السوريون يحتفلون بذكرى سقوط الأسد
• الأمير مهنئاً الشرع: لسورية المزيد من التقدم والازدهار
• الشرع يدعو من «الأموي» إلى الوحدة ويتعهد ببناء بلد قوي يليق بحاضره وماضيه
في ختام أسبوع من الاحتفالات في المحافظات، أحيا السوريون، أمس، الذكرى الأولى للإطاحة ببشار الأسد وفراره إلى روسيا وسقوط حكم عائلته، وسيطرة المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على العاصمة دمشق، بعد صراع مسلح دام أكثر من 13 عاماً.
وبهذه المناسبة، بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الرئيس السوري ببرقية تهنئة أعرب فيها عن خالص تهانيه له بمناسبة ذكرى يوم التحرير لبلاده، مشيداً سموه بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد سموه تطلعه الدائم والمشترك إلى تعزيز العلاقات إلى آفاق أرحب وأشمل في مختلف المجالات، متمنياً للشرع موفور الصحة والعافية، ولسورية وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
من جهته، بعث سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى الرئيس السوري ببرقية مماثلة، ضمَّنها خالص تهانيه بيوم التحرير لبلاده، متمنياً له موفور الصحة والعافية، ولسورية وشعبها المزيد من التقدم والنماء.
كما بعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله ببرقية تهنئة مماثلة.
في غضون ذلك، شهدت ساحة الأمويين في دمشق الاحتفالات الختامية الرسمية، التي تخللها تجمعات شعبية كبيرة وعرض عسكري على أتوستراد المزة حضره الشرع وكبار مسؤولي حكومته.
وكان الشرع، الذي تلقى برقيات تهنئة أخرى من رؤساء دول بالمناسبة، أدى صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، وهو يرتدي زيه العسكري الذي كان يرتديه خلال الهجوم الذي شنّته المعارضة العام الماضي، وتمكنت في 13 يوماً من الوصول إلى العاصمة، لينتهي بذلك حكم حزب البعث الذي استمر أكثر من نصف قرن.
وفي كلمته بالمسجد الأموي، شدد الرئيس السوري على أهمية توحيد جهود السوريين لبناء «سورية قوية»، وتحقيق مستقبل «يليق بتضحيات شعبها»، مضيفاً: «لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات».
وقال الشرع: «من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها سنعيد سورية قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها»، مؤكداً: «سنعيد بناءها بطاعة الله عز وجل ونصرة المستضعفين والعدالة بين الناس».
وأشاد بـ «التضحيات والبطولات التي قدّمها المقاتلون عند دخولهم دمشق منتصرين»، موضحاً أن «صون هذا النصر والبناء عليه يشكّلان اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعاً».
وكشف عن هديةٍ من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد زيارته الأولى إلى المملكة، وهي عبارة عن قطعة من ستار الكعبة، مكتوب عليها: «وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى».
وتابع: «آثرنا أن تكون هذه القطعة في مسجد بني أميّة، لتتحدّ بذلك الدول، وتمتد أواصر المحبة والأخوة من مكة المكرمة إلى بلاد الشام، واخترنا أن يكون تدشينها في اللحظات الأولى لذكرى النصر».
وعمّت مختلف المناطق تجمعات شعبية وعروض عسكرية، لا سيما في مدينة إدلب واللاذقية، وحمص وحماة، التي كانت شهدت احتفالات في الأيام الماضية بذكرى تحريرها في الهجوم الذي سقطت فيه بالبداية مدينة حلب قبل أن يتوالى سقوط المدن مثل حماة وحمص وصولاً إلى دمشق.
وفي تفاصيل الخبر:
على مدار أسبوع كامل، أحيا السوريون الذكرى الأولى لإطاحة بشار الأسد وفراره إلى روسيا وسقوط حكم عائلته الاستبدادي، وسيطرة المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على دمشق، بعد حرب دامت أكثر من 13 عاماً.
وشهدت ساحة الأمويين في العاصمة دمشق الاحتفالات الختامية الرسمية، وامتلأت بحشود مبتهجة كما أقيمت احتفالات في أماكن أخرى بأنحاء سورية إضافة إلى عرض عسكري.
وقبل حضوره العرض العسكري، أحيا الشرع هذه المناسبة بأداء صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، وهو يرتدي زيه العسكري الذي كان يرتديه خلال حملة المعارضة العام الماضي بقيادة «هيئة تحرير الشام».
وقال الشرع: «من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بإذن الله سنعيد سورية قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها... سنعيد بناءها بطاعة الله عز وجل ونصرة المستضعفين والعدالة بين الناس بإذن الله».
وقال الشرع، في كلمة بعد أدائه الصلاة، «أيّها السوريون أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبُر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات»، مضيفاً: «بعد أن منَّ الله علينا بالنصر المبين، كانت أولى زياراتنا الخارجية إلى المملكة العربية السعودية، وآثرنا في ذاك اليوم إلا أن نزور بيت الله الحرام، ونشكر الله ونعتمر للّه عزّ وجلّ، فأكرمنا في ذاك الوقت بدخول الكعبة المشرفة وصلّينا في داخلها، وعند عودتنا قد أكرمنا الأمير محمد بن سلمان بهدية، قطعة من ستار الكعبة، مكتوب عليها (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى)».
وتابع الشرع: «آثرنا أن تكون هذه القطعة في مسجد بني أميّة، لتتحدّ بذلك الدول، وتمتد أواصر المحبة والأخوة من مكة المكرمة إلى بلاد الشام، واخترنا أن يكون تدشينها في اللحظات الأولى لذكرى النصر».
وأشاد الشرع ب «التضحيات والبطولات التي قدّمها المقاتلون عند دخولهم دمشق منتصرين»، مؤكداً أنّ «صون هذا النصر والبناء عليه يشكّل اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعاً».
عرض عسكري وتجمعات شعبية
ولاحقاً، حضر الشرع برفقة عدد من الوزراء والقادة العسكريين والمسؤولين العرض العسكري الذي نظمته وزارة الدفاع بمناسبة ذكرى النصر والتحرير على أوتستراد المزة بدمشق.
وشارك في العرض العسكري، الذي انطلق من مطار المزة مروراً بأوتوستراد المزة فساحة الأمويين وصولاً إلى ساحة الجمارك، مختلف الفرق والتشكيلات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، في تأكيد على الجاهزية العالية للجيش بمختلف تشكيلاته، في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وتخلل العرض تحليق مروحيات الجيش فوق سماء دمشق، وإلقاء الورد وقصاصات ورقية تتضمن عبارات وطنية، إضافة إلى تحليق 14 طياراً شراعياً فوق ساحة الأمويين.
واكتظت شوارع دمشق بالمحتفلين الذين يرفعون الأعلام الوطنية، صغاراً وكباراً، وجابت مواكب السيارات المدينة على وقع أغاني الثورة. كما شاركت شركات صناعية في المناسبة عبر توزيع الهدايا المغلّفة بالأعلام.
لقاء دمشق
وعشية الاحتفال، التقى الشرع وجهاء وأعيان دمشق بحضور المحافظ ماهر مروان إدلبي، وأكّد أن المهمة لم تنتهِ بتحرير دمشق، بل إنّ المسؤولية المشتركة تقع على عاتق الجميع لمواصلة مسيرة البناء والإعمار.
وشدّد الشرع على المكانة الرفيعة والأهمية الاستراتيجية التي وصلت إليها العاصمة بعد التحرير، وما حققته من استعادة التوازنات وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية يجب استثمارها لضمان انتقال الإرث الوطني إلى الأجيال القادمة، قائماً على الاستقرار والتنمية والازدهار.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن الشرع قوله خلال اللقاء: «اليوم سورية عملت نوعاً من التوازن في العلاقات كانت من المحال في ال 100 سنة الماضية: اليوم علاقتنا جيدة مع الولايات المتحدة ومع روسيا ومع الصين في نفس الوقت، وكلو رضيان والأمور ماشية بشكل جيد».
وتابع الرئيس السوري الانتقالي قائلاً: «إقليمياً علاقتنا مثالية مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومع كل الدول الفاعلة».
ثم أضاف: «(العلاقة) مقبولة مع مصر ماشي الحال، ومقبولة مع العراق أيضاً في نفس الوقت وإن شاء الله تذهب إلى حالة متطورة كبيرة».
احتفالات بالمحافظات
وعمّت مختلف المناطق احتفالات واسعة، وشهدت تجمعات شعبية حاشدة ضمن الساحات الرئيسية. ورفعت مآذن المساجد في غالبية المحافظات التكبيرات في صلاة الفجر، إيذاناً بانطلاق فعاليات عيد تحرير سورية في الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد.
وركز أئمة المساجد في كلماتهم عقب صلاة الفجر، على استحقاقات المرحلة المقبلة، أكدوا أن مرحلة البناء لا تقل أهمية عن معركة التحرير، داعين كل أطياف الشعب السوري إلى رصّ الصفوف، والتكاتف مشددين على صون مكتسبات النصر، وتشييد بنيان سورية الجديدة هو أعظم وفاء لأرواح الشهداء وتضحيات الشعب السوري العظيم.
وشدد أيضاً الأئمة على ضرورة الانخراط بمرحلة البناء وتعزيز الاستقرار، مشيرين إلى أن اندحار الظلم شكّل نقطة فاصلة لانتهاء المرحلة العصيبة التي مرت بها البلاد طيلة السنوات الماضية.
وفيما أعلنت المحافظات السورية عن مجموعة الفعاليات والأنشطة احتفاء في ذكرى التحرير تبدأ برفع التكبيرات وتستمر حتى طلوع الفجر، شهدت مدينة إدلب عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة ذكرى عيد التحرير.
وفي اللاذقية، نظمت وزارة الدفاع أيضاً مسيرة عسكرية ضمت وحدات مشاة وآليات، تقدمت على محاور المدينة باتجاه جامع جود البحر وصولاً إلى نهاية طريق الحرش، وسط حضور واسع من الأهالي الذين احتشدوا على مسار الفعالية لمشاركة أبطالهم فرحة التحرير.
كما نظمت وزارة الطوارئ مسيرة شاركت فيه آليات وفرق الدفاع المدني في عرضٍ يبرز جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة في مختلف الظروف في ظل حضور جماهيري كبير.
ورفع المشاركون العلم السوري، ورددوا هتافات تعبر عن الاعتزاز بالتضحيات الكبيرة التي قدمتها الثورة السورية، مؤكدين أن دماء الشهداء ستبقى البوصلة التي ترشد خطوات البناء، وأن مسيرة إعادة الإعمار انطلقت بإرادة لا تتراجع وعزيمة لا تهزم.
وفي حمص، انطلق العرض العسكري من دوار المطاحن، وتقدمت الوحدات بتشكيلاتها المختلفة عبر الشوارع الرئيسة، مروراً بمسجد خالد بن الوليد ومنطقتي الساعتين القديمة والجديدة وصولاً إلى مشفى الرازي، بمشاركة عناصر من المشاة والإسناد الناري والمدفعية ووحدات الشاهين، إلى جانب آليات عسكرية متنوعة.
وأكد قائد لواء القوات الخاصة في الفرقة 52 العقيد عبدالمنعم ضاهر أن مشاركة الوزارة وأهالي حمص في هذه الفعالية تأتي تأكيداً على أهمية هذا الحدث الوطني، موضحاً أن العرض تضمن مشاركة عدد من الكتائب والاختصاصات، وأن الأجواء الاحتفالية التي شهدتها المدينة تعكس مدى ثقة المواطنين بجيشهم البطل، مقدماً التهنئة لأبناء الشعب السوري بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير.
وفي حماة، كرّم المحافظ عبدالرحمن السهيان وشخصيات عسكرية ومدنية وممثلون عن الشرطة العسكرية ووزارة الدفاع العسكريين الذين شاركوا في معركة ردع العدوان.
وأشار رئيس لجنة حي القصور عمار زقزوق إلى أنه في إطار احتفالات شعبنا بهذه المناسبة العظيمة تم تكريم عدد من الأبطال المجاهدين من أبناء الحي عرفاناً لهم على ما قدموه من إنجازات عظيمة في سبيل النصر على النظام البائد، حيث تم تقديم درع تذكارية وهدايا رمزية لهم.