهمة، ألا يُقال صديقك من صدقك، ويُقال صديقي من أهدى إليّ عيوبي، كما يُقال الصديق وقت الضيق؟!
كل تلك المعاني القيمة التي يتطلع إليها الإنسان في صداقته مع الآخرين، عليه أن يحرص على تلمسها وإظهارها مع نفسه.
فكل منا يحتاج إلى أن يكون صادقاً مع نفسه، ليرى نفسه على حقيقتها، حتى يكون ذلك الصدق دافعاً لتطوير النفس في كل ما هو رفيع وجميل فيها، وكذلك يحتاج للحظات الصدق مع نفسه، ليتخلص من كل ما هو غير جميل ومآخذ يراها في نفسه، فإن كان بخيلاً فعليه أن يغيّر ذلك ليصبح كريماً، وإن كان أنانياً فعليه أن يغير ذلك ليكون معطاءً ومساعداً للآخرين! وإن كنت سريع الغضب وشديداً في ردة الفعل فعليك أن تزيل طبع ذلك الغضب بالهدوء، وتحوّل الشدة لروية وتأنٍّ، وإن كنت كثير التذمر والنقد للناس فتعلّم أن تكون متغافلاً وراضياً، وأن تظهر للناس محاسنهم وتحاورهم وتنتقد آراءهم لا أشخاصهم، وبذلك تكون صادقاً مع نفسك.
وأنت أكثر من يعلم وتعرف عيوب نفسك، فعليك أن تصارح نفسك بشأنها لتتخلص من تلك العيوب، وتعمل على تلافيها أو تقليلها أو سترها.
وأخيراً يجب أن تكون قريباً إلى نفسك حتى تعيش الفرح بدلاً من الحزن، والانفراج بدلاً من الهم، والتنفيس عن نفسك بنفسك عند الضيق أو الشعور بالمضايقة، والضحك حينما تعيش لحظات الفرح، والبكاء حين تكون بحاجة لذلك، والحديث للنفس لتعوّد نفسك على الاستعداد والتحضير حينما ترغب بالتحدث في موضوع مهم للآخرين، وعليك محاسبة النفس عندما تقع في الخطأ، وتكافئ نفسك حينما تؤدي عملاً مميزاً أو تحقق إنجازاً حياتياً أو عملياً.
وحين تقوم بكل ما سبق، وأنت بحاجة أكيدة إليه، تكون قد نجحت في الصداقة مع نفسك!