مسؤولة أممية: خطوات كويتية جادة وملموسة في مسار تعزيز الشفافية
أكدت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى البلاد إيما مورلي أن دولة الكويت سجلت تقدما ملحوظا من خلال الإصلاحات الموجهة عبر (استراتيجية الكويت لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2019-2025) كذلك في تصنيفها على مؤشرات الحوكمة والشفافية الدولية مدفوعة بتفاني مؤسساتها والمشاركة الفعالة لمواطنيها.
جاء ذلك في كلمة ألقتها مورلي خلال افتتاح المنتدى السنوي الخامس للهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) تحت عنوان (الاستراتيجيات لمكافحة الفساد: من تقييم الإنجازات إلى بناء المستقبل) بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف اليوم الثلاثاء وبمشاركة عدد من مسؤولي الجهات الحكومية.
وقالت مورلي إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يفخر بدعم (نزاهة) في صياغة الاستراتيجية الوطنية المقبلة لمكافحة الفساد لترجمة الطموحات الوطنية إلى خطوات عملية تضع الشفافية في قلب عملية التنمية وبناء هذه الاستراتيجية من خلال عملية تشاورية شاملة ونهج وطني يجمع كل الأطراف من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والإعلام.
وأفادت بأن تعزيز الشفافية هو استثمار في مستقبل الكويت ويرسخ الأسس لاقتصاد مرن ومتنوع ومزدهر يتماشى مع رؤية (الكويت 2035) مؤكدة أن الكويت اتخذت خطوات ملموسة وجادة على هذا المسار.
وذكرت أن مكافحة الفساد «تعتبر أولوية تتطلب عملا جماعيا والتزاما مشتركا يمتد إلى أبعد من مؤسسة واحدة بمفردها وأن ثمار التقدم فيه قادرة على إحداث تغيير جذري» مهنئة في الوقت ذاته فوز (نزاهة) بجائزة (التميز الحكومي العربي) فئة أفضل مبادرة تطويرية حكومية.
من جانبه قال رئيس هيئة (نزاهة) عبدالعزيز الإبراهيم في كلمته الافتتاحية إن دولة الكويت تولي اهتماما كبيرا بمكافحة الفساد والتوعية من مخاطره وتبني الاستراتيجيات التي من شأنها منعه ومكافحته والحد من أخطاره.
ونوه الإبراهيم بالتعاون بين هيئة (نزاهة) مع مختلف الهيئات والمؤسسات التي تعنى بمكافحة الفساد إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والجهات النظيرة في الدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف أن من وسائل محاربة الفساد وتعزيز النزاهة وضع استراتيجيات وطنية تعزز قيم النزاهة وتساهم في اجتثاث الفساد من جذوره كمهمة وطنية في سبيل الحفاظ على المال العام وتحقيق التنمية المستدامة التي من شأنها تحقيق رفعة هذا الوطن.
وأفاد بأن البلاد نهضت من خلال وضع استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بمشاركة أصحاب الاختصاص ومختلف فئات المجتمع والقطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المختصة.
ولفت إلى استمرار عمل هيئة (نزاهة) في متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة مؤكدا تضافر هذه الجهود لزيادة نسبة إنجاز الاستراتيجية في هذا العام على 90%.
وأوضح أن (نزاهة) تعمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية الجديدة بمشاركة القطاعين العام والخاص ومختلف وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني بشتى قطاعاته إيمانا من دولة الكويت من خلال (نزاهة) بأهمية الاستراتيجيات التي تساهم في اجتثاث جذور الفساد.
وتناول المنتدى بحث تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد باعتبارهما مسارا وطنيا متكاملا يرتكز على تعاون القطاعين العام والخاص والمجتمع ككل وبقاء القطاع الخاص شريكا أساسيا في دعم جهود الدولة من خلال تبني معايير الامتثال ورفع مستوى الشفافية في الممارسات التجارية وتعزيز ثقافة النزاهة داخل بيئات الأعمال.
وتطرق المنتدى إلى مناقشة استمرار تطوير بيئة العمل الحكومية عبر تفعيل مدونات السلوك الوظيفي ونشر القيم المهنية التي تعزز النزاهة والمسؤولية إلى جانب الاستثمار في برامج التوعية والتدريب وبناء القدرات لضمان تطبيق فعال ومستدام لهذه المبادئ على أرض الواقع.
وثمن المشاركون في المنتدى التزام وإصرار الكويت على مواصلة مسيرة الإصلاح وتعزيز الحوكمة بما يمهد للانتقال بثقة نحو الإطار الاستراتيجي القادم القائم على شراكات أقوى وتشريعات أكثر تطورا ومجتمع أكثر وعيا وقدرة على مواجهة تحديات المستقبل.
يذكر أن انعقاد المنتدى يأتي ضمن سلسلة أنشطة وطنية مرتبطة باحتفال دولة الكويت باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 9 ديسمبر كل عام بهدف تعزيز الجهود الدولية والوطنية وتسليط الضوء على أهمية العمل المشترك في مكافحة الفساد ودوره في دعم الأمن والتنمية.