وزارة الإعلام في قبضة المتشددين

نشر في 20-01-2023
آخر تحديث 19-01-2023 | 19:10
 ثنيان العبود

وزارة الإعلام هي واجهة الدولة الأساسية أمام العالم الخارجي، لما تؤديه من دور مهم في عكس الصورة المدنية الجميلة لدولة الكويت والمجتمع الكويتي للخارج، هذه الوزارة التي كانت السبب الرئيس لتسمية الكويت بهوليوود الخليج، أصبحت تعيش أسوأ مراحلها في الفترة الحالية، والسبب يرجع الى رضوخ المسؤولين فيها للمتشددين دينيا من نواب مجلس الأمة.

خوف الوزير والمسؤولين في وزارة الإعلام من خسارة مناصبهم سبب رئيس للتخبطات الحالية الحاصلة فيها، والمتمثلة بتراجع قيمة الأعمال الفنية المعروضة والمنتجة من تلفزيون دولة الكويت، فالخضوع لرقابة المتشددين دينيا الذين لا يفقهون أبسط أساسيات العمل الفني الصحيح، والوصاية المفروضة على الأعمال الفنية، يتعارضان تعارضا مطلقا مع جودة الأعمال المقدمة، ويجعلانها تدور في دائرة مغلقة من التكرار والرداءة الفكرية.

رضوخ وزارة الإعلام الواضح لم يكن مقتصراً فقط على المسلسلات المعروضة عليها، بل تعداها ليصل إلى الحفلات الغنائية المنقولة على شاشات تلفزيون دولة الكويت الذي لا طالما كان يعرض الحفلات الغنائية بصورة جميلة معتدلة، فأصبح الرضوخ واضحا فيه من خلال ما حدث في حفلة الفنانة المصرية أنغام التي عرضت على شاشة تلفزيون دولة الكويت، حيث تم تعطيل الحفل وإيقافه لتعديل لباس الفنانة المذكورة، على الرغم من أن لباسها يعتبر لائقا، وهناك أكثر من فنانة سابقا خرجت بلباس شبيه به وفي حفلات رسمية عرضت على التلفاز دون اعتراض من أحد.

استسلام هذه الوزارة المستمر لمطالبات المتشددين أصبح سببا أساسيا أيضا لهرب معظم المنتجين العرب والكويتيين لتصوير معظم الأعمال الدرامية بالخارج تفاديا لمقص الرقابة المتطرف، فالشرط المستمر من وزارة الإعلام لإجازة أي عمل فني هو تصوير المجتمع بصورة ملائكية فاضلة، وهذا الشرط غير المنطقي من الرقابة هو السبب الرئيس لتراجع الأفكار المطروحة في الأعمال الدرامية الكويتية.

في الختام أتمنى أن تراجع هذه الوزارة عملها، وأن تعلم أن تطورها مرتبط ارتباطا كليا بجودة ما يعرض على تلفزيون دولة الكويت من أعمال، ولا يقتصر على الانصياع لمطالبات بعض النواب المتشددين.

back to top