مئات الإيرانيات يتحدّين المتشددين في ماراثون كيش

ضغوط المتطرفين تحوّل ظاهرة خلع الحجاب إلى رمز ضد النظام

نشر في 07-12-2025
آخر تحديث 06-12-2025 | 20:28
صورة تداولتها شبكات التواصل الإيرانية لإيرانيات يشاركن في ماراثون كيش
صورة تداولتها شبكات التواصل الإيرانية لإيرانيات يشاركن في ماراثون كيش

شاركت مئات الإيرانيات، أمس الأول، أغلبيتهن لم يرتدين الحجاب أو الزي الشرعي، في الماراثون السنوي بجزيرة كيش السياحية، جنوب إيران، ما أثار عاصفة سياسية، دفعت السلطات القضائية إلى شن حملة ملاحقة ضد المنظمين والمشاركين، في حين انتقدت وسائل إعلام محافظة، بينها وكالة «تسنيم»، الحدث. 

وشارك أكثر من 5 آلاف رجل وامرأة في الماراثون في حدثين منفصلين، وجاء شكل المشاركة النسائية بمنزلة تحدٍّ لتحركات المتشددين الذين صعّدوا مواقفهم ضد ظاهرة تخلي عدد كبير من الإيرانيات عن الحجاب والزي الشرعي، في ظل الغموض الذي يحيط بقانون الحجاب الإلزامي، وسط معلومات بأن المجلس الأعلى للأمن القومي أوقف تطبيق القانون الذي أقره البرلمان، ما يعني غياب قانون أو تشريع يلزم النساء بقواعد اللباس.  

واتهم، الأربعاء الماضي، أكثرُ من نصف أعضاء البرلمان الإيراني السلطةَ القضائية بالتراخي في تطبيق قانون الحجاب الإلزامي، مصرّين على أنه ساري المفعول، في حين نظمت الأجنحة الطلابية للقوى المتشددة تظاهرات انتقدت التراخي في التعامل مع ظاهرة تحدي عدد كبير من الإيرانيات علناً لقواعد اللباس السابقة.

ومساء الجمعة، نقلت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية عن المدعي العام في كيش قوله، إن «طريقة تنظيم الحدث كانت مخالفة لقواعد الحشمة». وأشارت الوكالة إلى أن «ملاحقات جنائية أطلقت» في حقّ المنظّمين، داعية إلى تدابير «صارمة ورادعة لا هوادة فيها». 

من ناحيته، أكد محافظ كيش أن منظمي الماراثون، وقّعوا تعهداً مسبقاً بالتزام المشاركات بالقوانين الاجتماعية، متهماً إياهم بعدم الالتزام بمنع السيدات اللواتي لم يلتزمن بالزي الشرعي من المشاركة. 

واكتفت وكالة «إرنا» الرسمية بنشر صور حول الحدث الخاص بالرجال مع صورة واحدة للمشاركة النسائية.

 في المقابل، نشرت معظم شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية صوراً وفيديوهات تسلط الضوء على المشاركة النسائية الواسعة مع الإشادة بتحدي النساء للمتشددين، وسط اتهامات للتيارات المتطرفة بأنها تسعى إلى إثارة الفوضى والانقسام عبر الإصرار على قوانين يرفضها المجتمع.

وكان لافتاً أن معظم شبكات التواصل قامت بمقارنة الوضع في إيران بالأوضاع في معظم الدول العربية والإسلامية، حيث لا توجد قوانين تفرض الحجاب الإلزامي، ومع ذلك فإن عدداً من السيدات يلتزمن بالحجاب بإرادتهن، في حين أن الإكراه الذي يصرّ عليه المتشددون يأتي بنتائج عكسية، إذ باتت ظاهرة خلع الحجاب رمزاً لحركة مدنية ضد النظام والتيارات المتشددة.

back to top